معنى الظاهر والباطن
...
وأما قول الشارح: والخالق هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم، الأول من غير بداية، والآخر من غير نهاية، والظاهر من غير تحديد، والباطن من غير تخصيص، إلى آخر كلامه.
فاعلم وفقك الله أن في هذا الكلام ألفاظ لم يقل بها أحد من أئمة السلف ﵃، كقوله: والظاهر من غير تحديد، والباطن من غير تخصيص، فلنسلم معنى ما ذكره من هذه الألفاظ لما تقدم بيانه.
والذي ذكره أئمة السلف هو ما ذكره ابن القيم ﵀ في سفر الهجرتين حيث قال:
وقد فسر أعلم الخلق بربه هذه الآية، قوله تعالى: ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾، بأنه هو الأول الذي ليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء، والظاهر الذي فوقه شيء، والباطن الذي ليس دونه شيء، فهذا تفسير أعلم الخلق بربه، ولا حاجة بنا إلى تفسير من لا عصمة في قوله، وقد بينا فيما تقدم أن هذا من كلام أهل البدع، وأنهم يوهمون الناس أن مقصودهم بذلك أن لا تحصره المخلوقات، ولا تحوزه المصنوعات، وهذا المعنى صحيح. ومقصودهم أنه ليس مباينا للخلق، ولا منفصلا عنه، وأنه ليس فوق السموات رب، ولا على العرش إله. وقد تقدم هذا في كلام شيخ الإسلام بتمامه.
1 / 50