لزم شيئا عرف به . ( وقال النبي صلى الله عليه وسلم : كثرة الضحك تميت القلب ) أي تورث الضغينة في بعض الأحوال ، وتسقط المهابة والوقار ، وذلك لأن الضحك يدل على الغفلة عن الآخرة كذا في الإحياء ( وقال صلى الله عليه وسلم : الضحك في المسجد ظلمة في القبر ) أي يورث ظلمة القبر ، فإنه يميت القلب وينسي ذكر الرب رواه الديلمي عن أنس ( وقال صلى الله عليه وسلم : من ضحك قهقهة فقد نسي بابا من العلم ) وفي الإحياء : قال صلى الله عليه وسلم مرة لصهيب وبه رمد وهو يأكل تمرا : ( أتأكل تمرا وأنت أرمد ) ؟ فقال : إنما آكل بالشق الآخر يا رسول الله . فتبسم صلى الله عليه وسلم قال بعض الرواة حتى نظرت إلى نواجذه ( وقال صلى الله عليه وسلم : من ضحك قهقهة فقد مج من العقل مجة ) وفي المستطرف عن علي : ما مزح أحد مزحة إلا مج الله من عقله مجة ( وقال صلى الله عليه وسلم : من ضحك كثيرا في الدنيا بكى كثيرا في الآخرة ) وقال يوسف بن أسباط : أقام الحسن ثلاثين سنة لم يضحك . وقيل : أقام عطاء السلمي أربعين سنة لم يضحك ( وقال صلى الله عليه وسلم : من ضحك قهقهة لعنه الجبار ومن ضحك كثيرا استحق به النار ) وفي رواية هناد بن السري عن الحسن البصري : الضحك ضحكان ضحك يحبه الله وضحك يمقته الله ، فأما الضحك الذي يحبه الله فالرجل يكشر في وجه أخيه لحداثة عهد به وشوقا إلى رؤيته . وأما الضحك الذي يمقت الله تعالى عليه ، فالرجل يتكلم بالكلمة الجفاء والباطل ليضحك أو ليضحك يهوي بها في جهنم سبعين خريفا . والمعنى الضحك نوعان ضحك يثيب الله عليه ، وضحك يبغض الله صاحبه ، أي يعاقبه إن شاء ، فأما الضحك الذي يثيب الله عليه ، فضحك الإنسان الذي يكشر عن أسنانه ، ويبتسم في وجه أخيه في الدين لحداثة لقائه ، ولشوق إلى رؤيته ، وأما الضحك الذي يبغض الله تعالى عليه ، فهو الضحك المتسبب عن تكلم الرجل الذي يتكلم بالكلمة الفاسدة ليضحك هو ، أو ليضحك غيره يسقط إلى السفل بسببها في جهنم يوم القيامة سبعين سنة . | قوله يكشر بكسر شين معجمة أي يظهر أسنانه . قوله ليضحك أو ليضحك بمثناة تحتية فيهما مفتوحة في الأول مضمومة في الثاني ( وقال صلى الله عليه وسلم : من كثر ضحكه كثر خطؤه ) وقال عمر رضي الله عنه : من كثر ضحكه قلت هيبته ، ومن مزح استخف به ، ومن أكثر من شيء عرف به ، ومن كثر كلامه كثر سقطه ، ومن كثر سقطه قل حياؤه ، ومن قل حياؤه قل ورعه ، ومن قل ورعه مات قلبه ، وقال علي رضي الله عنه : إياك أن تذكر من الكلام ما يكون مضحكا وإن حكيت ذلك عن غيرك ( وقال صلى الله عليه وسلم : من كثر ضحكه يستخف به الناس ) وفي حديث أحمد وأبي داود والترمذي والحاكم عن معاوية بن حيدة بإسناد قوي ويل للذي يحدث فيكذب في حديثه ليضحك به القوم ، ويل له ويل له كرره إيذانا بشدة هلكته . ( وقال صلى الله عليه وسلم : من تكلم بكلمة حتى يضحك بها جلساءه ) فحتى بمعنى كي ( عذبه الله تعالى ) وفي نسخة كبه الله أي ألقاه ( في النار ) قال الغزالي : المراد ما فيه إيذاء مسلم ونحوه دون مجرد المزاح المباح ، وفي رواية للترمذي وابن ماجه والحاكم عن أبي هريرة إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار ، والمعنى إن الإنسان ليتكلم بالكلمة لا يظن أنها ذنب يؤاخذ به يضحك بها القوم يسقط بسببها في جهنم سبعين عاما ( وقال صلى الله عليه وسلم : ضحك الأنبياء تبسم ) أي وهو الذي ينكشف فيه السن ، ولا يسمع له صوت كذا في الإحياء ( وضحك الشيطان قهقهة ) فالتبسم مبادي الضحك ، والضحك انبساط الوجه حتى تظهر الأسنان من السرور ، فإن كان بصوت ، وكان بحيث يسمع من بعد فهو القهقهة ، وإلا فالضحك وإن كان بلا صوت ، فهو التبسم كذا أفاد العزيزي نقلا عن بعضهم وقيل : إن يحيى بن زكريا لقي عيسى عليه السلام . فقال يحيى : ما لي أراك لاهيا كأنك آمن ؟ فقال له عيسى : ما لي أراك عابسا كأنك آيس ؟ فقال : لا نبرح حتى ينزل علينا الوحي فأوحى الله إليهما أن أحبكما إلي أحسنكما ظنا بي ، ويروى أن أحبكما إلي الطلق البسام . |
1 ( الباب السادس والثلاثون في فضيلة عيادة المريض ) 1
قال عثمان رضي الله عنه مرضت فعادني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
Page 68