160

وأما إذا جعلنا (( إذ )) بمعنى الحين والوقت ، فلا تعليل فيه ، وإنما هو بمجرد الحين والوقت ، فتقديره : حين منع أو وقت منع ، نظيره قوله تعالى : { وإذ قال موسى لقومه? ياقوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبئآء }(¬1)الآية ، وقوله تعالى : { واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم }(¬2)، { واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض }(¬3)، وهو كثير .

قوله : (( إذ منع السائل )) البيت ، الفاعل ب (( منع )) مالك(¬4) - رضي الله عنه - ، والمراد بالسائل : هو الرجل الذي سأله عن شكل المصحف ، كما تقدم عن أشهب(¬5).

قوله : (( من أن يحدثا )) ، أي من أن يبتدع ويخترع .

قوله : (( في الأمهات )) يعني بالأمهات : المصاحف الكمل الكبار .

وقوله : (( نقط )) ، أي شكل ومحص(¬6)وضبط ، لأن النقط ، والشكل ، والضبط ، والمحص [هنا](¬7)بمعنى واحد .

وقوله : (( ما قد أحدثا )) ، أي الذي قد أحدثا وهو المصحف ، لأنه محدث في زمان الصحابة ، إذ لم يكن في زمان النبي - عليه السلام - .

والمراد بالفعلين في آخر الشطرين [معنى](¬8)واحد ، هو الابتداع والاختراع .

Page 221