باب مخارج الحروف وألقابها وصفاتها
اعلم إن لغة العرب اكثر اللغات حروفا فليس في لغة العجم ظاء معجمة ولا حاء مهملة وقال الأصمعي ليس في الفارسية ولا السريانية ولا في الرومية ذال أي معجمة وكذلك خمسة أحرف انفردت العرب بكثرة استعمالها ولم توجد في بعض لغات العجم البتة وهي العين والصاد المهملتان والضاد والقاف والثاء المثلثة واختصت العرب أيضا باستعمال الهمزة متوسطة ومتطرفة ولم تستعملها العجم إلا في أول الكلام. قال الشيخ أو محمد مكي في الرعاية وغيره ومع كونها اكثر اللغات حروفا انحصرت في تسعة وعشرين حرفا وهي أ - با - تا - ثا - إلى الياء فهي هجاء كل ناطق في الكونيين فسبحان من جعل فيها أسرار حكمته وباهر قدرته وكلها يخالف بعضها إما في المخرج والصفة أو في أحدهما ولا يتفق حرفان في المخرج والصفات أبدا ولو اتفقا في ذلك لكانا حرفا واحدا فالدال مثلا لولا التسفل والانفتاح اللذان فيه لكان طاء والطاء لولا الاستعلاء والإطباق اللذان فيه لكان دالا لاتفاقهما في المخرج، والثاء والحاء لولا اختلافهما في المخرج لكانا سبعة عشر على الصحيح وهو مذهب الإمام العالم أبي العباس الخليل بن أحمد ابن عمرو الفراهيدي الازدي وقال تلميذه أبو بشر عمرو بن عثمان الملقب بسيبويه وتبعه جماعة منهم الشاطبي ستة عشر فاسقطوا مخرج الحروف الجوفية وجعلوا مخرج الألف أقصى الحلق والواو والياء الساكنين سكونا ميتا من
1 / 32