191

وأما حاله : فهو رجل عالم فاضل صالح . قرأ على مالك الموطأ وقرأ عليه مالك القرآن ، وهو رجل كثير السواد وفيه دعابة ، أي مزاح ، وكان إذا جلس للإقراء تشم منه رائحة المسك ، فقيل له : أتتطيب كلما جلست للإقراء يا أبا عبد الله ؟ ، فقال : لا ولكن رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم فبصق في فمي ، وفي بعضها : تفل في فمي ، وفي بعضها : وهو يقرأ في فمي . وقرأ نافع على سبعين من التابعين ، وقرأ على نافع مائتان وخمسون رجلا - رضي الله عنه - ، وكان لما حضرته الوفاة قال له أبناؤه : أوصنا ، فقال لهم : { اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله? إن كنتم مؤمنين }(¬1).

الإعراب : قوله : (( وفق )) مصدر في موضع الحال إما من التاء في قوله : (( فجئت )) وإما من : (( الرجز )) ، تقديره على الأول : فجئت بهذا الرجز ، حالة كوني موافقا لقراءة نافع ، وتقديره على الثاني : فجئت بهذا الرجز ، حالة كون هذا الرجز موافقا لقراءة نافع ، قوله : (( قراءة )) مضاف إليه ، وكذلك : (( أبي )) ، وكذلك (( رويم )) ، قوله : (( المدني )) نعت(¬2)، قوله : (( أبي )) مضاف إليه ، وكذلك ما بعده . ثم قال :

[27] حسبما اشتهر في البلاد **** بمغرب لحاضر وباد

Page 253