قال ابن القيم ﵀ في المدارج بعد أن ذكر كلاما سبق: إن الفعل أوسع من الاسم، ولهذا أطلق على نفسه أفعالا لم يتسم منها بأسماء الفاعل، كأراد وشاء وأحدث، ولم يسم بالمريد والمشيء والمحدث، كما لم يسم نفسه بالصانع والفاعل والمتقن وغير ذلك من الأسماء التي أطلق أفعالها على نفسه، فباب الأفعال أوسع من باب الأسماء، وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتق له من كل فعل اسما، وبلغ بأسمائه زيادة على الألف، فسماه الماكر والخادع والفاتن والكائد ونحو ذلك، وكذلك باب الإخبار عنه بالاسم أوسع من تسميته به، فإنه يخبر عنه بأنه شيء موجود ومذكور ومعلوم ومراد ولا يسمى بذلك. انتهى.
ما يسمى الله به وما يوصف به مما ورد ... فإذا تبين لك هذا، فاعلم أن من أدخل اسم الصورة في أسماء الله قد أخطأ أقبح خطأ، لأن باب الأفعال والإخبار عن الله أوسع من باب الأسماء، ولفظ الصورة لم يذكره أحد من علماء أهل السنة والجماعة في عقائدهم وإنما ذكر ذلك بعض من ينتسب إلى أهل السنة، فمن اشتق من أفعال الله ﷾ أسماء وأوصافا لم يذكرها الله ولا رسوله إلا على سبيل الإخبار، فنقول في ذلك ما قاله الله ورسوله، وأخبر به في كتابه وسنة رسوله ﷺ لا نتجاوز القرآن والحديث، والله أعلم. وقد تقدم التنبيه على أن السلف رضوان الله عليهم قد فسروا آيات الصفات وأحاديثها، وبينوا من معانيها ونهوا عن تأويلات الجهمية، وذكرنا ما ذكره شيخ الإسلام من أن مذهب أهل التفويض أشر المذاهب وأخبثها، ونسبة ذلك إلى السلف
ما يسمى الله به وما يوصف به مما ورد ... فإذا تبين لك هذا، فاعلم أن من أدخل اسم الصورة في أسماء الله قد أخطأ أقبح خطأ، لأن باب الأفعال والإخبار عن الله أوسع من باب الأسماء، ولفظ الصورة لم يذكره أحد من علماء أهل السنة والجماعة في عقائدهم وإنما ذكر ذلك بعض من ينتسب إلى أهل السنة، فمن اشتق من أفعال الله ﷾ أسماء وأوصافا لم يذكرها الله ولا رسوله إلا على سبيل الإخبار، فنقول في ذلك ما قاله الله ورسوله، وأخبر به في كتابه وسنة رسوله ﷺ لا نتجاوز القرآن والحديث، والله أعلم. وقد تقدم التنبيه على أن السلف رضوان الله عليهم قد فسروا آيات الصفات وأحاديثها، وبينوا من معانيها ونهوا عن تأويلات الجهمية، وذكرنا ما ذكره شيخ الإسلام من أن مذهب أهل التفويض أشر المذاهب وأخبثها، ونسبة ذلك إلى السلف
1 / 52