بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
قرىء على أَبى حَاتِم مكي بن عَبْدَانِ قَالَ سَمِعت مُسلم بن الْحجَّاج القشيرى يَقُول بِاللَّه نستعين وبحوله نجيب ونرغب اليه فى التَّوْفِيق للرشد وَالصَّوَاب وَلَا قُوَّة الا بِاللَّه
أما بعد فَإنَّك يَرْحَمك الله ذكرت أَن قبلك قوما يُنكرُونَ قَول الْقَائِل من أهل الْعلم اذا قَالَ هَذَا حَدِيث خطأ وَهَذَا حَدِيث صَحِيح وَفُلَان يخطىء فِي رِوَايَته حَدِيث كَذَا وَالصَّوَاب مَا روى فلَان بِخِلَافِهِ وَذكرت أَنهم استعظموا ذَلِك من قَول من قَالَه ونسبوه الى اغتياب الصَّالِحين من السّلف الماضين وَحَتَّى قَالُوا ان من ادّعى تَمْيِيز خطأ روايتهم من صوابها متحرص بِمَا لَا علم لَهُ بِهِ ومدع علم غيب لَا يُوصل اليه
وَاعْلَم وفقنا الله واياك أَن لَوْلَا كَثْرَة جهلة الْعَوام مستنكرى الْحق ورايه بالجهالة لما بَان فضل عَالم على جَاهِل وَلَا تبين علم من جهل وَلَكِن الْجَاهِل يُنكر الْعلم لتركيب الْجَهْل فِيهِ وضد الْعلم هُوَ الْجَهْل فَكل ضد ناف لضده دَافع لَهُ لَا محَالة فَلَا يهولنك استنكار الْجُهَّال وَكَثْرَة الرعاع لما خص بِهِ قوم وحرموه فَإِن اعْتِدَاد الْعلم دائر الى معدنه وَالْجهل وَاقِف على أَهله
1 / 169
وَسَأَلت أَن أذكر لَك فِي كتابي رِوَايَة أَحَادِيث مِمَّا وهم قوم فِي رِوَايَتهَا فَصَارَت تِلْكَ الاحاديث عِنْد أهل الْعلم فِي عداد الْغَلَط وَالْخَطَأ بِبَيَان شاف أبينها لَك حَتَّى يَتَّضِح لَك ولغيرك مِمَّن سَبيله طلب الصَّوَاب سَبِيلك غلط من غلط وصواب من أصَاب مِنْهُم فِيهَا وسأذكر لَك ان شَاءَ الله من ذَلِك مَا يرشدك الله وتهجم على أَكثر مِمَّا أذكرهُ لَك فِي كتابي وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق
فَمنهمْ الْحَافِظ المتقن الْحِفْظ المتوقي لما يلْزم توقيه فِيهِ وَمِنْهُم المتساهل المشيب حفظه بتوهم يتوهمه أَو تلقين يلقنه من غَيره فيخلطه بحفظه ثمَّ لَا يميزه عَن أَدَائِهِ الى غَيره وَمِنْهُم من همه حفظ متون الاحاديث دون أسانيدها فيتهاون بِحِفْظ الاثر يتخرصها من بعد فيحيلها بالتوهم على قوم غير الَّذين أُدي اليه عَنْهُم وكل مَا قُلْنَا من هَذَا فِي رُوَاة الحَدِيث ونقال الاخبار فَهُوَ مَوْجُود مستفيض
وَمِمَّا ذكرت لَك من مَنَازِلهمْ فِي الْحِفْظ ومراتبهم فِيهِ فَلَيْسَ من ناقل خبر وحامل أثر من السّلف الماضين الى زَمَاننَا وان كَانَ من أحفظ النَّاس وأشدهم توقيا واتقانا لما يحفظ وينقل الا الْغَلَط والسهو مُمكن فِي حفظه وَنَقله فَكيف بِمن وصفت لَك مِمَّن طَريقَة الْغَفْلَة والسهولة فِي ذَلِك ثمَّ أول مَا أذكر لَك بعد مَا وصفت مِمَّا يجب عَلَيْك مَعْرفَته قبل ذكري لَك مَا سَأَلت من الاحاديث السمة الَّتِي تعرف بهَا خطأ المخطىء فِي الحَدِيث وصواب غَيره اذا أصَاب فِيهِ
فَاعْلَم أرشدك الله ان الَّذِي يَدُور بِهِ معرفَة الْخَطَأ فِي رِوَايَة ناقل الحَدِيث اذا هم اخْتلفُوا فِيهِ من جِهَتَيْنِ أَحدهمَا أَن ينْقل النَّاقِل حَدِيثا بِإِسْنَاد فينسب رجلا مَشْهُورا بِنسَب فِي اسناد خَبره خلاف نسبته الَّتِي هِيَ نسبته أَو يُسَمِّيه باسم سوى اسْمه فَيكون خطأ ذَلِك غير خَفِي على أهل الْعلم حِين يرد عَلَيْهِم
1 / 170
كنعمان بن رَاشد حَيْثُ حدث عَن الزُّهْرِيّ فَقَالَ عَن أبي الطُّفَيْل عَمْرو بن وَاثِلَة وَمَعْلُوم عِنْد عوام أهل الْعلم أَن اسْم أبي الطُّفَيْل عَامر لَا عَمْرو وكما حدث مَالك بن أنس عَن الزُّهْرِيّ فَقَالَ عَن عباد وَهُوَ من ولد الْمُغيرَة ابْن شُعْبَة وانما هُوَ عباد بن زِيَاد بن أبي سُفْيَان مَعْرُوف النّسَب عِنْد أهل النّسَب وَلَيْسَ من الْمُغيرَة بسبيل
وكرواية معمر حِين قَالَ عَن عمر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن مطعم وانما هُوَ عمر ابْن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم خطأ لَا شكّ عِنْد نساب قُرَيْش وَغَيرهم مِمَّن عرف أنسابهم وَلم يكن لجبير أَخ يعرف بِعَمْرو وكنحو مَا وصفت مِنْهُ هَذِه الْجِهَة من خطأ الاسانيد فموجود فِي متون الاحاديث مِمَّا يعرف خطأه السَّامع الْفَهم حِين يرد على سَمعه
وَكَذَلِكَ نَحْو رِوَايَة بَعضهم حَيْثُ صحف فَقَالَ نهى النَّبِي ﷺ عَن التحير أَرَادَ النجش وكما روى آخر فَقَالَ ان أبْغض النَّاس الى الله ﷿ ثَلَاثَة ملحد فِي الحرفة وَكَذَا وَكَذَا أَرَادَ ملحدا فِي الْحرم
وكرواية الآخر اذ قَالَ نهى رَسُول الله ﷺ أَن تتَّخذ الرّوح عرضا أَرَادَ الرّوح غَرضا
1 / 171
فَهَذِهِ الْجِهَة الَّتِي وَصفنَا من خطأ الاسناد وَمتْن الحَدِيث هِيَ أظهر الْجِهَتَيْنِ خطأ وعارفوه فِي النَّاس أَكثر
والجهة الاخرى أَن يروي نفر من حفاظ النَّاس حَدثنَا عَن مثل الزُّهْرِيّ أَو غَيره من الائمة بِإِسْنَاد وَاحِد وَمتْن وَاحِد مجتمعون على رِوَايَته فِي الاسناد والمتن لَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ فِي معنى فيرويه آخر سواهُم عَمَّن حدث عَنهُ النَّفر الَّذين وصفناهم بِعَيْنِه فيخالفهم فِي الاسناد أَو يقلب الْمَتْن فَيَجْعَلهُ بِخِلَاف مَا حكى من وَصفنَا من الْحفاظ فَيعلم حِينَئِذٍ أَن الصَّحِيح من الرِّوَايَتَيْنِ مَا حدث الْجَمَاعَة من الْحفاظ دون الْوَاحِد الْمُنْفَرد وان كَانَ حَافِظًا على هَذَا الْمَذْهَب رَأينَا أهل الْعلم بِالْحَدِيثِ يحكمون فِي الحَدِيث مثل شُعْبَة وسُفْيَان بن عيينه وَيحيى بن سعيد وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَغَيرهم من أَئِمَّة أهل الْعلم وَسَنذكر من مذاهبهم وأقوالهم فِي حفظ الْحفاظ وَخطأ الْمُحدثين فِي الرِّوَايَات مَا يسْتَدلّ بِهِ على تَحْقِيق مَا فسرت لَك ان شَاءَ الله
غير أَن أول مَا نبدأ بِذكرِهِ فِي هَذَا الْمَعْنى الْخَبَر عَن رَسُول الله ﷺ فِي تحريضه النَّاس على حفظ حَدِيثه وتبليغ من سَمعه الى غَيره كَمَا سَمعه ودعائه بِالْخَيرِ لمن فعل ذَلِك
١ - حَدثنَا مُحَمَّد بن أَبى عمر ثَنَا سُفْيَان عَن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ نضر الله عبدا
1 / 172
سمع مَقَالَتي فوعاها وحفظها وَبَلغهَا فَرب حَامِل فقه غير فَقِيه وَرب حَامِل فقه الى من هُوَ أفقه مِنْهُ وَسَاقه
٢ - حَدثنِي زُهَيْر بن حَرْب أَنا الْوَلِيد بن مُسلم ثَنَا الاوزاعي حَدثنِي حسان بن عَطِيَّة حَدَّثَنى أَبُو كَبْشَة أَن عبد الله بن عَمْرو حَدثهُ أَنه سمع رَسُول الله ﷺ يَقُول بلغُوا عني وَلَو آيَة وَحَدثُوا عَن بني اسرائيل وَلَا حرج
٣ - حَدثنَا هداب بن خَالِد ثَنَا همام عَن زيد بن أسلم عَن عَطاء عَن أبي سعيد أَن رَسُول الله ﷺ قَالَ حدثوا عني وَلَا حرج وَحَدثُوا عَن بني اسرائيل وَلَا حرج
- بَاب مَا جَاءَ فِي [التوقي فِي حمل الحَدِيث وأدائه والتحفظ من الزِّيَادَة فِيهِ وَالنُّقْصَان]
-
٤ - حَدثنَا ابْن نمير ثَنَا أَبُو خَالِد الاحمر عَن أبي مَالك عَن سعد بن عُبَيْدَة عَن ابْن عمر عَن النَّبِي ﷺ قَالَ بني الاسلام على خَمْسَة على أَن يوحد الله واقام الصَّلَاة وايتاء الزَّكَاة وَصِيَام رَمَضَان وَالْحج فَقَالَ رجل الْحَج وَصِيَام رَمَضَان فَقَالَ لَا صِيَام رَمَضَان وَالْحج هَكَذَا سمعته من رَسُول الله ﷺ
٥ - حَدثنَا مُحَمَّد بن رَافع ثَنَا عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن عُثْمَان بن يزدويه عَن جَعْفَر بن روذي سَمِعت عبيد بن عُمَيْر وَهُوَ يقص يَقُول قَالَ رَسُول الله ﷺ مثل الْمُنَافِق كَمثل الشَّاة الرابضة بَين الْغَنَمَيْنِ
1 / 173
فَقَالَ ابْن عمر وَيْلكُمْ لَا تكذبوا على رَسُول الله انما قَالَ رَسُول الله ﷺ مثل الْمُنَافِق كَمثل الشَّاة العائرة بَين الْغَنَمَيْنِ
٦ - حَدثنَا الْحلْوانِي ثَنَا مُحَمَّد بن بشر ثَنَا خَالِد بن سعيد قيل لمُحَمد من ذكرت يَا أَبَا عبد الله قَالَ الثِّقَة الصدوق الْمَأْمُون خَالِد بن سعيد أَخُو اسحاق ابْن سعيد عَن أَبِيه قَالَ مَا رَأَيْت أحدا كَانَ أَشد اتقاء للْحَدِيث من ابْن عمر
٧ - حَدثنَا يحيى بن حبيب قَالَ ثَنَا بشر بن الْمفضل ثَنَا ابْن عون عَن مُسلم أبي عبد الله عَن ابراهيم بن يزِيد عَن أَبِيه عَن عَمْرو بن مَيْمُون قَالَ مَا أخطأني خَمِيس الا آتِي فِيهِ عبد الله بن مَسْعُود وَمَا سمعته لشَيْء قطّ يَقُول سَمِعت رَسُول الله ﷺ حَتَّى كَانَ عَشِيَّة فَقَالَ سَمِعت رَسُول الله ﷺ ثمَّ نكس فَرفع بَصَره أَو قَالَ رَأسه واني لانظر اليه فَذكر الحَدِيث
٨ - حَدثنَا يحيى بن يحيى ثَنَا سليم بن أَخْضَر عَن ابْن عون عَن مُحَمَّد أَن أنس بن مَالك كَانَ اذا حدث عَن النَّبِي ﷺ حَدِيثا كَانَ يَقُول أَو كَمَا قَالَ
٩ - حَدثنَا اسحاق بن ابراهيم أنبأ الْفضل بن مُوسَى ثَنَا الْحُسَيْن بن وَاقد عَن الرديني بن ابي مجلز عَن أَبِيه عَن قيس بن عباد قَالَ سَمِعت عمر يَقُول من سمع حَدِيثا فَرد كَمَا سمع فقد سلم
1 / 174
(١٠) حَدثنَا عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الدَّارمِيّ ثَنَا مَرْوَان الدِّمَشْقِي عَن اللَّيْث بن سعد حَدثنِي بكير بن الاشج قَالَ قَالَ لنا بسر بن سعيد اتَّقوا الله وتحفظوا من الحَدِيث فوَاللَّه لقد رَأَيْتنَا نجالس أَبَا هُرَيْرَة فَيحدث عَن رَسُول الله ﷺ عَن كَعْب وَحَدِيث كَعْب عَن رَسُول الله ﷺ
١١ - حَدثنَا اسحاق بن ابراهيم وَابْن رَافع وَعبد بن حميد قَالُوا ثَنَا عبد الرَّزَّاق ثَنَا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله بن عبد الله عَن ابْن عَبَّاس قَالَ فَلَمَّا ارْتقى عمر الْمِنْبَر أَخذ الْمُؤَذّن فِي أَذَانه فَلَمَّا فرغ من أَذَانه قَامَ عمر فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهله ثمَّ قَالَ أما بعد فَانِي اريد أَن أَقُول مقَالَة قد قدر أَن أقولها لَا أَدْرِي لَعَلَّهَا بَين يَدي أَجلي فَمن وعاها وعقلها وَعلمهَا وحفظها فليتحدث بهَا حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِ وَمن خشِي أَن لَا يعيها فَإِنِّي لَا أحل لَاحَدَّ أَن يكذب عَليّ
١٢ - حَدثنَا ابو بكر بن نَافِع ثَنَا عمر بن عَليّ عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عبد الله ابْن عَمْرو قَالَ سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول ثمَّ لقِيت عبد الله ابْن عَمْرو على رَأس الْحول فَسَأَلته فَرد عَليّ الحَدِيث كَمَا حدث قَالَ سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول ان الله جلّ وَعز لَا ينتزع الْعلم
١٣ - حَدثنَا اسحاق أخبرنَا مَرْوَان يَعْنِي ابْن مُعَاوِيَة ثَنَا الاعمش عَن عمَارَة ابْن عُمَيْر قَالَ ان كَانَ أَبُو معمر عبد الله بن سَخْبَرَة ليلحق أَبَا بَرزَة أَن يسمع مِنْهُ
١٤ - حَدثنَا عَمْرو النَّاقِد ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن اسماعيل بن أُمِّيّه قَالَ كُنَّا نرد نَافِعًا عَن اللّحن فيأبى الا الَّذِي سمع
1 / 175
١٥ - حَدثنَا الْحلْوانِي ثَنَا سُلَيْمَان بن حَرْب وعارم قَالَا ثَنَا حَمَّاد بن زيد عَن أَشْعَث عَن ابراهيم بن ميسرَة عَن مُجَاهِد قَالَ صلى بِنَا مسلمة بن مخلد صَلَاة الصُّبْح فَقَرَأَ بالبقرة فَمَا أسقط مِنْهَا ألفا وَلَا واوا وَأَنا يَوْمئِذٍ غُلَام يافع
١٦ - قلت لمُحَمد بن مهْرَان الرَّازِيّ أحدثكُم حَاتِم بن اسماعيل ثَنَا أُسَامَة ابْن زيد عَن أبي بكر بن حَفْص بن عمر بن سعد قَالَ قلت لسالم بن عبد الله فِي أَي الشق كَانَ ابْن عمر يشْعر بدنته قَالَ فِي الشق الايمن فَأتيت نَافِعًا فَقلت فِي أَي الشق كَانَ ابْن عمر يشْعر بدنته قَالَ فِي الشق الايسر فَقلت ان سالما أَخْبرنِي أَنه كَانَ يشْعر فِي الشق الايمن فَقَالَ نَافِع وَهل سَالم انما أَتَى ببدنتين مقرونتين صغيرتين فَفرق أَن يدْخل بَينهمَا فأشعر هَذِه فِي الايمن وَهَذِه فِي الايسر فَرَجَعت الى سَالم فَأَخْبَرته بقول نَافِع فَقَالَ صدق نَافِع عَلَيْكُم بِنَافِع فَإِنَّهُ أحفظ لحَدِيث عبد الله فَأقر بِهِ مُحَمَّد بن مهْرَان (١٧) حَدثنَا مُحَمَّد بن أبي عمر ثَنَا سُفْيَان عَن ابْن شبْرمَة قَالَ قَالَ الشّعبِيّ مَا جالست أحدا مذ عشْرين سنة حدث بِحَدِيث الا وَأَنا أعلم بِهِ مِنْهُ وَلَقَد نسيت من الْعلم مَا لَو قد حفظه أحد من النَّاس كَانَ بِهِ عَالما
١٨ - حَدثنَا ابْن أبي عمر ثَنَا سُفْيَان عَن ابْن شبْرمَة قَالَ قَالَ الشّعبِيّ لشباك أرد عَلَيْك مَا قلت لَاحَدَّ قطّ رد عَليّ
١٩ - حَدثنَا عبد بن حميد ثَنَا عبد الرَّزَّاق أَنا معمر قَالَ قَالَ قَتَادَة لسَعِيد احفظ عَليّ الْمُصحف قَالَ فافتح سُورَة الْبَقَرَة فقرأها حَتَّى خَتمهَا ثمَّ قَالَ هَل أسقطت شَيْئا قَالَ سعيد لَا فَقَالَ أَنا لصحيفة جَابر أحفظ من سُورَة الْبَقَرَة وَمَا قرىء عَليّ الا مرّة
٢٠ - حَدثنَا حجاج بن الشَّاعِر ثَنَا عَفَّان بن مُسلم ثَنَا بشر بن الْمفضل ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن اسحاق عَن الزُّهْرِيّ قَالَ مَا استعدت حَدِيثا قطّ وَلَا
1 / 176
شَككت فِي حَدِيث قطّ الا حَدِيثا وَاحِدًا فَسَأَلت صَاحِبي فاذا هُوَ كَمَا حفظت
٢١ - حَدثنَا مُحَمَّد بن عباد ثَنَا سُفْيَان عَن عَمْرو قَالَ مَا رَأَيْت أحدا أبْصر بِالْحَدِيثِ من الزُّهْرِيّ
٢٢ - حَدثنَا عبد الْوَارِث بن عبد الصَّمد حَدثنِي أبي حَدثنَا شُعْبَة قَالَ حَدثنِي رجلَانِ صادقان من لباب الحَدِيث عمرَان بن حدير وَسليمَان التَّيْمِيّ
٢٣ - حَدثنَا الْحلْوانِي ثَنَا شَبابَة ثَنَا شُعْبَة قَالَ شكّ ابْن عون أصدق عِنْدِي من حَدِيث آخر عنْدكُمْ صَدُوق صَدُوق
٢٤ - حَدثنَا الْوَلِيد بن شُجَاع قَالَ سَمِعت عَليّ بن مسْهر يذكر عَن سُفْيَان قَالَ حفاظ النَّاس أَرْبَعَة يحيى بن سعيد الانصاري واسماعيل بن أبي خَالِد وَعبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان وَعَاصِم الاحول
٢٥ - حَدثنَا مَحْمُود بن غيلَان ثَنَا وَكِيع قَالَ سَمِعت شُعْبَة يَقُول سُفْيَان الثَّوْريّ أحفظ مني وَمَا حَدثنِي عَن شيخ الا واذا سَأَلت الشَّيْخ حَدثنِي على مَا قَالَ سُفْيَان
٢٦ - حَدثنَا الْوَلِيد بن شُجَاع قَالَ ذهبت مَعَ سُفْيَان الى هِشَام بن عُرْوَة فَجعل سُفْيَان يسْأَل هشاما وَهِشَام يحدثه حَتَّى اذا فرغ قَالَ لَهُ سُفْيَان أعيدها عَلَيْك فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ ثمَّ قَامَ سُفْيَان وَأذن لاصحاب الحَدِيث فَدخلت مَعَهم فَجعل اذا حدث أَرَادوا الاملاء فَقَالَ لَهُم هِشَام احْفَظُوا كَمَا حفظ صَاحبكُم قَالُوا لَا نقدر أَن نَحْفَظ كَمَا حفظ
٢٧ - حَدثنَا الْحلْوانِي ثَنَا سُلَيْمَان بن حَرْب ثَنَا حَمَّاد بن زيد قَالَ ابْن عون يسألني كَيفَ قَالَ أَيُّوب كَذَا فَأخْبرهُ فَإِن كَانَ خَالفه ترك ابْن عون ذَاك الحَدِيث فَأَقُول لَهُ لم تتركه فَيَقُول ان أَيُّوب كَانَ أعلمنَا بِالْحَدِيثِ
1 / 177
٢٨ - حَدثنَا حجاج بن الشَّاعِر سَمِعت أَبَا أُسَامَة يَقُول اخْتلف الاعمش وَطَلْحَة فِي حَدِيث فَقَالَ للاعمش أَرَأَيْت لَو أَنَّك سمعته سبعا وسمعته مرّة أَيّنَا كَانَ أحفظ قَالَ أَنْت
٢٩ - قَالَ ابْن عُيَيْنَة مَا رَأَيْت قطّ أثبت من عبد الْكَرِيم قَالَ عبد الرَّحْمَن قَتَادَة أحفظ من خمسين مثله قَالَ دخلت على أبي مُوسَى وَهُوَ يحتجم لَيْلًا وَسَاقه وَهَارُون الاعور كَانَ صَدُوقًا حَافِظًا وَذكر حفظ شُعْبَة وَزُهَيْر بن مُعَاوِيَة
٣٠ - حَدثنَا الْحلْوانِي قَالَ سَمِعت يزِيد بن هَارُون يَقُول أدْركْت الْبَصْرَة واذا اخْتلفُوا فِي حَدِيث نطقوا بِكِتَاب عبد الْوَارِث
٣١ - قَالَ قَتَادَة لَا تقل فلَان أحفظ النَّاس وَالله أعلم وَلَكِن قل هُوَ أثبت وَأعلم وأحفظ وَذكر عَن الزُّهْرِيّ
٣٢ - حَدثنَا عَمْرو بن عَليّ ثَنَا عَفَّان قَالَ كُنَّا عِنْد اسماعيل بن علية جُلُوسًا قَالَ فَحدث رجل عَن رجل فَقلت ان هَذَا لَيْسَ بثبت فَقَالَ الرجل اغْتَبْته قَالَ اسماعيل مَا اغتابه وَلكنه حكم أَنه لَيْسَ بثبت
٣٣ - حَدثنَا حجاج بن الشَّاعِر قَالَ ثَنَا شبابه قَالَ شُعْبَة قد لقِيت شهرا فَلم أَعْتَد بِهِ
٣٤ - حَدثنَا حجاج ثَنَا سُلَيْمَان بن حَرْب ثَنَا حَمَّاد بن زيد قَالَ قَالَ أَيُّوب ان لي جارا ثمَّ ذكر من فَضله وَلَو شهد على تمرتين مَا رَأَيْت شَهَادَته جَائِزَة
٣٥ - حَدثنِي مُحَمَّد بن الْمثنى قَالَ قَالَ لي عبد الرَّحْمَن بن مهْدي يَا أَبَا مُوسَى أهل الْكُوفَة يحدثُونَ عَن كل أحد قلت يَا أَبَا سعيد هم يَقُولُونَ انك تحدث عَن كل أحد قَالَ عَمَّن أحدث فَذكرت لَهُ مُحَمَّد بن رَاشد المكحولي
1 / 178
فَقَالَ لي احفظ عني النَّاس ثَلَاثَة رجل حَافظ متقن فَهَذَا لَا يخْتَلف فِيهِ وَآخر يهم وَالْغَالِب على حَدِيثه الصِّحَّة فَهُوَ لَا يتْرك وَلَو ترك حَدِيث مثل هَذَا لذهب حَدِيث النَّاس وَآخر الْغَالِب على حَدِيثه الْوَهم فَهَذَا يتْرك حَدِيثه
سَمِعت أَبَا الْحُسَيْن مُسلم بن الْحجَّاج يَقُول وَقد ذكرنَا من مَذَاهِب أهل الْعلم وأقاويلهم فِي دَرَجَات الْحفاظ من وعاة الْعلم ونقال الاخبار وَالسّنَن والْآثَار مَا يسْتَدلّ بِهِ ذُو اللب على تفَاوت أَحْوَالهم ومنازلهم فِي الْحِفْظ وبأسبابه فَيعلم أَن مِنْهُم المتوقي المتقن لما حصل من علم وَمَا أدّى مِنْهُ الى غَيره وان مِنْهُم من هُوَ دونه فِي رداءة الْحِفْظ والتساهل فِيهِ وان مِنْهُم المتوهم فِيهِ غير المتقن فَهَذَا كَمَا يجب حَامِلا حِين يحمل أَو حاكيا حِين يَحْكِي
وَقد اشْترط النَّبِي ﷺ على سامع حَدِيثه ومبلغه حِين دَعَا لَهُ أَن يعيه ويحفظ ثمَّ يُؤَدِّيه كَمَا سَمعه فالمؤدي لذَلِك بالتوهم غير الْمُتَيَقن مؤد على خلاف مَا شَرط النَّبِي ﷺ وَغير دَاخل فِي جزيل مَا يُرْجَى من اجابة دَعوته عَلَيْهِ وَالله أعلم
فان كَانَ الْمُؤَدِّي جَاءَ بِخَبَر عَن الرَّسُول ﷺ بالتوهم قد أَزَال معنى الْخَبَر بتوهمه عَن الْجِهَة الَّتِي قَالَه بِنُقْصَان فِيهِ أَو زِيَادَة حَتَّى يصير قَائِلا على رَسُول الله ﷺ كمن لَا يعلم لم يُؤمن عَلَيْهِ الدُّخُول فِيمَا صَحَّ بِهِ الْخَبَر عَن رَسُول الله ﷺ فِي قَوْله من كذب عَليّ مُتَعَمدا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار لَان عَلَيْهِ أَن يعلم أَن عمد التَّوَهُّم فِي نقل خبر النَّبِي ﷺ محرم فاذا علم ذَلِك ثمَّ لم يتحاش من فعله فقد دخل فِي بَاب تعمد الْكَذِب فان كَانَ لم يعلم تَحْرِيم ذَلِك فَهُوَ جَاهِل لما يجب عَلَيْهِ وَالْوَاجِب عَلَيْهِ تعلم تَحْرِيمه والانزجار عَن فعله
1 / 179
وَسَنذكر الْآن ان شَاءَ الله الاحاديث المنقولة الموسومة عِنْد أهل الْعلم بالاغاليط فِيهَا فِي اسانيدها ومتونها حَدِيثا حَدِيثا ونخبر فِيهَا بالعلل الَّتِي من أجلهَا صَارَت أَخْبَار أغاليط بشرح وُجُوهنَا بِهِ وأشباهها لمن أَرَادَ مَعْرفَتهَا ان وفْق الله لجمعها وَبِاللَّهِ توفيقنا واليه مرجعنا سَمِعت مُسلما يَقُول
ذكر الاخبار الَّتِي نقلت على الْغَلَط فِي متونها
٣٦ - حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار ثَنَا يحيى بن سعيد وَمُحَمّد بن جَعْفَر قَالَا ثَنَا شُعْبَة عَن سَلمَة بن كهيل قَالَ سَمِعت حجرا أَبَا العنبس يَقُول حَدثنِي عَلْقَمَة ابْن وَائِل عَن وَائِل عَن النَّبِي ﷺ وثنا اسحاق أَنا أَبُو عَامر ثَنَا شُعْبَة عَن سَلمَة سَمِعت حجرا أَبَا العنبس يحدث عَن وَائِل بن حجر عَن النَّبِي ﷺ بِهَذَا الحَدِيث كلهم عَن شُعْبَة عَن سَلمَة عَن حجر عَن عَلْقَمَة عَن وَائِل الا اسحاق عَن أبي عَامر فَإِنَّهُ لم يذكر عَلْقَمَة وَذكر الْبَاقُونَ كلهم عَلْقَمَة
سَمِعت مُسلما قَالَ أَخطَأ شُعْبَة فِي هَذِه الرِّوَايَة حِين قَالَ وأخفى صَوته وَسَنذكر ان شَاءَ الله رِوَايَة من حَدِيث شُعْبَة فِيهَا فَأَصَابَهُ
٣٧ - حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَزُهَيْر بن حَرْب واسحاق بن ابراهيم فَقَالُوا ثَنَا وَكِيع ثَنَا سُفْيَان عَن سَلمَة بن كهيل عَن حجر بن عَنْبَس عَن وَائِل قَالَ سَمِعت النَّبِي ﷺ قَرَأَ وَلَا الضَّالّين قَالَ آمين يمد بهَا صَوته
1 / 180
٣٨ - حَدثنَا أَبُو كريب ثَنَا أسود بن عَامر ثَنَا شريك عَن سماك عَن عَلْقَمَة عَن أَبِيه قَالَ سَمِعت رَسُول الله ﷺ يجْهر بآمين سَمِعت مُسلما يَقُول قد تَوَاتَرَتْ الرِّوَايَات كلهَا أَن النَّبِي ﷺ جهر بآمين وَقد روى عَن وَائِل مَا يدل على ذَلِك
٣٩ - حَدثنَا يحيى بن يحيى قَالَ قَرَأت على مَالك بن أنس عَن ابْن شهَاب عَن سعيد وَأبي سَلمَة أَنَّهُمَا أخبراه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله ﷺ قَالَ اذا أَمن الامام فَأمنُوا فَإِنَّهُ من وَافق تأمينه تَأْمِين الْمَلَائِكَة غفر لَهُ سَمِعت مُسلما يَقُول
ذكر الاحاديث الَّتِي نقلت على الْغَلَط فِي متونها
٤٠ - حَدثنَا أَحْمد بن يُونُس ثَنَا زُهَيْر ثَنَا أَبُو اسحاق قَالَ سَأَلت الاسود ابْن يزِيد عَمَّا حدثت عَائِشَة عَن صَلَاة رَسُول الله ﷺ قَالَت كَانَ ينَام أول اللَّيْل وَيحيى آخِره وان كَانَت لَهُ حَاجَة الى أَهله قضى حَاجته وَلم يمس مَاء حَتَّى ينَام سَمِعت مُسلما يَقُول فَهَذِهِ الرِّوَايَة عَن أبي اسحاق خاطئة وَذَلِكَ أَن النَّخعِيّ وَعبد الرَّحْمَن بن الاسود جَاءَا بِخِلَاف مَا روى أَبُو اسحاق
1 / 181
٤١ - حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة ثَنَا ابْن علية ووكيع وغندر عَن شُعْبَة عَن الحكم عَن ابراهيم عَن الاسود عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ رَسُول الله ﷺ اذا كَانَ جنبا فَأَرَادَ أَن يَأْكُل أَو ينَام تَوَضَّأ وضوءه
٤٢ - حَدثنَا ابْن نمير ثَنَا أبي ثَنَا حجاج عَن عبد الرَّحْمَن بن الاسود عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ رَسُول الله ﷺ يجنب ثمَّ يتَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة ثمَّ ينَام حَتَّى يصبح
٤٣ - حَدثنَا يحيى بن يحيى وَابْن رمح وقتيبة عَن اللَّيْث عَن ابْن شهَاب عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله ﷺ كَانَ اذا أَرَادَ أَن ينَام وَهُوَ جنب تَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة قبل أَن ينَام
سَمِعت مُسلما يَقُول
وَمن الاخبار المنقولة على الْوَهم فِي الْمَتْن دون الاسناد
٤٤ - حَدثنَا الْحسن الْحلْوانِي ثَنَا يَعْقُوب بن ابراهيم ثَنَا أبي عَن صَالح عَن ابْن شهَاب أَن أَبَا بكر بن سُلَيْمَان بن أبي حثْمَة اخبره أَنه بلغه أَن النَّبِي ﷺ صلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ سلم فَقَالَ ذُو الشمالين بن عبد عَمْرو يَا رَسُول الله أقصرت الصَّلَاة أم نسيت فَقَالَ رَسُول الله لم تقصر الصَّلَاة وَلم أنس قَالَ ذُو الشمالين قد كَانَ ذَلِك يَا رَسُول الله
فَأقبل رَسُول الله ﷺ على النَّاس فَقَالَ أصدق ذُو الْيَدَيْنِ قَالُوا نعم فَقَامَ رَسُول الله ﷺ فَأَتمَّ مَا بَقِي من الصَّلَاة وَلم يسْجد السَّجْدَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تسجدان اذا شكّ الرجل فِي صلَاته حَتَّى لقاه النَّاس
1 / 182
٤٥ - قَالَ ابْن شهَاب وَأَخْبرنِي ابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة وَأَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَأَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن وَعبيد الله بن عبد الله سَمِعت مُسلما يَقُول وَخبر ابْن شهَاب هَذَا فِي قصَّة ذِي الْيَدَيْنِ وهم غير مَحْفُوظ لتظاهر الاخبار الصِّحَاح عَن رَسُول الله ﷺ فِي هَذَا (
٤٦ -) حَدثنَا عَمْرو النَّاقِد ثَنَا سُفْيَان ثَنَا أَيُّوب سَمِعت أبن سِيرِين يَقُول سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة وَسَاقه فِي هَذَا
٤٧ - حَدثنَا أَبُو كريب ثَنَا أَبُو أُسَامَة ثَنَا عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر
٤٨ - حَدثنَا ابو بكر بن ابي شيبَة ثَنَا اسماعيل بن ابراهيم عَن خَالِد الْحذاء عَن أبي قلَابَة عَن أبي الْمُهلب عَن عمرَان كل هَؤُلَاءِ ذكرُوا فِي حَدِيثهمْ أَن رَسُول الله وَسلم حِين سَهَا فِي صلَاته يَوْم ذِي الْيَدَيْنِ سجد سَجْدَتَيْنِ بعد أَن أتم الصَّلَاة سَمِعت مُسلما يَقُول فقد صَحَّ بِهَذِهِ الرِّوَايَات الْمَشْهُورَة المستفيضة فِي سُجُود رَسُول الله ﷺ يَوْم ذِي الْيَدَيْنِ أَن الزُّهْرِيّ واهم فِي رِوَايَته اذ نفى ذَلِك فِي خَبره من فعل رَسُول الله ﷺ
سَمِعت مُسلما يَقُول
الْخَبَر الْمَنْقُول على الْوَهم فِي مَتنه
(٤٩) حَدثنِي الْحسن الْحلْوانِي وَعبد الله بن عبد الرَّحْمَن الدَّارمِيّ قَالَا ثَنَا عبيد الله بن عبد الْمجِيد ثَنَا كثير بن زيد حَدثنِي يزِيد بن أبي زِيَاد عَن كريب عَن ابْن عَبَّاس قَالَ بت عِنْد خَالَتِي مَيْمُونَة فاضطجع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ
1 / 183
وَسلم فِي طول الوسادة واضطجعت فِي عرضهَا فَقَامَ رَسُول الله ﷺ فَتَوَضَّأ وَنحن نيام ثمَّ قَامَ فصلى فَقُمْت عَن يَمِينه فجعلني عَن يسَاره فَلَمَّا صلى قلت يَا رَسُول الله وَسَاقه
سَمِعت مُسلما يَقُول وَهَذَا خبر غلط غير مَحْفُوظ لتتابع الاخبار الصِّحَاح بِرِوَايَة الثِّقَات على خلاف ذَلِك أَن ابْن عَبَّاس انما قَامَ عَن يسَار رَسُول الله ﷺ فحوله حَتَّى أَقَامَهُ عَن يَمِينه وَكَذَلِكَ سنة رَسُول الله ﷺ فِي سَائِر الاخبار عَن ابْن عَبَّاس أَن الْوَاحِد مَعَ الامام يقوم عَن يَمِين الامام لَا عَن يسَاره
سَمِعت مُسلما يَقُول وَسَنذكر ان شَاءَ الله رِوَايَة أَصْحَاب كريب عَن كريب عَن ابْن عَبَّاس ثمَّ نذْكر بعد ذَلِك رِوَايَة سَائِر أَصْحَاب ابْن عَبَّاس عَن ابْن عَبَّاس بموافقتهم كريبا
٥٠ - حَدثنَا ابْن أبي عمر ثَنَا سُفْيَان عَن عَمْرو بن دِينَار عَن كريب عَن ابْن عَبَّاس أَنه بَات لَيْلَة عِنْد مَيْمُونَة فَقَامَ رَسُول الله ﷺ من اللَّيْل فَتَوَضَّأ قَالَ ابْن عَبَّاس فَقُمْت فصنعت مثل مَا صنع النَّبِي ﷺ ثمَّ جِئْت فَقُمْت عَن يسَاره فجعلني عَن يَمِينه ومخرمة بن سُلَيْمَان عَن كريب وَسَلَمَة بن كهيل عَن أبي رشدين وَسَلَمَة عَن كريب وَسَالم بن أبي الْجَعْد عَن كريب وهشيم عَن أبي بشر عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس
1 / 184
وَأَيوب عَن عبد الله عَن أَبِيه وَالْحكم عَن سعيد بن جُبَير وَابْن جريج عَن عَطاء وَقيس بن سعد عَن عَطاء وَأبي نَضرة عَن ابْن عَبَّاس وَالشعْبِيّ عَن ابْن عَبَّاس وطاووس عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس
سَمِعت أَبَا الْحُسَيْن يَقُول فقد صَحَّ بِمَا ذكرنَا من الاخبار الصِّحَاح عَن كريب وَسَائِر اصحاب ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي ﷺ أَقَامَهُ عَن يسَاره وهم وَخطأ غير ذِي شكّ
٥١ - وكالذي صَحَّ عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي ﷺ أَقَامَهُ عَن يَمِينه رِوَايَة جَابر بن عبد الله عَن النَّبِي ﷺ فِي قصَّة أبي حزرة عَن عبَادَة بن الصَّامِت بن عبَادَة أَتَيْنَا جَابِرا فَقَالَ قَامَ رَسُول الله ﷺ فصلى ثمَّ جِئْت فَقُمْت عَن يسَار رَسُول الله ﷺ فَأخذ بيَدي فأدارني حَتَّى أقامني عَن يَمِينه ثمَّ جَاءَ جَبَّار بن صَخْر فَقَامَ عَن يسَار رَسُول الله ﷺ فَأخذ بِأَيْدِينَا جَمِيعًا فدفعنا حَتَّى أقامنا خَلفه وَكَذَلِكَ روى مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر
1 / 185
سَمِعت مُسلما يَقُول
وَمن الاخبار الَّتِي يهم فِيهَا بعض نَاقِلِيهَا
(٥٢) حَدثنَا يحيى بن يحيى وَأَبُو كريب وَمُحَمّد بن حَاتِم قَالُوا ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن زَيْنَب عَن أم سَلمَة أَن رَسُول الله ﷺ أمرهَا أَن توافي مَعَه صَلَاة الصُّبْح يَوْم النَّحْر بِمَكَّة سَمِعت مُسلما يَقُول وَهَذَا الْخَبَر وهم من أبي مُعَاوِيَة لَا من غَيره وَذَلِكَ أَن النَّبِي ﷺ صلى الصُّبْح فِي حجَّته يَوْم النَّحْر بِالْمُزْدَلِفَةِ وَتلك سنة رَسُول الله ﷺ فَكيف يَأْمر أم سَلمَة أَن توافي مَعَه صَلَاة الصُّبْح يَوْم النَّحْر بِمَكَّة وَهُوَ حِينَئِذٍ يُصَلِّي بِالْمُزْدَلِفَةِ
سَمِعت مُسلما يَقُول هَذَا خبر محَال وَلَكِن الصَّحِيح من روى هَذَا الْخَبَر عَن أبي مُعَاوِيَة وَهُوَ أَن النَّبِي ﷺ أَمر أَن توافي صَلَاة الصُّبْح يَوْم النَّحْر بِمَكَّة وَكَانَ يَوْمهَا فَأحب أَن توافي وانما أفسد أَبُو مُعَاوِيَة معنى الحَدِيث حِين قَالَ توافي مَعَه
سَمِعت مُسلما يَقُول وَسَنذكر ان شَاءَ الله رِوَايَة أَصْحَاب هِشَام عَن هِشَام هَذَا الحَدِيث ليتبين من صَوَاب مصيبهم فِيهِ وَخطأ مخطئهم
٥٣ - حَدثنَا ابْن أبي عمر ثَنَا سُفْيَان ثَنَا هِشَام عَن أَبِيه أَن رَسُول الله ﷺ أَمر أم سَلمَة أَن تصلي الصُّبْح يَوْم النَّحْر بِمَكَّة وَكَانَ يَوْمهَا فَأحب أَن توافقه وروى هَذَا الحَدِيث عَبدة عَن هِشَام
1 / 186
وَيحيى عَن هِشَام فَالرِّوَايَة الصَّحِيحَة من هَذَا الْخَبَر مَا رَوَاهُ الثَّوْريّ عَن هِشَام وَقد روى وَكِيع أَيْضا فَوَهم فِيهِ كنحو مَا وهم فِيهِ أَبُو مُعَاوِيَة (
٥٤ -) حَدثنَا أَبُو بكر ثَنَا وَكِيع عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن النَّبِي ﷺ أَمر أم سَلمَة أَن توافيه الصُّبْح بمنى
سَمِعت مُسلما يَقُول وسبيل وَكِيع كسبيل أَبى مُعَاوِيَة أَن النَّبِي ﷺ صلى الصُّبْح يَوْم النَّحْر بِالْمُزْدَلِفَةِ دون غَيرهَا من الاماكن لَا محَالة
سَمِعت مُسلما يَقُول
وَمن فَاحش الْوَهم لِابْنِ لَهِيعَة
(٥٥) حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب ثَنَا اسحاق بن عِيسَى ثَنَا ابْن لَهِيعَة قَالَ كتب الي مُوسَى بن عقبَة يَقُول حَدثنِي بسر بن سعيد عَن زيد بن ثَابت أَن رَسُول الله ﷺ احْتجم فِي الْمَسْجِد قلت لِابْنِ لَهِيعَة مَسْجِد فِي بَيته قَالَ مَسْجِد الرَّسُول ﷺ سَمِعت مُسلما يَقُول وَهَذِه رِوَايَة فَاسِدَة من كل جِهَة فَاحش خطؤها فِي الْمَتْن والاسناد جَمِيعًا وَابْن لَهِيعَة الْمُصحف فِي مَتنه الْمُغَفَّل فِي اسناده وانما الحَدِيث أَن النَّبِي ﷺ احتجر فِي الْمَسْجِد بخوصة أَو حَصِير يُصَلِّي فِيهَا وَسَنذكر صِحَة الرِّوَايَة فِي ذَلِك ان شَاءَ الله
٥٦ - حَدثنِي مُحَمَّد بن حَاتِم ثَنَا بهز بن أَسد ثَنَا وهيب حَدثنِي مُوسَى بن عقبَة قَالَ سَمِعت أَبَا النَّضر يحدث عَن بسر بن سعيد عَن زيد بن ثَابت أَن النَّبِي ﷺ اتخذ حجرَة فِي الْمَسْجِد من حَصِير فصلى رَسُول الله صلى
1 / 187
الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهَا ليَالِي حَتَّى اجْتمع اليه أنَاس ثمَّ فقدوا صَوته لَيْلَة وظنوا أَنه قد نَام فَجعل بَعضهم يَتَنَحْنَح بِأَن يخرج اليهم وَسَاقه
٥٧ - حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر ثَنَا عبد الله بن سعيد ثَنَا سَالم ابو النَّضر مولى عمر بن عبيد الله عَن بسر بن سعيد عَن زيد بن ثَابت قَالَ احتجر رَسُول الله ﷺ بخصفة أَو حَصِير فَخرج رَسُول الله ﷺ
سَمِعت مُسلما يَقُول الرِّوَايَة الصَّحِيحَة فِي هَذَا الحَدِيث مَا ذكرنَا عَن وهيب وَذكرنَا عَن عبد الله بن سعيد عَن أبي النَّضر وَابْن لَهِيعَة انما وَقع فِي الْخَطَأ من هَذِه الرِّوَايَة أَنه أَخذ الحَدِيث من كتاب مُوسَى بن عقبَة اليه فِيمَا ذكر وَهِي الآفة الَّتِي نخشى على من أَخذ الحَدِيث من الْكتب من غير سَماع من الْمُحدث أَو عرض عَلَيْهِ فَإِذا كَانَ أحد هذَيْن السماع أَو الْعرض فخليق أَن لَا يَأْتِي صَاحبه التَّصْحِيف الْقَبِيح وَمَا أشبه ذَلِك من الْخَطَأ الْفَاحِش ان شَاءَ الله وَأما الْخَطَأ فِي اسناد رِوَايَة ابْن لَهِيعَة فَقَوله كتب الي مُوسَى بن عقبَة يَقُول حَدثنِي بسر بن سعيد ومُوسَى انما سمع هَذَا الحَدِيث من أبي النَّضر يرويهِ عَن بسر بن سعيد
سَمِعت مُسلما يَقُول
وَمن الاخبار المنقولة على الْوَهم فِي الاسناد والمتن جَمِيعًا
٥٨ - حَدثنَا أَبُو بكر ثَنَا أَبُو خَالِد عَن أَيمن عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن النَّبِي ﷺ أَنه كَانَ يَقُول بِسم الله وَبِاللَّهِ والتحيات لله
1 / 188