65

قوله : (( ما انصدع الفجر عن الإظلام )) (( ما )) مصدرية فيها معنى الظرف ، أي صلى عليه الله وعلى آله وأصحابه ، مدة انشقاق الفجر عن الظلام ، معناه : صلى الله عليهم ما دامت الدنيا ؛ لأن الفجر لا يزال يطلع حتى تنقضي(¬1)الدنيا .

واعترض قوله : (( ما انصدع الفجر عن الإظلام )) ، لأن الظلام هو الذي ينشق عن الفجر فيطلع الفجر ، وأما الفجر فلا ينشق عن الظلام بدليل المحسوس ، فعكس الناظم هذا المحسوس المشاهد .

أجيب عنه : بأنه جائز ، وهو من فصيح الكلام ، ويسمى عندهم بالقلب ، وقد ورد في القرآن والحديث وكلام العرب .

فمن القرآن ، قوله تعالى : { وقد بلغني الكبر }(¬2)أي بلغت الكبر .

ومن الحديث قوله - عليه السلام - : (( زينوا القرآن بأصواتكم ))(¬3)، أي زينوا أصواتكم بالقرآن .

ومن كلام العرب قولهم(¬4): "إذا طلعت الشعرى استوى العود على الحرباء" ، أي استوى الحرباء على العود .

ومنه قولهم : "عرضت الناقة على الحوض" ، أي عرضت(¬5)الحوض على الناقة

ومنه قولهم(¬6): "أدخلت القلنسوة في رأسي" ، أي أدخلت رأسي في القلنسوة ، وقولهم(¬7): "أدخلت الخف في رجلي" ، أي أدخلت رجلي في الخف .

ومن هذا المعنى ، قول الشاعر(¬8):

Page 123