172

Tamhid Wa Bayan

التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان

Investigator

د. محمود يوسف زايد

Publisher

دار الثقافة-الدوحة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٥

Publisher Location

قطر

مَكَّة مُعْتَمِرًا حَتَّى فرغ من الْمَنَاسِك وَلم ينكروا ذَلِك على رض = وَلَو كَانَ مُنْكرا لماتابعوه على رَأْيه فَإِن قيل إِنَّه إعطى من مَال الصَّدَقَة ووفر أقرباءه فَالْجَوَاب أَن عُثْمَان رض = أعلم مِمَّن أنكر عَلَيْهِ وَالْإِمَام إِذا رأى الْمصلحَة فِي فعل شَيْء فعله فَلَا يكون إِنْكَار من جهل الْمصلحَة فِي ذَلِك حجَّة على من عرفهَا فَإِنَّهُ لَا يَخْلُو زمَان من قوم يجهلون وَيُنْكِرُونَ الْحق من حَيْثُ لَا يعرفونه فقد فرق رَسُول الله ﷺ غَنَائِم خَيْبَر فِي الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم يَوْم الْجِعِرَّانَة وَترك الْأَنْصَار لما رأى فِي ذَلِك من الْمصلحَة حَتَّى قَالُوا تقسم غنائمنا فِي النَّاس وسيوفنا تقطر من دِمَائِهِمْ وجهلوا مَا رأه النَّبِي ﵊ من الْمصلحَة وَذَلِكَ أعظم مِمَّا فعله عُثْمَان رض = وَلِأَن مَال الْمُؤَلّفَة من الْغَنِيمَة فَلَا يلْزم عُثْمَان من أنكر عَلَيْهِ إِلَّا مَا لزم رَسُول الله ﷺ حِين رأى الْمصلحَة فِيمَا فعل إقتداء رَسُول الله ﷺ فَإِن قيل الَّذِي أعْطى رَسُول الله كَانَ من الْخمس قيل لَهُ لَو كَانَ من الْخمس لما أنْكرت الْأَنْصَار ذَلِك وَلما قَالَت غنائمنا ولقال رَسُول الله ﷺ إِنَّمَا أعطيتم من مَال الله أَلا ترَاهُ إستمال قُلُوبهم بقوله أَلا ترْضونَ أَن يذهب النَّاس بالأموال وَتَذْهَبُونَ برَسُول الله إِلَى بُيُوتكُمْ قَالُوا رَضِينَا والْحَدِيث مَشْهُور فَإِن قيل بِأَن عُثْمَان رض = ضرب عمارا قيل هَذَا لَا يثبت وَلَو ثَبت فَإِن للْإِمَام أَن يُؤَدب بعض رَعيته بِمَا يرَاهُ وَإِن كَانَ خطأألاترى أَن النَّبِي ﵊ أقص من نَفسه وأقاد وَكَذَلِكَ أَبُو بكر وَعمر رض = أدبارعيتهما باللطم والدرة وأقادا من أَنفسهمَا وَذَلِكَ لما أصَاب رَسُول الله ﷺ بطن رجل بخشبه فجرحه فَرفع قَمِيصه وَقَالَ تعال فاقتص فَعَفَا عَنهُ وَجَاء رجل إِلَى أبي بكر رض = يستحمله فَلَطَمَهُ فَأنْكر ذَلِك النَّاس فَقَالَ أَبُو بكر رض = أَنه إستحملني فحملتة فبلغني أَنه بَاعه ثمَّ قَالَ لَهُ

1 / 190