ومن ذلك قولهم للدنيا: " أم دفر " بالإسكان، لم يُسمع فيه الفتح؛ وكلام أبي علي ﵀ كلام من يعتقد أنه لا يقال إلا بالفتح.
* * * في " ص ١٣٠ س ٢١ " قال أبو علي ﵀ قال الأصمعي ﵀: من أمثالهم: " أينما أذهب ألق سعدا " قال: كان غاضب الأضبط بن قريع سعدًا فجاور في غيرهم فآذوه. ذا خلاف ما ذكره العلماء: ابن الكلبي وأبو عبيد القاسم بن سلام - رحمهما الله - وغيرهما. قالوا: معنى هذا المثل: " أن سادات كل قوم يلقون من قومهم الذي هم دونهم في المنزلة مثل ما ألقى أنا من قومي من الحسد والمكروه " فهذا هو التفسير الصحيح، لأنَّ الأضبط كان سيد قومه ولم يلق من غيرهم مكروها.
* * * وفي " ص ١٣٥ س ١٤ " وأنشد أبو علي ﵀ لقيس بن ذريح قصيدة منها:
وما كادَ قَلْبِي بعدَ أيَّامَ جاوَزَتْ ... إليّ بأجراع الثُّدِيّ يَريِعُ
هكذا رواه أبو علي ﵀ الثُّدي بكسر الدال على وزن جمع ثدى، وهذا غير محفوظ ولا معلوم؛ وإنما هو الثُّديّ بفتح الدال وهو وادٍ بتهامة.
* * * وفي " ص ١٤٦ س ١٤ " أنشد أبو علي ﵀ لأبي صخر الهذلي قصيدة أولها:
لِلَيْلَى بذاتِ الْجَيْش دارٌ عرَفتُها ... وأخرى بذاتِ البين آياتُها سَطْرُ
كأنّهما مِ الآْنَ لم يتغيَّرا ... وقد مَرَّ للدارَين من بعدنا عَصْرُ
وقفتُ بربعيها فَعَيَّ جوابُها ... فكِدتُ وعَيني دَمْعُها سَرِبٌ هَمْرُ
ألا أيُّها الركبُ المُخِبُّونَ هل لكم ... بساكن أجْزَاعِ الحمَى بَعْدَنا خُبْرُ
1 / 52