الموضع الثاني: وما كنا لنهتدي في الأعراف أيضا، قال في "المقنع" في مصاحف أهل الشام ما كنا لنهتدي بغير واو قبل "ما"، وفي سائر المصاحف "وما" بالواو.
الموضع الثالث: ﴿قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا﴾ ١، الواقع بعد: ﴿مُفْسِدِينَ﴾ في "الأعراف" أيضا، قال في "المقنع": في مصاحف أهل الشام في قصة صالح: ﴿قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا﴾ بزيادة واو قبل: ﴿قَالَ﴾، وفي سائر المصاحف ﴿قَالَ﴾ بغير واو، ومعنى قول الناظم "أبينا" حذف والضمير قوله: "له" يعود على المصحف الشامي وقوله: "بعكس" قال معناه: حذف الواو قبل ﴿مَا كُنَّا﴾ عكس إثباتها قبل قال الواقع بعد: ﴿مُفْسِدِينَ﴾ .
الموضع الرابع: ﴿بِكُلِّ سَاحِرٍ﴾ في سورتي "الأعراف"، و"يونس" ذكره في "المقنع" في باب ما اختلف فيه مصاحف أهل الأمصار، فقال: في "الأعراف"، وفي بعضها يعني بعض المصاحف: ﴿يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ﴾ ٢ الألف بعد الحاء، وفي بعضها ساحر الألف قبل الحاء، ثم قال في "يونس"، وفي بعضها ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ﴾ ٣ الألف بعد الحاء، وفي بعضها: "سحر" بغير ألف انتهى، ومثله لأبي داود، وقد خالف الشيخان بين الموضعين كما ترى في النقل، ولكن المتحصل في كل منهما ثلاثة أوجه: الألف وثبته وهذان الوجهان هما اللذان ذكرهما صاحب المورد، وإليهما الإشارة بقول الناظم: "بكل ساحر معا هل بالألف"، الوجه الثالث ثبت الألف متأخرا عن الحاء، وهذا ومقابلة هما المشار إليهما بقول الناظم: "وهل يلي الحاء أو قبيلها اختلف"، أي هل يلي الألف الحاء أو هو قبلها، ثم أجاب عنه بأن المصاحف اختلفت في ذلك، وهذا يلي الألف الحاء أو هو قبلها، ثم أجاب عنه بأن المصاحف اختلفت في ذلك، وهذا الخلاف مفرع على أحد وجهي الخلاف المتقدم بالإثبات ومقابله، وإنما أعاد الناظم في الشطر الأول الخلاف الذي في المورد، ولم يقتصر على الخلاف الذي ذكره في الشطر الثاني مع أنه هو المقصود بالذات، لئلا يتوهم من الاقتصار على الخلاف الذي ذكره في الشطر الثاني، مع أنه هو المقصود بالذات، لئلا يتوهم من الاقتصار على الخلاف بتقدم الألف، وتأخرها في هذين الموضعين خروجهما من الخلاف المذكور في "المورد" بالحذف والإثبات.
_________
١ سورة الأعراف: ٧/ ٧٥.
٢ سورة الأعراف: ٧/ ١١٢.
٣ سورة يونس: ١٠/ ٧٩.
1 / 460