منصوبًا بالفتحة دون واو بعده كذلك، بل الإحالة في مجرد الصورة، ولا شك أن تلك الصورة مطابقة لقراءته لكن على أن الواو الموجودة هي التي بين السين، والهمزة لا تستحق صورة على قاعدة المتطرفة بعد ساكن لكنها صورت ألفا كـ ﴿تَبُوءَ﴾ ١، وهذا مخالف لتقرير المطابقة على مقرإ نافع، وكذا محو ﴿رَؤُوفٌ﴾ ٢، فإن إخالة رسمه على مقرإ نافع إنما هي في مجرد الصورة، ولا شك أن تلك صورته عند من قرأه بقصر الهمزة، لكن تقدير المطابقة مختلف، ففي قراءة نافع لا صورة للهمزة لاجتماع صورتها مع الواو الناشئة عن ضمتها، وفي قراءة البصري والأخوين، وشعبة والواو صورة الهمزة على قاعدة المتحركة وسطا بعد متحرك، ولذا تجعل الهمزة على قراءتهم فوق الواو، وقوله "لاشتقاق" تتميم للبيت حكم كلمات إبراهيم في المصاحف:
ثم قال:
٨-
من سورة الحمد للأعراف اعرفا ... فياء إبراهيم في البكر احذفا
٩-
لغير حرمي وقالوا اتخذا ... يحذف شام واواه أوصى خذا
١٠-
للمدنيين وشام بالألف ... يقاتلون تلو حق مختلف
١١-
والمك والعراق واوا سارعوا ... بالزبر الشامي بباء شائع
١٢-
كذا الكتاب بخلاف عنهم ... والشام ينصب قليلا منهم
١٣-
واو يقول للعراقي فزد ... والمدنيان وشام يرتدد
من هنا شرع الناظم في المقصود بالذات، وقسمه إلى أربعة أرباع: الربع الأول: سورة الحمد إلى سورة الأعراف، وقد تكلم فيه على بقية مواضعه التي اختلفت فيها المصاحف، وجملتها أربعة عشر موضعا، ذكر منها في هذه الأبيات عشرة مواضع:
الموضع الأول: ﴿إِبْرَاهِيمَ﴾ ٣ في البقرة أثبتت ياؤه في المدنيين، والمكي وحذفت في العراقيين والشامي، ذكر في "المقنع" في باب ما اختلف فيه مصاحف أهل الأمصار بالإثبات، والحذف بسنده إلى نصير أنه قال: كتبوا في سورة البقرة في بعض المصاحف
_________
١ سورة المائدة: ٥/ ٢٩.
٢ سورة البقرة: ٢/ ١٤٣، ع: ١١ كلمة.
٣ سورة البقرة: ٢/ ١٢٤، ع: ٦٩ كلمة في القرآن.
1 / 454