وقال: ﴿قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ﴾، ومثل هذا كثير، ثم وجدنا أن لغة العرب يدخلها المجاز فكذلك «هنا لأنه» بلغة العرب.
فإن قيل: لا نسلم أن لغة العرب يدخلها المجاز.
قيل: قد أجبنا عن هذا الفصل قبله.
وأيضًا فإن حد المجاز: هو ما يجوز أن يعرب عن الشيء بخلاف ما وضع له، وهو أحد زيادة أو نقصان أو استعارة أو تقديم أو تأخير، وهذه الأشياء موجودة في القرآن.
فأما الزيادة، فمثل قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ فهذه كاف زائدة لا يحتاج إليها.
وأما النقصان فمثل قوله تعالى: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾ وإن كان معناها أهل القرية، وكذلك قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ﴾ معناه صاحب قول الحق.
فأما الاستعارة فمثل قوله تعالى: ﴿جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ﴾ «وإن» كان الجدار ليس له إرادة، فاستعار