Tamhid Tarikh Falsafa Islamiyya
تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية
Genres
منه، وهذا التعرض لكتاب المسلمين المقدس بالبحث يكاد يكون من نوع ما فعل فلاسفة الأوروبيين في تمحيص التوراة والإنجيل كما تمحص سائر الكتب.
وكذلك صنع داود اشتروس
35
ورنان في مؤلفاتهما.»
36
ومنك إذ يقول: «إن الفلسفة العربية تقلبت في جميع الأدوار التي مرت بها الفلسفة المسيحية» يخالف قول تنمان: «إن كتاب الإسلام المقدس يعوق النظر العقلي الحر»، ويثبت أن الإسلام ليس دون المسيحية اتساعا لنمو الفلسفة وتطورها، وهو أيضا بقوله هذا لا يؤيد دعوى انحطاط الجنس السامي عن الجنس الآري فيما يتعلق بالبحث الفلسفي.
ولمنك رأي مخالف لرأي رنان في اختيار المسلمين لأرسطو يبينه كما يلي: «اختير أرسطو من بين الفلاسفة؛ لأن منهجه التجريبي أدنى إلى موافقة ميل العرب العلمي الوضعي من منهج أفلاطون المثالي، ولأن منطق أرسطو كان يعتبر سلاحا مجديا في المنازعات المستمرة بين أهل المذاهب الكلامية.»
37
ومقال منك هذا يناقض رأي رنان في سبب إيثار العرب لأرسطو، ويناقضه أيضا في دعوى الطبيعة السامية المجدبة في الفلسفة، فإن الطبيعة العلمية الوضعية التي تلائم طبيعة أرسطو لا تكون جدبة من الناحية الفلسفية إلا إذا كانت طبيعية أرسطو المعلم الأول جدبة من الناحية الفلسفية. (4) تلخيص اختلاف الرأي ما بين بداية القرن التاسع عشر ونهايته
كان الرأي العلمي عند الغربيين في الفلسفة العربية مستهل القرن التاسع عشر مبنيا في جملته على القضايا الخمس التي استخلصناها من مقال تنمان، والتي كانت يومئذ تكاد تكون من المسلمات فيما يظهر. وفي أواخر ذلك القرن اختلف النظر في تلك الأحكام، ولم تعد مسلمة ما عدا قضية واحدة لعلها لا تزال إلى اليوم غير مكذبة: وهي أن مصنفات الفلاسفة الإسلاميين لما تدرس حق دراستها؛ فلا اتفاق على التعبير بالفلسفة العربية نسبة إلى الجنس العربي، ولا على بيان ما تشتمل عليه هذه الفلسفة، ولا على أن الفلسفة العربية بأقسامها شرح مضعف مشوه لمذهب أرسطو ومفسريه، وتطبيق لهذا المذهب على نصوص الدين الإسلامي، ولا اتفاق على ما دعوه عقبات ثبطت رقي الفلسفة الإسلامية.
Unknown page