كان له حاجة عند مخلوق فليقف على يمينه وليقل هذه الكلمات ، وهي سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فوحق ربي ما قالها عبد إلا قضى الله حاجته التي يطلبها كائنا ما كان من أمور الدنيا والآخرة ، ولا يموت حتى يرى مقعده في الجنة كذا في رياض الصالحين ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما على الأرض رجل ) أي إنسان ذكر أو أنثى ( يقول لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله إلا غفرت ذنوبه ولو كانت ) في الكثرة ( مثل زبد البحر ) أي وهو ما يعلو على وجهه عند هيجانه رواه ابن عمرو ، وفي الأحاديث الزاكيات لسيدي البكري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما على الأرض أحد يقول لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله إلا كفرت عنه خطاياه ، ولو كانت مثل زبد البحر ) حديث حسن أخرجه الترمذي ، ورواه الحاكم وزاد ، وسبحان الله والحمد لله اه . ( وقال صلى الله عليه وسلم : من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة ) أي ولو متفرقة ( حطت خطاياه ) أي غفرت ذنوبه ( وإن كانت مثل زبد البحر ) رواه أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة قال العلقمي وسبحان الله ، معناه تنزيه عما لا يليق به من كل نعت ، وهو مضاف لمفعوله منصوب ، أي سبحت الله تسبيحا فهو واقع موقع المصدر ، ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل ، أي نزه الله نفسه والمشهور الأول ( وقال صلى الله عليه وسلم : سبحان الله نصف الميزان ) أي قول العبد سبحان الله يملأ ثوابها إحدى كفتي الميزان ( والحمد لله ملء الميزان ) أي ثوابها يملأ الكفتين ( والله أكبر ملء السموات والأرض ) أي لو قدر ثواب ذلك جسما لملأه ( ولا إله إلا الله ليس دونها ستر ولا حجاب ) جمع بينهما للتأكيد ، أي بلا تصعد بل مانع ( حتى تخلص إلى ربها عز وجل ) أي تصل إليه بلا عائق ولا حاجب ، وهو كناية عن سرعة قبولها ، وكثرة ثوابها رواه السجزي عن ابن عمر بن العاص ، ورواه أيضا ابن عساكر عن أبي هريرة بإسناد ضعيف ( وقال صلى الله عليه وسلم : من هلل ) أي قال لا إله إلا الله ( مائة وسبح ) أي قال : سبحان الله ( مائة وكبر ) أي قال : الله أكبر ( فإنه خير من عشر رقاب يعتقها وسبع بدنات ينحرها ) حديث حسن أخرجه ابن أبي الدنيا وابن أبي شيبة عن أنس بن مالك ، وفي رواية النسائي عن أبي هريرة بإسناد صحيح من سبح في دبر كل صلاة الغداة مائة تسبيحة ، وهلل مائة تهليلة ، غفر له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ( وقال صلى الله عليه وسلم : من قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم مرة واحدة كتب الله له مائة ألف حسنة ومحا عنه مائة ألف سيئة ورفع له مائة ألف درجة ) وفي رواية لابن أبي الدنيا عن عبد الله بن عمر أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر كتب له بكل حرف عشر حسنات ) وهو حديث حسن كذا في الأحاديث الزاكيات للشيخ البكري ، وفيه أيضا عن مصعب بن سعد قال : حدثني أبي قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ، فسأله سائل من جلسائه ) كيف يكسب أحدنا ألف حسنة قال : ( يسبح مائة تسبيحة ، فيكتب له ألف حسنة ، ويحط عنه ألف خطيئة ) حديث صحيح أخرجه مسلم وأخرجه الترمذي والنسائي ، لكن بلفظ ويحط بغير ألف ، وعليها يحمل حديث مسلم اه . ( وقال صلى الله عليه وسلم : من قال سبحان الله إلى آخرها تناثرت عنه الخطايا والذنوب كتناثر أوراق الشجر ) وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ غصنا فنفضه ، فلم ينتفض ثم نفضه ، فلم ينتفض ثم نفضه ، فانتفض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها ) حديث صحيح رواه أحمد . ( وقال صلى الله عليه وسلم : من قال سبحان ربي العظيم غرست له بها ) أي بكل مرة ( شجرة في الجنة ) وفي الجامع الصغير من قال : سبحان الله وبحمده غرست له منها نخلة في الجنة رواه ابن حبان والحاكم عن جابر بإسناد صحيح ، وفي الأحاديث الزاكيات عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة ) حديث صحيح أخرجه البزار ورواه الترمذي عن جابر مرفوعا إلا أنه قال من قال : سبحان الله العظيم اه . ( وقال صلى الله عليه وسلم : من قال سبحان ربي الأعلى غفر الله له وأدخله الجنة ) وروي أن أول من قال سبحان ربي الأعلى ميكائيل كذا في تفسير الخطيب ( وقال صلى الله عليه وسلم : التسبيح يجلب الرزق وقال صلى الله عليه وسلم : كلمتان ) المراد بالكلمة الكلام ( خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ) وصفهما بالخفة والثقل لبيان قلة العمل وكثرة الثواب ( حبيبتان ) أي محبوبتان والمعنى محبوب قائلهما ( إلى الرحمن ) ومحبته تعالى للعبد إرادة إيصال الخير له والتكريم ( سبحان الله ) معنى التسبيح تنزيه الله عما لا يليق به من كل نقص ( وبحمده ) قيل الواو للحال والتقدير أسبح الله ملتبسا بحمده له من أجل توفيقه وقيل عاطفة ، والتقدير أسبح الله وألتبس بحمده ، ويحتمل أن تكون الباء متعلقة بمحذوف متقدم والتقدير ، وأثني عليه بحمده فيكون سبحان الله جملة مستقلة وبحمده جملة أخرى . ( سبحان الله العظيم ) قال الكرماني : صفات الله تعالى وجودية كالعلم والقدرة ، وهي صفات الإكرام وعدمية كلا شريك له ، ولا مثل وهي صفات الجلال ، فالتسبيح إشارة إلى الجلال والتحميد إشارة إلى صفات الإكرام وترك التقييد مشعر بالتعميم ، والمعنى أنزهه عن جميع النقائص وأحمده بجميع الكمالات اه . | ورواه أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة . وكلمتان خبر مقدم وخفيفتان وما بعده صفة ، والمبتدأ سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم أفاد ذلك العزيزي . |
1 ( الباب الثالث والعشرون في فضيلة التوبة ) 1
التوبة هي الرجوع عما كان مذموما في الشرع إلى ما هو محمود في الشرع ،
Page 46