* * * وفي " ص ٤١ س ١٨ " وأنشد أبو علي ﵀:
مُهْرَ أَبِي الْحَبْاحبِ لا تَشَلِّي ... بارَكَ فِيكِ اللهُ مِنْ ذي أَلِّ
قال أصحاب أبي علي ﵀: وقفناه على قوله:
بارك فيك الله من ذي أل
فأبى إلا كسر الكاف، فقلنا: فهلاَّ قال: من ذات ألِّ، قال: أخرج التذكير على الشيء أو الأمر؛ ومثل هذا جائز، وهو كثير؛ قال الأسود بن يعفر:
إنّ المنيَّةَ والحُتوف كلاهُما ... يُوفي المخارِمَ يرقُبَان سَوَادِي
قال: ومنه قول رؤبة:
فيها خُطُوطٌ مِن سَوادٍ وبَلَقْ ... كأنّه في الجلد تَوليعُ البهَقْ
قال أبو عبيدة: قلت لرؤبة: إن أردت الخطوط قلت: كأنها؛ وإن أردت البلق فقل: كأنه، قال: فضرب بيده على كتفي وقال: كأن ذلك توليع في الجلد. الصحيح أنه يُخاطب مهرًا لا مهرة، لقوله: من ذي ألِّ. وقوله بعدهما:
ومِن مُوصًّي لم يُضِع قولا لي
فالصواب إنشاده: لا تشل بغير ياء. وبارك فيك الله بفتح الكاف؛ وذلك التكلف كله لا معنى له. والحجة المجانسة لما سُئل عنه أبو علي ﵀ وذلك قوله: من ذي ألِّ، وهو يريد مؤنثا:
1 / 29