Tamhid Tarikh Falsafa Islamiyya

Mustafa Cabd Razzaq d. 1366 AH
179

Tamhid Tarikh Falsafa Islamiyya

تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية

Genres

وقال ابن عبد البر أيضا في الكتاب نفسه: «قال أبو عمر: من ذكرنا قوله في هذا الباب فإنما ذهب في ذلك مذهب العرب؛ لأنهم كانوا مطبوعين على الحفظ مخصوصين بذلك، والذين كرهوا الكتابة كابن عباس والشعبي وابن شهاب والنخعي وقتادة ومن ذهب مذهبهم وجبل جبلتهم، كانوا قد طبعوا على الحفظ، فكان أحدهم يجتزي بالسمعة، ألا ترى ما جاء عن ابن شهاب أنه كان يقول: إني لأمر بالبقيع فأسد آذاني مخافة أن يدخل فيها شيء من الخنا، فوالله، ما دخل أذني شيء قط فنسيته، وجاء عن الشعبي نحوه وهؤلاء كلهم عرب.»

122

وفي «تاريخ التشريع الإسلامي»

123

للشيخ محمد الخضري بك: «وقال السيوطي في «تنوير الحوالك شرح موطأ الإمام مالك»: أخرج الهروي في ذم الكلام من طريق الزهري، قال أخبرني عروة بن الزبير، أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن واستشار فيه أصحاب رسول الله، فأشار عليه عامتهم بذلك، فلبث شهرا يستخير الله في ذلك شاكا فيه، ثم أصبح يوما، وقد عزم الله له فقال: إني كنت ذكرت لكم من كتابة السنن ما قد علمتم، ثم تذكرت، فإذا أناس من أهل الكتاب من قبلكم قد كتبوا مع كتاب الله كتبا، فأكبوا عليها، وتركوا كتاب الله، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشيء ، فترك كتابة السنن، وقال ابن سعد في «الطبقات»: أخبرنا قبيصة بن عقبة، أنبأنا سفيان عن معمر عن الزهري قال: أراد عمر أن يكتب السنن فاستخار الله شهرا، ثم أصبح وقد عزم له، فقال ذكرت قوما كتبوا كتابا فأقبلوا عليه وتركوا كتاب الله. ا.ه.»

124

ولما مضى عهد الصحابة ما بين تسعين ومائة من الهجرة، وجاء عهد التابعين انتقل أمر الفتيا والعلم بالأحكام إلى الموالي إلا قليلا.

جاء في كتاب «مناقب الإمام الأعظم» للبزار: «عن عطاء قال: دخلت على هشام بن عبد الملك فقال: هل لك علم بعلماء الأمصار؟ قلت: بلى، قال: فمن فقيه المدينة؟ قلت: نافع مولى ابن عمر المتوفى سنة 117ه/735م، وفقيه مكة عطاء بن رباح المولى المتوفى سنة 114ه/732م، وفقيه اليمن طاوس بن كيسان المولى، وهو فارسي توفي سنة 106ه/724-725م، وفقيه الشام مكحول (مات سنة بضع ومائة)، وفقيه الجزيرة ميمون بن مهران المولى (مات سنة 117ه/745م) وفقيها البصرة الحسن وابن سيرين (محمد بن سيرين أبو بكر بن أبي عمرة مات سنة 110ه/728-729م) الموليان، وفقيه الكوفة إبراهيم النخعي العربي (أبو عمران إبراهيم بن يزيد مات سنة 95ه/713-714). قال هشام: لولا قولك عربي لكادت نفسي تخرج.»

125

وجاء في كتاب «الخطط» للمقريزي: «وعن عون بن سليمان الحضرمي قال: كان عمر بن عبد العزيز قد جعل الفتيا بمصر إلى ثلاثة رجال: رجلان من الموالي، ورجل من العرب، فأما العربي فجعفر بن ربيعة، وأما الموليان فيزيد بن أبي حبيب، وعبد الله بن أبي جعفر، فكأن العرب أنكروا ذلك، فقال عمر بن عبد العزيز: ما ذنبي إذا كانت الموالي تسمو.»

Unknown page