إذا ما أتَيْتَ العِرْض فاهْتِف بِجَوِّهِ ... سُقِيتَ على شَحْطِ النَّوَى سَبَلَ القَطْرِ
فإنك من وادٍ إليَّ مُرَجَّبٌ ... وإن كنتَ لا تُزْدارُ إلاَّ على عُفْرِ
لَعَلَّ الذي يقضي الأمورَ بعلمه ... سَيَصِرِفُني يَومًا إليه على قَدْرِ
فَتَرْقأَ عينٌ ما تَمَلَّ من البُكا ... ويَسكنَ قلبٌ ما يُنَهْنَهُ بالزَّجْرِ
وقيس بن معاذ هذا: هو مجنون بني عامر؛ هذا قول أبي اليقظان. وقال غيره: هو قيس بن الملوح. وقيل: إنه معاذ، والملوح لقب له. وقال أبو عبيدة: اسم مجنون بني عامر البختري بن الجعد. وقال أبو العالية: اسمه الأقرع بن معاذ. وقال أبو الفرج: الصحيح أنه بن مُرّ بن قيس بن عدس أحد بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
* * * وفي " ص ١١٩ س ١١ " وأنشد أبو علي ﵀:
حَمْراءُ من مُعَرِّضات الغِرْبانْ ... يَقْدُمُها كُلُّ عَلاةٍ عِلْيَان
أخَّر أبو علي ﵀ الشطر المتقدم فاستحال معناهما؛ لو كانت هذه الناقة التي هي من معرضات الغربان تقدمها كل علاة عليان لم تكن هي من معرضات الغربان، لأنها تكون حينئذ متأخرة. وهذا الرجز لرجل من غطفان؛ قال - وذكر رفقة -:
يَقْدُمُها كلُّ عَلاَةٍ عِلْيان ... حَمْراءُ من مُعَرِّضات الغِرْبان
يقدمها: يعني الرفقة. والعلاة: الشديدة الصلبة، مشبهة بالعلاة وهو السندان: والعليان: المشرفة. والحمر: أجلد الإبل. والمعرضات: التي تقدم الإبل فتقع الغربان عليها فتأكل مما تحمله،
1 / 47