(3) أى : تعرض عمن لا تستطيع مفارقته ببيعه أو بطلقه ، كلجار وصديق العمل وغير ذلا بحيث يعرف ان إعراضاد عنه لأجل ترقه للصلاة .
1 التنوير فى إسقاط التربب أسباب دنياهم مفبلون، وأما صلاة المغرب فإنها نأتى في وفت تناولهم لأخذيتهم وما يقيمون به وجود بنينهم، وأما صلاة العشاء فإنها نتأتى ود كرت(1) عليهم مناعب الأسباب التى كانوا فيها في بياض نهارهم، فلذلك قال سبحانه: (واصتطبر عليها) وقال : (حافظوا على الصلوات) [البقرة :238]، وقال : (إن الصلاة كانت على المومنين كتابا موقوتا) [النساء :1٠3]، وقال : (والقيموا الصلاة) [النور : 56] ومما يدلك على أن في الفيام بالصلاة تكاليف العبودية ، وأن القيام بها على خللف ما تفتضيه البشرية قول الله سبحانه : (واسنتعينوا بالصير والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الغاشعين) [البقرة :45] ، فجعل الصبر والصلاة مفترنين إشارة إلى أن يعتاج نهى الصلاة إلى الصبر ، صبر على ملازمة أوقانها ، وصبر على القيام بعسنوناتها وواجبانها، وصبر يمنع القلوب فيها من غفلاتها، ولذلك قال سبحانه بعد ذلك (وإنها لكبيرة إلا على الغاشعين) ، فأفرد الصلاة بالذكر ولم يفرد الصبر به لو كان كذلك لقال : وإنه لكبير ، فذلك يدل على ما قلناه ، أو لأن الصبر والصلاة مقترنان متلازمان في الآية الأخرى : (والله ورسنوله لعق أن يرضنوه» االتوبة وقال : (والذين يكنزون الذهب والفضئة ولا يتفقونها) [النتوبة :34] ، وقال : (وإذ رأوا تجارة أو لهؤا انفضوا إليها) الجمعة : 11]، فافهم . والصملاة شأنها عظيم وأمرها عند الله جسيم، ولذلك قال الله سبحانه : (إن الصلاة تنهى عن الفكشاء والمنكر) [العنكبوت : 45]، وقال رسول الله صلعم لما سنل : أى الأفعال لفضل؟ فقال : ص، ال : «العصلى يناجى ربه» ، وقال : «أقرب ما يقون العبد من ربه في السجود» .
ى : أتت عليهم وعاد تعها عليهم .
(2) فلن الله سبحانه ورسوله 4 متلتمان من حيث وجوب إرضانهما ، وإرضاء رسوله 5 عين إرضاء الله تعالى.
التنوير في إسقاط التدبير ورأينا أن الصلاة الجنمعت فيها من العبوديات ما لح يجمع في غيرها ، منها: الطهارة ، والصمت ، واستقيال القبلة، والاستفتاح بالتكبير، والفراءة، والقيام والركوع والسجود، والنسبيح في الركو والسجود ، والدعاء في السجود ، إلى غير ذلك ، فهى مجموع عبادات عديدة ؛ لأن الذكر بمجرده عبادة ، والقسراءة بعجردها عبادة، والنسبيح والدعاء عبادة ، والركوع والسجود والقيام كل بعجرده عبادة ، ولولا خشبه الإطالة لبسطنا الكلام في أسرارها وشوارق أنوارها ، وهذه الللمعة ههنا كافية والحمد لله.
الفائدة الرابعة : قوله سبحانه: إلا نسنلك رزقا نخن نرزقد)؛ أى: لا نسألك ان ترزق نفسد ولا أهلك، وكيف نأمرك بذلك ونكلفك أن ترزق نفسك وأنت لا نستطيع ذلك؟ وكيف يجمل بنا أن نأمرك بالخدمة ولا نقوم لك بالقسمة؟ فكأنه سبحانه لما علع أن العباد ربما شوش عليهع طلب الرزق في دوام الطاعة ، وحجزهم ذلك عن التفرغ للموافقة، فخاطب رسوله ليسمعوا فقال : (وأمر أهك بالصلاة واصطبر عيها ل نسألك رزقا نعن نرزكك)؛ أى: قم(1) بخدمتنا ونحن نقوم لك بقسمتنا، وهما شينان شىء ضمنه الله لك فلا تنهمه(2)، وشىء طلبه منك فلا تهمله ، من اشتغل بما ضمن له عما طلب منه فقد عظع جهله وانسعت خفلته، وقلما يتنبه لمن يوقظه، بل حقيق على العبد أن يشتغل بما طلب منه عما ضمن له ، إذا كان سبحانه قد رزق أهل الجحود ، فكيف لا يرزق أهل الشهود? إذا كان قد لجرى رزقه على أهل الكفران كيف لا يجري رزقه على اهل الإيعان ؟
1) في المخطوط القم) والصعيح المثبت ف: تسار ع إليه وتتشوق إليه، من (النهمة ) وهي التطق الشديد، وفي نسنة مطبوعة اتتبعه).
التنوير في إسقاط التدبي ققد علمت أبها العبد أن الدنيا مضمونة لك ؛ أى : مضمون لك منها ما يقوء بأودك(1) ، والآخرة مطلوبة منك ؛ أى : العمل لها لفوله سبحانه : (وتزودوا فإن غير الزاد التقوى» [البفرة : 197] ، فكيف يثبت لك عفقل أو بصيرة واهتمامك فيما ضمن لك اقتطعك عن اهنمامك بما طلب منك ، حتى قال بعضهع : إن الله ضعن لنا الدني وطلب منا الآخرة فليته ضمن لنا الآخرة ، وطلب منا الدنيا وفي قوله سبحانه : إنعن نرزقاد) وإتيانه به على هذه الصيغة ليدل ذلاو على الدوام والاستقرار ؛ لأن قولك : أنا أكرمك" كيس قولك" : لنا لكرمتاك" ؛ لأن قوله : أنا أكرمك" يدل على لكرام بعد إكرام ، وقولك : أنا أكرمنك لا يدل إلا على أن ثع إكراما كان يدل وقوعه من غير أن يدل على التكرار والدوام ، فقوله سبحانه (نحن نرزقك) أى رزقا بعد رزق، لا نعطل عنك منتنا ولا نقطع عنك نعمتنا، كما نفضلنا على العباد بالإيجاد فلذلك أيضا قمنا لهم بدوام الإمداد ، ثع قال سبحانه : (والعاقبة للتقوى) كأنه سبحانه يقول : نعن نعلم إذا تبثت(2) لغدمنتنا وتوجهت لطاعننا معرضا عن لسباب الدنيا تاركا للدخول فيها والاشتغال بها لا يكون رزقك فيها رزق المنرفين ولا عيشك عيش المتوسعين ، ولكن اصبر على ذلك ، فإن العاقية للمتقين، كما قال سبحانه في الآية الآخرى : (ولا تمدن عينيك إلى ما متعا ب أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهع فيه ورنق ربك خير والبقي) إطه: فإن قلت : لماذا خص النقوى بالعاقبة وأهل النقوى لهم مع العلقبة العيشة الطيبة في الدنيا لقوله نعالى : (من عمل صالحا من ذكر أو لنثى وهو مومن فلنخيينه عياة طيبة» [النحل :97] ؟ فاعلم أنه سبحانه يخاطب العباد على حسب عقولهم ، فكأنه يقول : أيها العباد ، إن نظرتم لأهل الغفلة أن لأهل الغفلة والعدوى (2 بدنك وبنيتك.
(2) التبتل : التعبد والتفرغ.
(3) أى : الاعتداء والقتراف المعالصى ، قل تعالى : (وكلتوا يعتدون) الآية .
Unknown page