افل: غانب ذاهب.
في المغطوط (لزج به) والصعيح المثبت ) النكال : العذاب .
النتنوير في إسقاط التدبير 155 (فإنهم عدو لي إلا رب العالمين) [الشعراء :77] والمعنى إن أردت الدلالة علي فهو في البأس من الناس(1) ، وقد قال الشيخ أبو الحسن : أيست من نفع نفسى لنفسى فكيف لا أيس من نفع غيرى لنفسى ? ورجوت الله لغيرى فكيف لا أرجوه لنفسى ? وهذا هو الكيمياء والإكسير (2) الذى من حصل له حصل له غنى لا فاقة فيه وعزا لا ذل معه(4) ، وانفاقا لا نفاد له(5) ، وهو كيمياء أهل الفهم عن الله ، فال الشيخ أبو الحسن : صحبنى إنسان وكان ثقيلا على فبسطنه يوما ببسط وقلت : يا ولدى ما حاجتك ولع صحبنني؟ قال : يا سيدى قيل لى : إنك تعلم الكيمياء فصحبك لأتعلح منك، فقلت له : صدقت وصدق من حدثك ولكن إخالك(6) لا تقبل، فقال: بل أقبل، فقلت له : نظرت إلى الخلق فوجدنهع على قسمين : اعداء ولحباء ، فنظرت إلى الأعداء فعلمت أنهم لا يسنطيعون أن يشوكونى بشوكة لع يردنى الله بها فقطعد نظرى عنهع ، ونظرت الى الأحباء فرأينهع لا يستطيعون أن ينفعوني بشىء لحم يودنى الله به فقطعت يأسى منهع ، وتعلقت بالله تعالى فقيل لى : إنك لا نصل إى تقيفة هذا الأمر حنى نقطع بأسك منا كما قطعنه من غيرنا أن نعطيك غير ما قسمناه لك، وقال مرة أخرى لما سل عن الكيمياء فقال : أخرج الطمع من قلبك واقطع يأسك من ربك أن يعطيك غير ما قسع لك ، وليس يدل على فهم العبد كشر أى : في مقام اليأس من الناس ، والبع عن النظر إلى انهم العسببون للأشياء ، كما قال سيدي الإمام الشافعى - رضى الله عنه : وارعل الى رب العباد فقل ما يأتياد منه (2) الإكسير : بكسر الهمزة هي الكيمياء أيضا . القاموس المحيط (3) لأته ينفق من كنوز فضل الله المعنوية ولو شاء العسية ، فيى في متناوله إن أراد (4) لأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ، فلا عز إلا في هذا العز (5) لأن ما عندنا ينفد ، وما عند الله باق لا يعرض له الزوال اظنك، بكسر الهمزة وتفتع في لغية.
56 - التنوير في إسقاط التدبي عمله ولا مداومته على ورده(1) ، إنما يدل على نوره غناه بربه ، وانحباسه إليه بقلبه، وتحرزه من رق الطمع(2) ، وتحليه بحلية الورع ، وبذلك تحسن الأعمال ونزكو الأحوال، قال الله سبحانه: (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أخن عمكا» [الكهف : 7]، فحسن الأعمال إنما هو بالفهع عن الله، والفهع هو ما ذكرناه من الاعنناء بالله والاكنفاء به والاعنماد عليه ورفع الحوانج إليه والدوام بين بيديه ، وكل ذلك من نمرة الفهم عن الله ، ونفقد وجود الورع من نفسك لكثر مما تتفقد ما سواه، ونطهر من الطمع في الخلق ، فلو تطهر الطامع فيهم بسبعة أبحر ما طهره إلا اليأس منهع ورفع الهمة عنهم.
وقدم على بن أبى طالب - رضى الله عنه - البصرة فدخل جامعها فوجد لقصاصين يقصون، فأقامهم حتى جاء الى الحسن البصرى فقال : يا فتى إنى سلنلك عن لمر فن لجبت عنه أبقيتك وإلا لقمنك كما لقعت أصحابك ، وكان قد رأى علي سمنا وهديا ، فقال الحسن : سل عما شنت فقال : ما ملكك الدين ؟ قال : الورع ، قال : ما فساد الدين؟ قال : الطمع(3) ، قال : اجلس فمكك ينكلم على الناس ، وسمعت شيخنا - رضى الله عنه - يفول : كنت في ابتداء أمرى بنغر الإسكندرية حيث أتي(4) إلى 1) في المغطوط اوروده) والصحيح المثبت .
2) ويروى عن الشافعي - رضى الله عنه - قوله : فا الذل إلا فى الطعع من راجع اللهربع (3) فن الطمع يتولد عنه العرص على بمع ما عند الغير ، فإن لم يوجد حصل له الحقد عليه ومن ثم يعصل له الحسد ، وكلهى بالحسد مأولة للحسنات فإنه يأكل الحسنات كعا تلول النار العطب، وبنس قكب عبد امتلا عقدا وحسدا وطمعا ، وقد يلول به الأمر إلى محاولة امتلاك ما طمع فيه بالسرقة ، وإن كان عرضا قد يتعرض لاتتهائه ، إلى غير ذلك من الأمور والفولعش القى يولدها الطمع ، أما إذا قصر عين قلبه عن التطلع إلى ما في أيدى الغير لكان خيرا جزيلا عميما وشرفا كبيرا (4) زيادة غير موجودة بالمخطوط النوير في إسقاط التدبير.
15 بعض من يعرفنى فاشدريت منه حاجة بنصف در هم نع قلت في نفسى: فلعله لا يأخذه منى، فهنف بى هانف السلامة في الدين بنرك الطمع في المخلوقين ، وسمعته يقول : صاحب الطمع لا يشبع أبدا ، ألا ترى حروفه كلها مجوفة الطاء والميح والعين ؟ فعليك ليها المريد برفع همنك عن الخلق ولا نذل لهم في شأن الرزق ؛ فق ببقت قسمته وجودك وتقدم نبوته ظهورك ، واسمع ما قال بعض العشايخ : أيها الرجل ما قدر لماضغيك أن يمضغاه فلابد أن يمضغاه، فكله ويحاد(1) بعز ولا تلكله بنل، واعلع أن من عرف الله وثق بضمانه وكفالته، وأنه لا يكمل فهع العبد حنى يكون بما في يد الله أونق(2) منه بما قى يد نفسه ، وبضمان الحق أوثق منه بضمان لخلق ، ويكفيك جهلا أن لا تكون كذلك، ورأى بعضهم رجلا يلازم الجامع ولا يغرج عنه، فعجب من ملازمنه وفكر في نفسه من أين باكل؟ فقال له يومأ: من أين تأكل؟ فقال له ذلك العارف : إن لى صاحبا يهوديا وعدنى كل يوم رغيفين، فهو بلتيني بهما، فقال : لما الآن فنعع. فقال له ذلك العارف: يا مسكين ونقت لى بوعد يهودى وما ونقت لى بوعد الحق سبحانه وهو الصمادق الوعد الذى لا يخلف الميعاد، وقد قال : (وما من دأبة في الأرنض إلا على الله رزقها) إهود :6] فاستحيا ذلك الرجل وذهب . وعن أخر أنه صلى خلف الإمام أياما ، فقال له الإمام يوما وتعجب من ملازمنه وتركه الأسباب : من لين تأكل؟ فقال : قف حنى أعيد صلانى (1) ويحك : كلمة المقصود بها الدعاء بالرععة.
(2) وهذا على عكس ما نعيش فيه ليل نهار ، نجد الولعد منا يتعسك بالععل فى الوظايق العكومية عرصا منه على ما يسعيه هو تأمين مستقبله» بضمان تحصيل المعاش والتامينات الاجتماعية والتامين الصحى وكل ذلك مما لو لم يكتبه الله له لم يعصل له قطعا ، ولو ان اعدن مرص على ما ينفعه وعمل في هذه الأعمال ولكن مع الثقة أن كل هذا بيد الله والثقة بالله وهده في هذا وليس في مغلوق أو مؤسسة أو هينة او عكومة لكان خيرا لنا واشد تثبيتا ، ولكن هذ عتاج منا إلى دوام مراقبة القلب وإصلاح نياته وإصلاح العلاقة مع رب العالمين في قل لعظة - فاللهم وفقتا لما فيه رضاك 15)43 = الننوير في إسقاط التدبي قإنى لا لصلى خلف من شك في الله، والحكايات في ذلك كثيرة ، قيل لعلى بن أبى طالب - رضى الله عنه : لو أن نانسانا لنخل بيتا وطين (1) ذلك البيت عليه من أين يأنيه رزقه؟ فقال : بأنيه رزقه من حيث يأنيه أجله . فانظر هذه الحجة ما أبهرها وهذه البينة ما أظهرها ، وقول الشيخ - رضى الله عنه : ومن النفكر والندبير فى حصيله، فالتفكر أن نستحضر في نفسك أنه لابد لك من غذاء يقيع بنينك، والتدبير هو أن نقول : من وجه كذا وكذا لا ولكن من وجه كذا وكذا، ويكثر ذلك ويتردد على القلب حنى لا ندرى لن كنت صليا ماذا صليت ? أو ناليا ماذا نلوت ؟ فتتكدر عليك الطاعة النى أنت فيها وتحرم انوارها وتمنع اسرارها ، فإذا ورد عليك ذلك فما هدم بناه بفأس الثقة، ودكه(1) بوجود اليقين، واعلم ان الله قد نولى تدبيرك من قبل أن نكون، وأنك إن أردت نصح نفسك فلا تدبر لها، فإن التدبير منك لها إضرار بها اذ ذلك ما يوجب إحالك عليك ، وبيمنع إمداد اللطف أن يصل اليك ، والمؤمن لا دعه الحق سبحانه لوجود التدبير ولا لمنازعة المقادير ، فإن عرض ذلك عليه أو خطر فلا ينبت ؛ لأن نور الإيمان لا يدعه لذلك (وكان عقا علينا نصر العومنين) [الروم :47]، (بل نقذف بلعق على البلطل فيدمغه فلذا فو زاهق) [الأنبياء:18] وقول الشيخ - رضى الله عنه : ومن الشح والبخل بعد حصوله ، فهذان من العوارض بعد الحصول وهما ينشأن عن ضعف اليقين وعدم النقة ، فحينئذ يكون لشح(3) ويقع البخل ، وقد نم الحق سبحانه الشح والبخل كليهما فى كنابه فقال (ومن يوق شح نفسه فأولنك هم المفلعون) [الحشر :9] فمفهومه أن صاحب الشح لا فلاح له أى : لا فوز له، والفلاح هو الفوز ، وقال تعالى في وصف المنافقين : (لشعة على الغير أولنك لم يؤمنوا فلبط الله اغعالهم) [الأحزاب :19] وقال : غطوه بالطين، واغلقوا نوافذه وأبوايه به الدكن : هو الذق والضرب والكسر.
(3) الشح : هو البغل مع العرص . تمغتار الصحاح التنوير في إسقلط التدبير تعالي : (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالعين فلما آتاهع من فضله بغلوا به وتولوا وهع مغرضون) النوبة وقال تعالى: (ومن يبغل فإنما يبغل عن نفسه) إمحمد:38] والشح يطلق على لقسام ثلاثة : الأول : أن تبخل بما في يديك أن تبذله(1) في واجبات الله الثاقى : أن تبخل به ولم يتعلق به الوجوب (2) عن عباد الله .
الثالث : أن تبخل بنفسك أن تبذلها نله فالبغل الأول : هو أن يبخل فلا يؤتى الزكاة وقد خوطب بها ، أو لا يقوم بحق وقد نعين عليه من نفقات الأبوين في فقرهما والأولاد فى فقرهم وصغرهم، وكنفقات الزوجات ، وبالجملة فكل حق أوجب الله عليك القيام به فتخلفك عنه مما يطلق عليد لسان الذم وتستحق به العقوبة، وفي ذلك جاء قوله سبحانه : (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم) [النوبة :34]، قال أهل العلم : الكنز هو الذي لا يؤدى زكاته ، فإذا أديت فلا يكون كنزأ ، معناه لا يدخل نحت هذا الوعيد ولا بطلق عليه لسان الذم القسم الثانى البخل بالبذل فيما لع يتعلق به الوجوب ، كمن لخرج زكاة ماله نع لع يبذل منه شيئا بعد ذلك، وهذا وإن كان قد فعل ما لمره الله به من إخراج ما أوجب علي فينبغى أن لا يقتصر عليه ، فإن الاقتصار على الولجبات ونرك نوافل الغيرات إنما هو حال الضعفاء ؛ فلا ينبغى للمؤمن المعنى بصلاح شأنه مع الله أن ينرك معاملة الله فيما لع يوجبه الله عليه ، فإن كان كذلك كان حاله كمن يصلى الفرانض ولا يقوم ال : العطاء والجود والكرم .
Unknown page