(2) يعنى : كان ذلك الإتنفلق من باب الصدقة والتطوع والععروف التنوير في إسقاط التدبير بروانبها ، ويكفيك أيها العبد قوله سبحانه فيما حكاه عنه رسوله : «ما تقرب الى المتقربون بمثل أداء ما افترضت عليهم ، ولا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل عنى أعبه، فإذا لحببته كنت له سععا وبصرا ولسانا وقلبا وعقلا ويدا ومؤيدا» فقد بين سبحانه أن تكرار النوافل والقيام بها يوجب للعبد وجوب الحب من الله ، والنوافل كلها لم يطلبك به لسان إيجاب من صلاة أو صدقة أو حج أو غير ذلك ، مث القانع بالفرائض من الصلوات المقتصر عليها ، والقائم بها وبالنوافل معها ، كالمترج للزكاة المقتصر عليها والمخرج لها والمؤنر معها كعبدين لسيد جعل عليهما كل يوم خراجا ، على كل عبد درهمان ، فأما العبد الواحد فإنه يأتى السيد بذلك ولا يزيده شينا ولا يهاديه ولا يوادده ، ولما العبد الآخر فإنه يقوم لسيده كل يوم بما قام به صاحبه لكنه يشترى من الطرف والفواكه مأ يهدى لسيده زائدا عن إخراجه ، فهذ العبد لا محالة لحظى عند السيد وأوفر نصيبا من الحب وأقرب الى إقبال السيد : لأن العبد القائم بما خورج(1) عليه غير متودد للسيد ، وإنما (2) اعطاه إشفاقا من عقوبنه، والعبد الذي أعطى لسيده ما خارجه عليه وهاداه بعد ذلك فقد سلك مسلك التودد للسيد والتعرض لحبه ، فهو حري أى يظفر بقربه ، وإنما جعل الحق سبحانه لإيجاب على العباد علما منه بما هم عليه من وجود الضعف وبما نفوسهع متصفة به من وجود الكسل؛ فأوجب عليهم ما أوجب لأنه لو خيزهم فيما أوجب عليهم لم يكونوا به قانمين إلا قليل ، وقليل ما هم، فأوجب عليهم وجود طاعته ، وفى التحقيق ما أوجب عليهم إلا دخول جنته ، فساقهع إلى الجنة بعللسل الإيجاب ، عجب ربك من قوم يساقون إلى الجنة بالسلسل ي : طلب منه إخراجه.
21 ) في المغطوط (وإما) والصعيح المثبت .
التنوير في إسقاط التدبير تنبيه : اعلم - رحمك الله - أنا تلمحنا الواجبات فرأينا الحق سبحانه جعل في كل ما أوجبه تطوعا من جنسه في أى الأنواع كان ليكون ذلك التطوع من ذلك الجند جابر أ لما عساه أن يقع من الخلل في قيام العبد بالولجبات ، وكذلك جاء في الحديث أنه ينظر في مفروض صلاة العبد، فإن نقص منها شيئا كعل له من النوافل، فافهم - رحمك الله - هذا ولا نكن مقتصرأ على ما فرض الله عليك ، بل ليكن فيك ناهضة حب توجب اكبابك على معاملة الله فيما لع يوجبه عليك ، ولو كان العباد لا يجدون في موازينهم إلا فعل الولجبات ونواب ترك المحرمات لفاتهع من الغير والمنة مالا يحصره حاصر ولا يحرزه حارز ، فسبحان الفانح للعباد باب المعاملة والمهيي لهم أسباب المواصلة، واعلم أن الحق سبحانه علم أن في عباده ضعفاء وأقوياء فأوجب الواجبات وبين المحرمات ، فالضعفاء اقتصروا على الفيام بما أوجب والنترك لما حرم وليس في قلوبهع من سلطان الحب ووجود الشغف ما يحملهع على المعاملة من غير إيجاب ، فمنله كمش العبد يعلع السيد منه أنه إن لع يخارجه لع يهد إليه شيئا ، فلذلك وقت سبحانه (لأوراد ووظف وظائف العبودية وعرف ذلك بالمطامع والمغارب والزوال وصيرورته ظل كل شىء مثليه(1) فى الصبلاة ، وبالحول في الأموال النامية العين والماشية ، وبوقت حصول العنفعة فى الزرع (واتوا مقه يوم حصاده) [الأنعام : 41 1] ، وبعشر ذي الحجة فى الحج، بشهر رمضان في الصيام ، فوظف الوظائف ووقتها وجعل للنفوس فيعا سواها سحة الحظوظ والسعى في الأسباب ، وأهل الله أهل الفهم عنه ، فجعلوا الأوقات كلها وقتأ ولحدا، والعمر كله نهجا إلى الله قاصدا، فعلموا الن الوقت كله له فلم يجعلو شينا منه لغيره ؛ ولذلك قال الشيخ أبو الحسن - رضى الله عنه : عليك بورد واحد (1) كقولنا : آخر وقت الظهر إذا صار ظل كل شىء مثله غير ابع) ظل الزوال ، وأول وقت العصر الزيادة على ظل العثل ، وآخرها إلى ظل العثلين .
التتوير في إسقلط القد ب وهو إسقاط الهوى ومحبة المولى ، لبت المحبة أن تستعمل محبا إلا فيما يوافق محبوبه . وعلموا أن الأنفاس أمانات العق عندهم وودانعه لديهع ، فعلموا أنهم مطالبون برعاينها فوجهوا هممهع لذلك11) ، وكما ان له الربوبية الدالنمة كذلك حقوق ربوبينه عليك دانعة، فربوبينه غير مؤقتة بالأوقات فعقوق ربوبينه ينبغى أن نكون أيضا كذلك ، يقول الشيخ أبو الحسن : فإن لكل وقت سهما في العبودية يقتضيه الحق منك بحكم الربوبية ، ولنحبس عنان المقال لنلا نغرج عن غرض الكتاب القسم الثالث من لقسام الإيثار وهو الإينار بالنفس ، وهو لفضل الوجوه الثلاثة وإنما أمر بغيره لأجله، فمن أثر الله بعا أوجبه عليه قد لا يؤنره بما في يديه مما لع يوجبه عليه ، فقد لا يؤنره بنفسه ولا يسخو ببذلها، فإن السخاء بالنفس والبذل لها من لخلاق الصديقين وشأن أهل اليقين الذين عرفوا الله فبذلوا له أنفسهم علما منهم أن العبد لا يملك مع السيد شيئا ، وإذا كان الإينار بالنفس هو لكمل الوجعه فيكون البخل بها أقبح الوجوه ، فقد تبين من هذا قول الشيخ : تومن الشح والبخل بعد حصوله" على طريق الإلماح لا الاسنقصاء فإن الكناب غير موضوع لهذا المعنى .
لقسم الثالث من اقسام العوارض في شلن الرزق : فإنا ذكرنا أن العوارض التى تعرض في شان الرزق على ثلاثة لقسام : عوارض قبل الحصول ، وعوارض في حين الحصول ، وقد نقدم ذكرها وكلام الشبيغ فيها وبينا نحن ذلك، وعوارض نعرض بعد حصوله ونفاده من الأسف والندم عليه ودوام التطلع إليه، فينبغى لك أن تتطهر منه اليضا، فاسمع قوله سبحانه : (لكيل تلسوا على ما فاتكم ولا تفرعوا بما اتاكم) [الحديد :23]، وقول النبي صلم لما نوقى ولد لإحدى بناه ل صلم : «أعلمها أن لله ما لغذ ولله ما أعطى» ومن أسف على فقد شىء دون الله نعالى فقد نادى على نفسه بوجود الجهل ونبات الفطعة ؛ إذ لو 1) أى : جعلوا انفاسهم لا تخرج إلا في الله ولله وبالله اعتمادا وتوكلا التنوبير فى إسقلط التدبير وجد الله لم يففد شينا دونه، فمن وجد الله فلا يجد شينا دونه حنى يكون له فاقدا، وليعلع العبد أن ما فانه ليس برزق أو ما كان عنده ففقده لأنه لو كان رزفه ما ذهب عنه إلى غيره بل كان عارية عنده ، أخذ العارية من أعارها ، واسنرجع الشىء من اسنودعه ، وكان لبعضهم ابنة عم مسماة عليه من الصغر(1) ، فلما كبرا حراما(2) منع زواجه إياها ، ثع تزوجت غيره ، فجاء إليه بعض أهل الفهع وقال : يصلح لك أن عتذر إلى هذا الزوج الذي تزوج لبنة عمك إذ كنت أنت المتطلع لزوجته إذ هى زوجته في الأزل ، وكفى بالمؤمن محذرا من الندم على ما فات قول الله سبحانه : (ومن الناس من يغبد الله على عرف فان أصابه غير اطمأن به وإن لصابته فتنه انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة) [الحج : 11] فقد ذم الله سبحانه من يسكن للأشياء في حين وجدها، ألا تراه كيف قال : (فإن لصابه غير اطمأن به) أى: اطمأن بذلك الخير ، ولو فهم لما اطمأن بشىء دون الله تعالى، وكانت طمأنينته بالله وحده، وكذلك من يحزن عليها عند فقدها لقوله تعالى : (وإن الصابنه فتنة انقكب لى وجهه) والفننة فقد ذلك المشتهى الذي كان اليه سلكنا انقلب على وجهه) أى : أنهش عقله وذهلت نفسه وغفل قلبه، وما ذاك إلا لعدم معرفته بالله تعالى، ولو عرف الله أغناه وجوده عن وجود كل موجود، واستغنى به عن كل مفقود، فمن فقد الله لع يجد شينا، وكيف يفقد شيئا من يجد من بيده ملكوت كل شىء؟ وكيف يفقد شيئا من وجد الموجد لكل شيء ؟ وكيف يفقد شينا من وجد الظاهر في كل شىء ? فما سوى الله عند أهل المعرفة لا يتحف بوجود ولا بفقد ؛ إذ لا يوجد غيره معه لثبوت أحدينته ، ولا فقد لغيره ؛ لأنه لا يفقد إلا ما وجدا3) ، ولو انكشف حجاب الوهم لوقع العيان على فقد الأعيان ، ولأشرق نور الإيقان فغطى وجود الأكوان، وإذ قد ١ أى قيل : إنها تكون زوجة له في العستقبل .
(2) أى : كبرا ونشأ ما يوجب تعريمها عليه من رضاع فى الصغ (3) وغيره كالعدم عنده لا يوجد لأته لا يرى موجودا على العقيقة إلا الله تعالى .
= التنوير في إسقاط التدبير فهمت هذا فينبغى لك أيها العبد أن لا نأسى على فقد شىء ، وأن لا نركن لوجو شىء، فإن وجد شيئا فركن إليه أو ففد شينا فحزن عليه فقد أثبت عبودينه ليذلك لشىء الذي افرحه وجده ولحزنه فقده ، فافهع هنا قوله عليه السلام : «تعس عبد لدنيا ، تعس عبد الدرهع ، تعس عبد الغميصة(1) ، تعس وانتكس ، وإذا شيك فلا النتقش(2)» فلا تحكم في قلبك أيها المؤمن شينا إلا حب الله ووده2 فإنك أشرف من أن تكون عبدا لغيره ، فقد جعلك المولى كريما فلا تكن عبدا لنيما ، وقد ابى لأهل الفهع عن الله فهمهم أن يركنوا لوجد أو يتطلعوا لفقد حفظا لعبوديتهم له وتصحيح لحريتهع مما سواه ، وسمعت شيخنا لبا العباس - رضى الله عنه - يقول : الكانن في الحال على قسمين : عبد هو في الحال(3) بالحال ، وعبد هو في الحال بالمحول ، فالذي هو في الحال بالحال : هو عبد الحال ، وهو الذي بيقرح لها إذا وجدها ، ويعزن عليها إذا فقدها ، وعبد هو في الحال بالمحول : فذاك عبد الله لا عبد الحال ، وهو الذي لا يأسى عليها إذا فقدها ولا يفرح بها إذا وجدها فقوله سبحانه : (ومن الناس من يغد الله على عرف) [الحج : 11] أى : طى وجهة ولحدة ، فإن زالت زالت طاعنه وانفصلت موافقته، ولو فهع عنا لعبدنا على كل حالة وفى كل وجهة، كما أنه ربك في كل حال كذلك فكن عبدا له في جميع الأحوال، وقوله سبحانه: (فان أصلبه ثير اطمان به) أى : إن أصابه خير مما يلايم نفسه هو في نظره غير وقد يكون شرأ في نفس الأمر ، (وإن لصابته فنة) أى : فقد ذلك الخير الذي كان فيه مطمنن وسعاه فتنة ؛ لأن في الفقد اختبار إيمان المؤمنين وفي الفقد يظهر لعوال الرجال فكم ظان أن غناه بالله وإنما غناه بوجود أسبابه ومعدادت أكسابه ، وكم ظان انسه بربه وإنما النسه بحاله، دليل ذلك فقدانه لأنسه عند فقدان حاله، فلو كان أنسه بربه (1) الخميصة : قساء اسود مرمع له علمان (رسمن) . اتظر "القلموس المحيط أى : إذا أصبته شوكة لم يستشرجها، وهذا فيه زجر وتنفير وتعذير ممن هذا شانه.
(3) العال : ما يرد على القلب أو يعل به من كرب أو هزن أو بسط أو قبض ، وتسمى "الوارر ايضا . المعجم الصوفي دل عبد العنعم العفنى .
الننوير في إسقاط الندبير ح لدام أنسه بدوامه ولبقى ببقانه، وقوله سبحانه : (خسر الدنيا والآخرة) خسر الدنيا بفقدان ما أراد منها، وفقد الآغرة لأنه لع يعمل لها، فقد ما طلبه هو فما طلبنا حدو نكون له، فافهم.
التنوير في إسقاط التدبير فصاي نذكر فيه لمثلة التدبير مع الله تعالى والمدبرين معه وأمظة الرزق وضمان الحق له، فإن بالمثال ينبين الحال : مث المدبر مع الله كمن بنى بناء على شاطو البحر ، كلما اجتهد في بنائه كرت عليه الأمواج فيتداعى في جميع أنحانه ، كذلك المدبر مع الله يبنى مبانى التدبير ويهدمها واردات المقادير ، لأجل ذلك قيل : يدبر المدبر والقضاء بضعك .
Unknown page