Tanwir Miqbas
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
Publisher
دار الكتب العلمية
Publisher Location
لبنان
بِالِاسْمِ الْأَعْظَم إِلَى السَّمَاء فملكناه بهَا على أهل الدُّنْيَا ﴿وَلكنه أَخْلَدَ إِلَى الأَرْض﴾ مَال إِلَى الأَرْض ﴿وَاتبع هَوَاهُ﴾ هوى الْملك وَيُقَال هوى نَفسه بمساوى الْأُمُور ﴿فَمَثَلُهُ﴾ مثل بلعم وَيُقَال مثل أُميَّة بن أبي الصَّلْت ﴿كَمَثَلِ الْكَلْب إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ﴾ إِن تشدد عَلَيْهِ فتطرده ﴿يَلْهَثْ﴾ يدلع لِسَانه ﴿أَوْ تَتْرُكْهُ﴾ فَلَا تطرده ﴿يَلْهَث﴾ يدلع لِسَانه كَذَلِك مثل بلعم وَأُميَّة إِن وعظ لم يتعظ وَإِن سكت عَنهُ لم يعقل ﴿ذَّلِكَ﴾ هَكَذَا ﴿مَثَلُ الْقَوْم الَّذين كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا﴾ بِمُحَمد ﵊ وَالْقُرْآن وهم الْيَهُود ﴿فاقصص الْقَصَص﴾ فاقرأ عَلَيْهِم الْقُرْآن ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ لكَي يتفكروا فِي أَمْثَال الْقُرْآن
﴿سَآءَ مَثَلًا﴾ بئس مثلا ﴿الْقَوْم الَّذين كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا﴾ بِمُحَمد ﵊ وَالْقُرْآن إِذا كَانَ مثلهم كَمثل الْكَلْب ﴿وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ﴾ يضرون بالعقوبة
﴿مَن يَهْدِ الله﴾ لدينِهِ ﴿فَهُوَ الْمُهْتَدي﴾ لدينِهِ ﴿وَمَن يُضْلِلْ﴾ عَن دينه ﴿فَأُولَئِك هُمُ الخاسرون﴾ المغبونون بالعقوبة
﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا﴾ خلقنَا ﴿لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنّ وَالْإِنْس لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا﴾ الْحق ﴿وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا﴾ الْحق ﴿وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَآ﴾ الْحق ﴿أُولَئِكَ كالأنعام﴾ فِي فهم الْحق ﴿بَلْ هُمْ أَضَلُّ﴾ لأَنهم كفار ﴿أُولَئِكَ هُمُ الغافلون﴾ عَن أَمر الْآخِرَة جاحدون بهَا
﴿وَلِلَّهِ الأسمآء الْحسنى﴾ الصِّفَات الْعليا الْعلم وَالْقُدْرَة والسمع وَالْبَصَر وَغير ذَلِك ﴿فَادعوهُ بهَا﴾ فاقرءوا بهَا ﴿وَذَرُواْ الَّذين يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ﴾ يَقُول يجحدون بأسمائه وَصِفَاته وَإِن قَرَأت يلحدون يميلون عَن الْإِقْرَار بأسمائه وَصِفَاته وَيُقَال يلحدون فِي أَسْمَائِهِ يشبهون بأسمائه اللات والعزى وَمَنَاة ﴿سَيُجْزَوْنَ﴾ فِي الْآخِرَة ﴿مَا كَانُواْ﴾ بِمَا كَانُوا ﴿يَعْمَلُونَ﴾ وَيَقُولُونَ فِي الدُّنْيَا من الشَّرّ
﴿وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ﴾ جمَاعَة ﴿يَهْدُونَ بِالْحَقِّ﴾ يأمرون بِالْحَقِّ ﴿وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ وبالحق يعْملُونَ وهم أمة مُحَمَّد ﷺ
﴿وَالَّذين كذبُوا بِآيَاتِنَا﴾ بِمُحَمد ﵊ وَالْقُرْآن وَهُوَ أَبُو جهل وَأَصْحَابه المستهزئون بنزول الْعَذَاب ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُمْ﴾ سنأخذهم بِالْعَذَابِ ﴿مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ بنزول الْعَذَاب فأهلكهم الله فِي يَوْم وَاحِد كل وَاحِد بِهَلَاك غير هَلَاك صَاحبه
﴿وَأُمْلِي لَهُمْ﴾ أمهلهم ﴿إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾ عَذَابي وأخذي شَدِيد
﴿أَو لم يتفكروا﴾ فِيمَا بَينهم أَن مُحَمَّدًا ﷺ لم يكن ساحرًا وَلَا كَاهِنًا وَلَا مَجْنُونا ثمَّ قَالَ الله تَعَالَى ﴿مَا بِصَاحِبِهِمْ﴾ مَا بِنَبِيِّهِمْ ﴿من جنَّة﴾ مامسه من جُنُون أَي جُنُون ﴿إِنْ هُوَ﴾ مَا هُوَ ﴿إِلاَّ نَذِيرٌ﴾ وَرَسُول مخوف ﴿مُّبِينٌ﴾ يبين لَهُم بلغَة يعلمونها
﴿أَوَلَمْ يَنْظُرُواْ﴾ يَعْنِي أهل مَكَّة ﴿فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَات﴾ من الشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم والسحاب ﴿وَالْأَرْض﴾ وَفِي ملكوت الأَرْض وَمَا فِي الأَرْض من الشّجر وَالْجِبَال والبحار وَالدَّوَاب ﴿وَمَا خَلَقَ الله مِن شَيْءٍ﴾ وَفِيمَا خلق الله من سَائِر الْأَشْيَاء ﴿وَأَنْ عَسى﴾ وَعَسَى من الله وَاجِب ﴿أَن يَكُونَ قَدِ اقْترب أَجَلُهُمْ﴾ دنا هلاكهم ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ﴾ فَبِأَي كتاب بعد كتاب الله ﴿يُؤْمِنُونَ﴾ إِن لم يُؤمنُوا بِهَذَا الْكتاب
﴿مَن يُضْلِلِ الله﴾ عَن دينه ﴿فَلاَ هَادِيَ لَهُ﴾ فَلَا مرشد لَهُ إِلَى دينه ﴿وَيَذَرُهُمْ﴾ يتركهم ﴿فِي طُغْيَانِهِمْ﴾ فِي كفرهم وضلالهم
1 / 142