فإن رجليها أقصر من يديها. وخلق الأرنب على خلاف ذلك، رجلاها أطول من يديهل. وأما الهوادي فقد تكون قصارًا مع طول القوائم. والهوادي هي التي توصف بالطول؛ قال طفيل:
طِوَالُ الهَوادِي والمُتونُ صَلِيبَةٌ ... مَغَاوِيرُ فيها للأديب مُعَقَّبُ
وهذا الشاعر يصف خيلا شبهها في طولها وارتفاعها بإبل سماحيج، أي طوال طار عنها نسالها لسمنها. وهذا البيت حجة في جمع اليد العضو على أيادٍ؛ وكذلك بيت القحيف:
ومِن أَعجَبِ الدُّنيا إليَّ زُجاجَةٌ ... تَظَلُّ أيادِي المُنتَشِينَ بها فُتلاَ
* * * وفي " ص ١٥٠ س ٧ و٨ " وأنشد أبو علي ﵀:
لو كنتَ من زَوْفَنَ أو بَنِيهَا ... قَبِيلةٍ قد عَظَّبَتْ أيدِيهَا
مُعَوِّدِينَ الحفرَ حَفَّارِيهَا ... لقد حَفَرْتَ نُبْثَةً تُرْوِيهَا
هكذا قرأه أبو علي ﵀ زوفن بالزاي؛ وإنما هو دوفن بالدال المهملة، وهو مشتقٌّ من الدَّفن؛ ذكر ذلك ابن دريد وابن ولاَّد - رحمهما الله - وغيرهما. ودوفن من ضبيعة بن ربيعة بن نزار، وهم رهط المتلمس الشاعر، ورهط الحارث بن عبد الله بن دوفن الأضجم سيد بني ضبيعة في الجاهلية، ولا نعرف في بطون العرب زوفن بالزاي، وهو تصحيف من ناقله لا شكّ فيه.
1 / 54