الاهتداء مثل النجوم ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسوله الذي أعطاه أسرار العلوم ، والصلاة والسلام على أفضل خلقه محمد المبعوث بالمعجزات ، وعلى آله مصابيح الدلالات ، وأصحابه أنجم الهدايات . | أما بعد : فهذا شرح على لباب الحديث للشيخ العلامة الفهامة جلال الدين ابن العلامة أبي بكر السيوطي تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته . سميته : | تنقيح القول الحثيث في شرح لباب الحديث | والله أسأل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم ، وسببا للفوز بجنات النعيم ، وأن يختم لكاتبه بخير آمين آمين . واعلم أن الباعث في كتابة هذا الشرح حاجة المحتاجين إليه ، فإن هذا الكتاب كثير التحريف والتصريف لعدم الشرح عليه ، ومع ذلك كثر تداول الناس من أهل جاوة عليه . وإني لم أجد نسخة صحيحة فيه ، ولم أقدر على تصحيحه ، واستيفاء مراده لقصوري ، إلا أن بعض الشر أهون من بعض . وهذا الكتاب إن كان فيه حديث ضعيف لا ينبغي أن يهمل ، لأن الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال كما قال ابن حجر في تنبيه الأخيار ، والضعيف حجة في الفضائل باتفاق العلماء ، كما في شرح المهذب وغيره ، والله المستعان ، وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ( بسم الله الرحمن الرحيم ) أي أؤلف فالباء بارىء البرايا ، والسين ستار الخطايا ، والميم المنان بالعطايا ، وقيل : الله كاشف البلايا ، والرحمن معطي العطايا ، والرحيم غافر الخطايا ( الحمد لله رب العالمين ) فالحمد لغة الثناء باللسان على الجميل الاختياري على جهة التعظيم ، سواء كان في مقابلة نعمة أم لا ، فدخل في الثناء الحمد وغيره ، وخرج باللسان الثناء بغيره كالحمد النفسي ، وخرج بالاختياري المدح ، فإنه يعم الاختياري وغيره ، والحمد عرفا فعل ينبىء عن تعظيم المنعم من حيث إنه منعم على الحامد أو غيره ، وسواء كان باللسان أم بالجنان أم بالأركان ، والشكر لغة هو هذا الحمد ، وعرفا صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه من السمع وغيره إلى ما خلق لأجله ، والمدح لغة الثناء باللسان على الجميل مطلقا على جهة التعظيم ، وعرفا ما يدل على اختصاص الممدوح بنوع من الفضائل ، أفاد ذلك شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في رسالته ( والعاقبة ) أي المحمودة ( للمتقين ) أي المطيعين والمنزعين لقلوبهم عن الذنوب ( ولا عدوان ) أي لا ظلم ( إلا على الظالمين ) أي بارتكاب المعاصي ( والصلاة والسلام على خير خلقه ) كلهم من الإنس والجن والملائكة ( محمد ) المنزل عليه تعظيما له قوله سبحانه وتعالى : { يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا } [ الأحزاب : 64 ] ويبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا ( وعلى آله ) أي أقاربه المؤمنين من بني هاشم والمطلب ، أو أتقياء أمته ( وصحبه ) والصحابي هو من اجتمع مؤمنا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعد نبوته ( أجمعين ) توكيد للآل والصحب ( أما بعد ) أي بعد ما تقدم ( فإني أردت أن أجمع كتابا للأخبار ) أي الأحاديث ( النبوية ) أي المنسوبة للنبي لأنها أقواله صلى الله عليه وسلم ( والآثار ) أي المنقولات ( المروية ) أي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بإسناد صحيح ) فالصحيح هو ما اتصل سنده ، وعدلت نقلته ، والإسناد هو حكاية طريق المتن ، والسند هو الطريق الموصلة إلى المتن فقولك أخبرنا فلان إلى الآخر إسناد ، ونفس الرجال سند ، والمتن هو ألفاظ الحديث الذي تقوم بها المعاني . وقال ابن جماعة : هو ما ينتهي إليه غاية السند أفاد ذلك إبراهيم الشبرخيتي ( وثيق ) أي ضابط ناقل عن مثله إلى المنتهى ( فحذفت الأسانيد ) أي روما للاختصار ، وهو جمع إسناد قال البدر بن جماعة : الإسناد هو الإخبار عن طريق المتن ، والسند هو رفع الحديث إلى قائله . قال النووي : السند سلاح المؤمن ، فإذا لم يكن معه سلاح فبم يقاتل ؟ وقال الشافعي رضي الله عنه : الذي يطلب الحديث بلا سند ، كحاطب ليل يتحمل الحطب ، وفيه أفعى وهو لا يدري ( وجعلته أربعين بابا في كل باب ) منها ( عشرة أحاديث ) فمجموع الأحاديث أربعمائة ( وسميته ) أي هذا المجموع ( لباب الحديث ) واللباب خلاف القشر ( وأستعين بالله العظيم ) أي الكامل ذاتا وصفة ( على القوم الكافرين ) في إقامة الدين . | ولما أراد المصنف إتيان المقصود أتى أولا بالأبواب الأربعين على سبيل السرد ليكون عنوانا لهذا الكتاب تسهيلا للمتناولين فقال ( الباب الأول في فضيلة العلم والعلماء ) قال الله تعالى : { فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين } [ التوبة : 221 ] ( الباب الثاني في فضيلة لا إله إلا الله ) قال الفخر الرازي : وقد ذكرت هذه الكلمة في القرآن في سبعة وثلاثين موضعا ، اثنان في البقرة وأربعة في آل عمران ، وواحد في النساء واثنان في الأنعام ، وواحد في الأعراف واثنان في التوبة ، وواحد في يونس وفي هود وفي الرعد وفي النحل وثلاثة في طه ، واثنان في الأنبياء وواحد في المؤمنين وفي النمل ، واثنان في القصص ، وواحد في فاطر وفي الصافات وفي الزمر ، وثلاثة في المؤمن وواحد في الدخان ، وفي محمد واثنان في الحشر ، وواحد في التغابن وفي المزمل ( الباب الثالث في فضيلة بسم الله الرحمن الرحيم ) وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يرد دعاء أوله بسم الله الرحمن الرحيم قال : وإن أمتي يأتون يوم القيامة وهم يقولون بسم الله الرحمن الرحيم فتتثاقل حسناتهم في الميزان فتقول الأمم : ما رجح موازين أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فتقول الأنبياء لهم : كان مبتدأ كلام أمة محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثة أسماء من أسماء الله تعالى الكرام ، لو وضعت في كفة الميزان ، ووضعت سيئات الخلق جميعا في الكفة الأخرى لرجحت حسناتهم قال : وجعل الله تعالى هذه الآية شفاء من كل داء ، وغنى من كل فقر ، وسترا من النار ، وأمانا من الخسف والمسخ والقذف ما داموا على قراءتها ) . ( الباب الرابع في فضيلة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما اجتمع قوم في مجلس ولم يصل علي فيه إلا تفرقوا كقوم تفرقوا عن ميت ولم يغسلوه ) ( الباب الخامس في فضيلة الإيمان ) قال القطب الرباني سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني ، ونعتقد أن من أدخله الله تعالى النار بكبيرته مع الإيمان ، فإنه لا يخلد فيها بل يخرجه منها ، لأن النار في حقه كالسجن في الدنيا يستوفى منه بقدر جريمته ، ثم يخرجه برحمة الله تعالى ولا يخلد فيها ، ولا تلفح وجهه النار ، ولا تحرق أعضاء السجود منه ، لأن ذلك محرم على النار ، ولا ينقطع طمعه من الله تعالى في كل حال ما دام في النار حتى يخرج منها ، فيدخل الجنة ، ويعطى الدرجات على قدر طاعته التي كانت له في الدنيا ( الباب السادس في فضيلة الوضوء ) روي عن نافع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ما من عبد توضأ فأحسن الوضوء على ترتيبه إلا أعطاه الله بكل قطرة تقطر من وضوئه عشر حسنات وتستغفر له تلك الأرض التي توضأ عليها إلى يوم القيامة ) ( الباب السابع في فضيلة السواك ) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء ) أخرجه مالك وأحمد والنسائي . ( الباب الثامن في فضيلة الأذان ) عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال : ( إذا أذنت فترسل ، وإذا أقمت فاحرز واجعل بين أذانك وإقامتك قدر ما يفرغ الآكل من أكله ) رواه الترمذي وضعفه وعن أنس بن مالك قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة ) رواه النسائي ( الباب التاسع في فضيلة صلاة الجماعة ) عن أبي هريرة قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أعمى فقال : يا رسول ليس لي قائد يقودني إلى المسجد ، فرخص له ، فلما ولى دعاه فقال : ( هل تسمع النداء بالصلاة ؟ ) قال نعم . قال : ( فأجبه ) رواه مسلم ( الباب العاشر في فضيلة الجمعة ) عن ابن عباس أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يغفر الله ليلة الجمعة لأهل الإسلام أجمعين ) وعن سلمان رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتدري لم سمي يوم الجمعة ؟ قلت : لا . قال : لأن فيه جمع أبوك آدم ) قال بعضهم : هو اجتماع قالب آدم وروحه بعد أن كان ملقى أربعين سنة . وقال آخرون : لاجتماع آدم وحواء بعد الفرقة الطويلة . وقيل : إنما سمي بذلك لاجتماع أهل البلاد والرساتيق فيه . وقيل : لأنه تقوم فيه القيامة وهو يوم الجمع قال الله تعالى : { يوم يجمعكم ليوم الجمع } [ التغابن : 9 ] ذكر ذلك سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني ( الباب الحادي عشر في فضيلة المساجد ) وهي بيوت الله تعالى ، لأنها محال عبادات الله تعالى ( الباب الثاني عشر في فضيلة العمائم ) قال سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني : ويكره كل ما خالف زي العرب وشابه زي الأعاجم ( الباب الثالث عشر في فضيلة الصوم ) وعن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الصيام جنة من النار ما لم يخرقه ) قيل : وما يخرقه ؟ قال : بكذبة أو بغيبة ( الباب الرابع عشر في فضيلة الفرائض ) من الصلاة وغيرها قال عبد الله الصحابي ابن غسان في جواب سؤال منينا بن عبد المسيح الراهب قال نبينا صلى الله عليه وسلم : ( الصلاة صلة بين العبد وربه فيها إجابة الدعاء وقبول الأعمال وبركة في الرزق وراحة في الأبدان ، وستر بينه وبين النار ، وثقل في الميزان ، وجواز على الصراط ، ومفتاح الجنة ) ثم قال عبد الله : والصلاة جامعة لجميع الطاعات ، فمن جملتها الجهاد ، فإذا المصلي يجاهد عدوين نفسه والشيطان ففي الصلاة الصوم ، فإن المصلي لا يأكل ولا يشرب ، وزادت على الصيام بمناجاة ربه ، وفي الصلاة الحج ، وهو القصد إلى بيت الله ، والمصلي قصد رب البيت ، وزادت على الحج بقربه من ملكوت ربه . وقال نبينا صلى الله عليه وسلم : ( جميع المفترضات افترضها الله تعالى في الأرض إلا الصلاة ، فإن الله افترضها في السماء وأنا بين يديه ) . | ومعنى رفع الأيدي في الصلاة للتكبير أن العبد غريق في بحار الخطايا والمعصية ، فيرفع يديه كأنه يقول : يا رباه خذ بيدي فإني غريق في بحار الخطايا والمعصية ، هارب منك إليك . ومعنى القراءة عتاب بين العبد وربه ، ومعنى الركوع كأن المصلي يقول : أنا عبدك وقد مددت يدي إليك ومعنى الرفع من الركوع مع قول ربنا لك الحمد طلب العتق من الذنوب ، فكأن الله يقول : أذنبت ، فيقول العبد : أنا عبدك . ويقول الله قد أعتقتك من الذنوب ، ومعنى السجدة الأولى ووضع الجبهة على الأرض كأن العبد يقول منها : خلقتني . ومعنى الرفع منه كأنه يقول : منها أخرجتني . ومعنى السجدة الثانية كأن العبد يقول : وفيها تعيدني . ومعنى الرفع الثاني كأنه يقول : ومنها تخرجني تارة أخرى ، ومعنى السلام : اللهم أعطني كتابي بيميني ولا تعطني كتابي بشمالي ، ( الباب الخامس عشر في فضيلة السنن ) أي من صلوات خاصة ( الباب السادس عشر في فضيلة الزكاة ) أي الشاملة لزكاة الأموال والأبدان ( الباب السابع عشر في فضيلة الصدقة ) قال سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني : وتستحب صدقة التطوع في سائر الأوقات ليلا ونهارا قليلا وكثيرا لا سيما في الأشهر المباركة ، كشهر رجب وشعبان ، وشهر رمضان وأيام العيد وعاشوراء ، وأيام الجدب والضيق ، ليحوز بذلك العافية في الجسم والمال والأهل والخلف السريع في الدنيا ، والثواب الجزيل في الآخرة . ( الباب الثامن عشر في فضيلة السلام ) ويستحب القيام للإمام العادل والوالدين وأهل الدين والورع وأكرم الناس كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قوموا إلى سيدكم ) ( الباب التاسع عشر في فضيلة الدعاء ) وهو سيف المؤمن ، قال الله تعالى : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } [ غافر : 06 ] وسئل إبراهيم بن أدهم رحمه الله فقيل له : ما بالنا ندعو الله فلا يستجيب لنا ؟ فقال : لأنكم عرفتم الرسول ، فلم تتبعوا سنته ، وعرفتم القرآن فلم تعملوا به ، وأكلتم نعمة الله فلم تؤدوا شكرها ، وعرفتم الجنة فلم تطلبوها ، وعرفتم النار فلم ترهبوا منها ، وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه ورافقتموه ، وعرفتم الموت فلم تستعدوا له ، ودفنتم الأموات فلم تعتبروا بهم ، وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس . ( الباب العشرون في فضيلة الاستغفار ) قال صلى الله عليه وسلم : ( من أكثر من الاستغفار جعل الله عز وجل له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب ) ( الباب الحادي والعشرون في فضيلة ذكر الله ) قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا } [ الأحزاب : 14 ] ( الباب الثاني والعشرون في فضيلة التسبيح ) قال أبو ذر رضي الله عنه : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي الكلام أحب إلى الله عز وجل ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ( ما اصطفى الله سبحانه لملائكته سبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم ) ( الباب الثالث والعشرون في فضيلة التوبة ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه ) رواه مسلم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ) رواه الترمذي وابن ماجه . ( الباب الرابع والعشرون في فضيلة الفقر ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أحب الأعمال إلى الله تعالى من أطعم مسكينا من جوع أو دفع عنه مغرما أو كشف عنه كربة ) رواه الطبراني ( الباب الخامس والعشرون في فضيلة النكاح ) عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الدنيا كلها متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ) رواه أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه . وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاثة حق على عونهم الله المجاهد في سبيل الله ، والمكاتب الذي يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف ) أي عفاف فرجه عن المحارم رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم . ( الباب السادس والعشرون في التشديد على الزنى ) وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( احذروا الزنى فإن فيه ست خصال ثلاثة في الدنيا وثلاثة في الآخرة فأما التي في الدنيا فإنه ينقص الرزق ويذهب البركة ، وإذا خرجت روحه تحجب عن الله ، وينظر إلى النار والزبانية ، وأما التي تصيبه في الآخرة : فينظر الله إليه بعين الغضب فيسود وجهه والثانية يكون حسابه شديدا ، والثالثة يسحب في سلسلة إلى النار ) ( الباب السابع والعشرون في التشديد على اللواط ) قال عليه السلام سبعة لعنهم الله تعالى ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ويقال لهم : ادخلوا النار مع الداخلين أولهم الفاعل والمفعول به في عمل قوم لوط ، وناكح المرأة في دبرها ، وناكح البهيمة ، وناكح البنت وأمها ، والزاني بامرأة جاره ، وناكح كفه إلا أن يتوبوا ( الباب الثامن والعشرون في منع شرب الخمر ) قال ابن مسعود إذا دفنتم شارب الخمر فانبشوه ، فإن لم تجدوا وجهه مصروفا عن القبلة فاقتلوني ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا شرب العبد الخمر أربع مرات سخط الله عليه ، وكتب اسمه في سجين ، ولا يقبل منه صومه ولا صلاته ولا صدقته إلا أن يتوب ) ( الباب التاسع والعشرون في فضيلة الرمي ) أي رمي السهام لأجل قتال الكفار لإعلاء دين الله تعالى : ( الباب الثلاثون في فضيلة بر الوالدين ) قال صلى الله عليه وسلم : ( ليس بين عاق والديه وبين إبليس في النار إلا طبقة واحدة فهو جار إبليس في النار ، وليس بين بار والديه وبين الأنبياء في الجنة إلا درجة واحدة فهو جار الأنبياء في الجنة ) ( الباب الحادي والثلاثون في فضيلة تربية الأولاد ) قال صلى الله عليه وسلم : ( من رزقه الله ولدا ولم يعلمه القرآن إلا كان كل ذنب يعمله الولد على أبيه ويوم القيامة يحاسب الولد أباه على تركه تعليم القرآن ويقضي الله له عليه ) ، وكان علي يقول : علموا أولادكم القرآن تدخلوا الجنة بشفاعتهم يوم القيامة ( الباب الثاني والثلاثون في فضيلة التواضع ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ) . ( الباب الثالث والثلاثون في فضيلة الصمت ) قال عليه السلام : ( الصمت حكم وقليل فاعله ) . وقال صلى الله عليه وسلم : ( من وقي شر قبقبه وذبذبه ولقلقه فقد وقي الشر كله ) ، والقبقب هو البطن والذبذب الفرج واللقلق اللسان ( الباب الرابع والثلاثون في فضيلة الإقلال من الأكل والنوم والراحة ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( جاهدوا أنفسكم بالجوع والعطش فإن الأجر في ذلك كأجر المجاهد في سبيل الله ، وإنه ليس من عمل أحب إلى الله من جوع وعطش ) . ( الباب الخامس والثلاثون في فضيلة الإقلال من الضحك ) قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل ؟ قال : ( من قل مطعمه وضحكه ورضي بما يستر به عورته ) ( الباب السادس والثلاثون في فضيلة عيادة المريض ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا عاد الرجل المريض خاض في الرحمة فإذا قعد عنده قرت فيه ) ( الباب السابع والثلاثون في فضيلة ذكر الموت ) قال عائشة رضي الله عنها : يا رسول الله هل يحشر مع الشهداء أحد ؟ قال : ( نعم من يذكر الموت في اليوم والليلة عشرين مرة ) ( الباب الثامن والثلاثون في فضيلة ذكر القبر وأهواله ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يقول القبر للميت حين يوضع فيه ويحك يا ابن آدم ما غرك بي ألم تعلم أني بيت الفتنة وبيت الظلمة وبيت الوحدة وبيت الدود ما غرك بي إذ كنت تمر بي فذاذا ، أي يقدم رجلا ويؤخر أخرى فإن كان مصلحا أجاب عنه مجيب للقبر فيقول أرأيت إن كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيقول القبر : إني إذا أتحول عليه خضرا ويعود جسده نورا ، وتصعد روحه إلى الله تعالى ) ، وفي بعض النسخ تأخير هذا الباب عن الباب الذي بعده . ( الباب التاسع والثلاثون في منع النياحة على الميت ) قال الله تعالى : { والذين لا يشهدون الزور } [ الفرقان : 27 ] قيل هي النائحة وفي صحيح البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم برىء من الصالقة والحالقة والشاقة قال النووي : الصالقة التي ترفع صوتها بالنياحة ، والحالقة التي تحلق شعرها عند المصيبة ، والشاقة التي تشق ثيابها عند المصيبة ، وكل هذا حرام باتفاق العلماء انتهى . ( الباب الأربعون في فضيلة الصبر على المصيبة ) قال الله تعالى { وبشر الصابرين } [ البقرة : 551 ] وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا كان يوم القيامة نادى مناد من قبل الله تعالى : من له دين على الله تعالى فليقم ، فتقول الخلائق : ومن له دين على الله ؟ فتقول الملائكة : من ابتلاه الله تعالى بما يحزن قلبه فصبر احتسابا لله ، فليقم يأخذ أجره من الله تعالى ، فيقوم خلق كثير من أهل البلاء . فتقول الملائكة ليست الدعوة تقبل بلا بينة أرونا صحائفكم فمن وجد في صحيفته سخط أو كلام قبيح يقولون له اقعد مكانك لست من الصابرين وتأخذ الملائكة الصابرين من الرجال والنساء إلى تحت العرش فيقولون يا ربنا هؤلاء عبادك الصابرون فيقول الله تعالى : ردوهم إلى شجرة البلوى ، فيردونهم إلى شجرة أصلها من ذهب وأوراقها حلل ، وظلها يسير الراكب فيه مائة عام ، فيجلسون تحتها ، ويتجلى الحق سبحانه وتعالى ويسلم عليهم واحدا واحدا ، ثم يعتذر إليهم كما يعتذر الرجل للرجل ، ويقول : يا عبادي الصابرين ما ابتليتكم إلا أردت أن أحط عليكم البلاء لكثرة ذنوبكم وأوزاركم ، لأبلغنكم به درجات عالية ما تصلون إليها بأعمالكم ، فصبرتم لأجلي واستحييتم مني ، ولا أنصب ميزانا ولا أنشر لكم ديوانا ، ثم يعتذر سبحانه وتعالى إلى الفقراء يقول : يا عبادي ما ابتليتكم بالفقر إلا أن كل من أخذ من الدنيا شيئا أحاسبه عليه ، وأسأله من أين اكتسبته ، وفي أي شيء أخرجته ، فأحببت لكم الفقر ليخف حسابكم ، ثم يعتذر سبحانه وتعالى إلى العميان ، وسائر أصحاب الأمراض ، فيفرحون غاية الفرح بما حصل لهم من الأجر العظيم ، ثم يؤمر برايات وصناجق مثل صناجق الأمراء ثم تأخذهم الملائكة على النجائب والرايات بين أيديهم وهم سائرون إلى الجنة ، فينظر الناس إليهم فيقولون أهؤلاء شهداء أو أنبياء ؟ فتقول الملائكة هؤلاء قوم صبروا على الشدائد في الدنيا ، بصبرهم نالوا ، فإذا وصلوا إلى باب الجنة قال لهم رضوان من هؤلاء القوم الذين لم ينصب لهم ميزان ؟ فتقول الملائكة : هؤلاء الصابرون ليس عليهم حساب ، فافتح لهم الجنة ليقعدوا في قصورهم آمنين ، فيدخلون فتتلقاهم الملائكة والولدان بالفرح والتكبير ، فيجلسون على شرائف الجنة خمسمائة عام يتفرجون على حساب الخلق ، فطوبى للصابرين ) كذا في الجواهر للشيخ أبي الليث السمرقندي ، ولما ذكر المصنف أولا الأربعين بابا بالسرد ذكر مثلها بعد على نسق ما تقدم بالأحاديث فقال : |
1 ( الباب الأول في فضيلة العلم والعلماء ) 1
قال الله تعالى : { شهد الله لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم
Page 7