137

قوله : (( كقصة اليمامة العسيرة )) أي الشديدة الصعبة ، وكيف لا تكون شديدة وقد سفكت فيها الدماء ، وقتلت فيها النفوس ، وقد تقدم لنا أنه قتل فيها من المسلمين ألف ومائتان(¬1)، وقتل فيهم سبع مائة قارئ من حملة القرآن ، وقتل من الكفار عشرة آلاف ، كما تقدم في قول الناظم : (( وذاك حين قتلوا مسيلمة )) ، وأي شيء أعظم من هذا ؟!

قوله : (( فقصة اختلافهم )) البيت ، جمع الناظم في هذا البيت بين السببين في الجمعين : أشار بالشطر الأول من البيت إلى سبب جمع عثمان ، وهو قوله : (( فقصة اختلافهم شهيرة )) ، لأن سبب جمعه : هو اختلاف الصحابة في زمانه ، كما تقدم بسطه(¬2).

وأشار بالشطر الثاني إلى سبب جمع الصديق ، وهو قوله : (( كقصة اليمامة العسيرة )) ، لأن قصة اليمامة العسيرة متضمنة لسبب جمع أبي بكر ، لأنها سبب لخوف ذهاب القرآن .

فقصة اليمامة إذا : هي سبب السبب ، فسبب السبب هو سبب [في](¬3)الحقيقة ، فقول(¬4)الناظم - رحمه الله - : (( كقصة اليمامة العسيرة )) هو إشارة إلى السبب الذي من أجله جمع أبو بكر الصديق القرآن ، كما تقدم بسطه في قوله : (( جمعه في الصحف الصديق )) البيت .

Page 197