260

[47] لكثرة الدور والاستعمال **** على لسان لافظ وتال ذكر في هذا البيت : تعليل الحذف في الألفاظ الثلاثة المتقدمة في البيتين ، وهي ألف : { الرحمان } ، وألف : { الله } ، وألف : { اللهم } . وهذا البيت جواب [عن](¬1)سؤال مقدر ، كأنه قيل له : لأي شيء حذف الألف من أسماء الله تعالى الثلاثة المذكورة ، فقال : لكثرة الدور والاستعمال(¬2)، أي لأجل كثرة دورها واستعمالها ، يقال : دار الشيء يدور دورا ودورانا ، إذا تكرر ، فالدور : هو التكرار ، والاستعمال - أيضا - ، معناه : التكرار هاهنا ، فالدور والاستعمال هنا مترادفان .

وقوله : (( على لسان لافظ وتال )) اللافظ : هو المتكلم هنا بكلام غير القرآن ، والتالي : هو المتكلم بالقرآن . كأنه يقول(¬3): إنما حذفت الألف من هذه الألفاظ الثلاثة ، لكثرة دورها واستعمالها على لسان المتكلم بها في غير القرآن ، وكثرة دورها واستعمالها على لسان المتكلم بها في القرآن ، لأن هذه الألفاظ {كثر}(¬4)دورها على ألسنة الناس بين ذاكر وداع وحالف وقارئ ، ويحتمل أن يكون هذا من باب التلفيف الأول للأول ، والثاني للثاني ، تقديره : لكثرة الدور على لسان لافظ ، وكثرة الاستعمال على لسان التالي ، ويحتمل العكس ، والأظهر كونهما مترادفين .

قوله : (( لكثرة الدور والاستعمال )) البيت ، [ يحتمل أن يرجع هذا التعليل إلى الألفاظ الثلاثة كما تقدم ، ويحتمل أن يكون هذا التعليل راجعا إلى أقرب المذكورين ، وهما : الله واللهم ](¬5).

Page 323