============================================================
التمهيد فى الصول الدين جنسهم وهم المقصودون بتخليق العالم، وفيه أيضا تخليق الخلق للفتساء خاصة(1)، وفى ارسال الرسل عليهم للسلام ووضع الشرائع حصول العاقبة الحميدة للتخليق، ورفع لأسباب العيث (4) والفساد عما بين العباد.
فمن أنكر الشرع وأبطل الأمر والنهى فقد سعى فى إثارة كل فتتة فى العالم وفساد(2) فى اللدنيا، وبالله العصمة عن كل ضلالة.
يحققه أن فى قوى العقول للوقوف على جمل المحاسن والمساوى دون أعيانها، والشرف والحكمة فى الوقوف على الأعيان دون الجمل، فلابد من ورود البيان ممن له العلم بحقيقة كل فرد من أفراد تلك الجمل أنه من جملة المحاسن أو من جملة القبائح ليحمل العقل بميلانه إلى المحاسن صاحبه إلى مباشرته وبنفاره عن القبائح على الانتهاء عنها(2)، لولا ذلك لم يحصل لتخليق العقل مائلا الى المحاسن نافرا عن القبائح عاقبة حميدة، وذلك ليس بحكمة، يؤيده أن العقول لما دعته إلى المحاسن ونفرته عن القبائح ولا وقوف لها على أعيان الجنسين فكان(5) فيه الأمر بما لا وصول له الى مباشرته والنهى عما لا وجه إلى الانتهاء عنه، (1) وفيه ما فيه من العبث الذى يتتزه الله تعالس عنه، وهو عليه محال: (2) للعيث: بمضى الفساد، يقال: عث فى الأرض، إذا افسد فيها.
(3) أى: وكل فساد، عطفا على ما قبله، فهى على حذف مضاف (كل) والقامة المضاف اليسا (4) فى المخطوط (عنه)، وهو سهو من الناسخ.
(5) فى المخطوط الكان) بللام، والصحيح المثبت.
Page 72