للفرائض إن عرض فيها نقص ( قال النبي صلى الله عليه وسلم : من صلى في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعا بنى الله له بيتا في الجنة ) رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن أم حبيبة قال ابن حجر العسقلاني في بلوغ المرام وللترمذي نحوه ، وزاد أربعا قبل الظهر ، وركعتين بعدها ، وركعتين بعد المغرب ، وركعتين بعد العشاء ، وركعتين قبل صلاة الفجر انتهى . وقال العزيزي : ولم يبين في هذه الرواية العدد المذكور ، وقد بينه النسائي عن أم حبيبة فقال : أربع ركعات قبل الظهر ، وركعتين بعده ، وركعتين قبل العصر ، وركعتين بعد المغرب ، وركعتين قبل صلاة العشاء ( وقال صلى الله عليه وسلم : من صلى قبل الفجر ركعتين وقبل الظهر أربعا وبعدها أربعا ) أي من الركعات ( وأربعا قبل العصر دخل الجنة ) أي مع السابقين ، وفي الخبر ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها رواه مسلم وفيه لا تدعوا ركعتي الفجر ، وإن طردتكم الخيل ، أي خيل العدو من الكفار وغيرها بل صلوهما ، وإن كنتم ركابا أو مشاة بالإيماء إلى الركوع والسجود أخفض ، ولو إلى غير القبلة فيكره تركهما رواه أحمد وأبو داود عن أبي هريرة ، وفيهما قول بأنهما أفضل من الوتر الذي قيل بوجوبه . ويسن أن يفضل بينهما وبين الفرض باضطجاع على جنبه الأيمن ، فإن تعذر فبكلام أو تحول من محله أو نحو ذلك ، وفي الخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع أربعا قبل الظهر ، وأنه كان يصلي قبل العصر أربع ركعات يفصل بينهن بالتسليم ، وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( رحم الله امرا صلى أربعا قبل العصر ) رواه أحمد وأبو داود والترمذي ( وقال صلى الله عليه وسلم : من صلى قبل الظهر أربعا كان ) أي ثواب ذلك ( كعدل رقبة من بني إسماعيل ) رواه الطبراني عن رجل صحابي أنصاري ( وقال النبي صلى الله عليه وسلم : من صلى ركعتين ) أي بأي صلاة كانت ( في خلاء ) أي في محل خال من الآدميين بحيث ( لا يراه إلا الله والملائكة ) أي ومن في معناهم وهم الجن ( كتب له براءة من النار ) رواه ابن عساكر عن جابر ، وذلك يحتمل أن الله تعالى بسبب ذلك يوفقه للتوبة أو يعفو عنه ويرضي خصماءه ، فلا تمسه النار أفاد ذلك العزيزي ( وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من عبد يصلي في بيت مظلم بركوع تام وسجود تام إلا وجبت ) أي ثبتت ( له الجنة ) بفضله تعالى ( بلا حساب ) أي مناقشة فيه ( وقال صلى الله عليه وسلم من صلى أربع ركعات بحيث ) أي في موضع ( لا تراه الناس فقد برىء من النفاق ) أي نفاق الإعتقاد ( والكفر والبدعة والضلالة وقال صلى الله عليه وسلم : من صلى قبل العصر أربعا حرمه الله على النار ) أي كفر الله عنه بذلك ذنوبه ، فلا يعاقب بالنار عليها ، ويحتمل المعنى غير ذلك رواه الطبراني عن ابن عمر . قال المناوي وفي رواية لم تمسه النار ، وفي هذا الحديث ندب أربع قبل العصر وعليه الشافعي ( وقال صلى الله عليه وسلم : من صلى بعد المغرب ركعتين قبل أن يتكلم ) أي بشيء مطلقا أو بشيء من أمور الدنيا ( كتبتا ) أي الركعتان أي ثوابهما ( في عليين ) هو اسم لديوان الخير الذي دون فيه كل ما عمله صلحاء الثقلين رواه عبد الرزاق عن مكحول بإسناد صحيح . وفي الحديث الذي رواه ابن حبان والطبراني عن الزبير بن العوام ، ما من صلاة مفروضة إلا وبين يديها ، أي أمامها ركعتان ، وفي هذا الحديث ندب الرواتب القبلية للفرائض ، وفي الحديث الذي رواه ابن نصر عن ابن عمر من صلى ست ركعات بعد المغرب قبل أن يتكلم ، غفر له بها ذنوب خمسين سنة ، وذلك صلاة الأوابين ، وإحياء ما بين المغرب والعشاء سنة مؤكدة ( وقال صلى الله عليه وسلم : من صلى أربع ركعات بعد العشاء قبل أن يتكلم فكأنما أدرك ليلة القدر ) وفي لفظ فقد أحيا ليلة القدر ( في المسجد الحرام ) قالت عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بعد العشاء الأخيرة أربع ركعات ، ثم ينام كذا في الأحياء . ( وقال صلى الله عليه وسلم : من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة إيمانا ) أي اعتقادا بحق ( واحتسابا ) أي طلبا للأجر من الله تعالى ( كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة وبنى الله له بيتا في الجنة وغفر الله له ذنوبه كلها ) وفي رواية الترمذي وابن ماجه عن أنس وابن ماجه عن أنس بإسناد ضعيف من صلى الضحى اثنتي عشرة ركعة ، بنى الله له قصرا في الجنة من ذهب ، وفي رواية الطبراني إن صليت الضحى ركعتين لم تكتب من الغافلين ، أو أربعا كتبت من المخبتين ، أو ستا كتبت من القانتين ، أو ثمانيا كتبت من الفائزين ، أو عشرا لم يكتب عليك ذلك اليوم ذنب ، وإن صليتها اثنتي عشرة ركعة بنى الله لك بيتا في الجنة ، ونظم ذلك عبد السلام بن عبد الملك من بحر الطويل فقال : | صلاة الضحى يا صاح سعد لمن يدري | فبادر إليها يا لك الله من حر | ففيها عن المختار ست فضائل | فخذ عددا قد جاءنا عن أبي ذر | فثنتان منها ليس تكتب غافلا | وأربع تدعى مخبتا يا أبا عمرو | وست هداك الله تكتب قانتا | ثمان بها فوز المصلي لدى الحشر | وتمحى ذنوب اليوم بالعشر فاصطبر | فإن جئت اثنتي عشرة فزت بالقصر | فيا رب وفقنا لنعمل صالحا | ويا رب فارزقنا مجاورة البدر | محمد الهادي وصل عليه ما | حدا نحوه الحادي وأصحابه الغر |
1 ( الباب السادس عشر في فضيلة الزكاة ) 1
وهي دليل على إيمان فاعلها ، فإن المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها
( قال النبي صلى الله عليه وسلم : الزكاة قنطرة الإسلام ) أي جسره الذي يعبر منه إليه فإيتاؤها طريق في التمكين في الدين رواه الطبراني عن أبي الدرداء والبيهقي عن ابن عمر ( وقال صلى الله عليه وسلم : الزكاة طهر الإيمان وقال صلى الله عليه وسلم : لا يقبل الله الإيمان إلا بالزكاة ولا إيمان لمن لا زكاة له وقال صلى الله عليه وسلم : حصنوا أموالكم بالزكاة ) أي بإخراجها فما تلف مال في بر ولا بحر إلا بمنعها ( وداووا مرضاكم بالصدقة ) فإنها أنفع من الدواء الحسي ( وأعدوا للبلاء الدعاء ) أي بأن تدعوا عند نزوله ، فإنه يرفعه رواه الطبراني وأبو نعيم والخطيب ، وفي رواية لأبي داود بدل هذه الجملة الأخيرة ، واستعينوا على حمل البلاء بالدعاء والتضرع ( وقال صلى الله عليه وسلم : ما هلك مال في بر ولا بحر إلا بمنع الزكاة ) كما في الحديث الذي رواه ابن عدي والبيهقي عن عائشة ما اختلطت الصدقة أي الزكاة مالا إلا أهلكته ( وقال صلى الله عليه وسلم : لا إيمان لمن لا صلاة له ) أي لأن الصلاة نور كما في الحديث ، أي وهي سبب لإشراق أنوار المعارف ( ولا صلاة لمن لا زكاة له ) كما قد روي عن ابن مسعود أمرنا بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، ومن لم يزك فلا صلاة له ، وفي رواية لمسلم من أقام الصلاة ، ولم يؤت الزكاة فليس بمسلم ينفعه عمله ، وفي الخبر إن الله تعالى قرن ثلاثة أشياء ، فلم يقبل واحد منها بدون الأخرى فقال تعالى : { أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } [ النور : 65 ] وقال الله تعالى : { وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول } [ النساء : 95 ] وقال تعالى : { أن أشكر لي ولوالديك } [ لقمان : 41 ] ( وقال النبي صلى الله عليه وسلم : طهروا أموالكم بالزكاة وقال صلى الله عليه وسلم من وجبت عليه الزكاة فلم يدفعها ) أي الزكاة لمن يستحقها ( فهو في النار . وقال صلى الله عليه وسلم لا خير في مال لا يزكى وقال صلى الله عليه وسلم : من منع الزكاة منع الله تعالى عنه حفظ المال ) وفي رواية للبيهقي وغيره يا معشر المهاجرين خصال خمس ابتليتم بهن ، ونزلت بكم ، أعوذ بالله أن تدركوهن ، لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ، ولم ينقصوا المكيال والميزان ، إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا المطر من السماء ، ولولا البهائم لم يمطروا ، ولا نقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدوا من غيرهم فيأخذ بعض ما في أيديهم ، وما لم يحكم أئمتهم بكتاب الله جعل الله بأسهم بينهم كذا في الزواجر . |
Page 34