============================================================
التمهيد فى أصول الدين فصل في الهدى والإضلال وثبوت خلق الأفعال بثبت أيضا مسألة الهدى والإضلال؛ إذ الهدى خلسق فعل الاهتداء، والإضلال خلق فعل الإضلال وهو المعنى بقولنا: ايضل الله من يشاء، ويهدى من يشاء" دون هدى بيان الطريق فإن ذلك ثابت على العموم(1)، وابتداء الدليل فى مسألة قوله: (يضل من يشاء ويهدي من يشاء) [قاطر:8]، وقوله: (وككن الله يهدي من يشاء) [البقرة: 272]، وقوله: (ولوشنتا لآتيتا كل تفس هذاها) [لسجدة: 13]، وقوله: (وكؤ شاء لهذاكم أجمعين) [التحل:9]، وفى آيات كثيرة يطول نكرها تعداذها واحصاؤها.
وللمعتزلة للأيات تأويلات أعرضنا عن تكرها والجواب عنها مخافة الإطالة، واتكالا على ما أودع فى مسألة خلق الأفعال، والله تعالى الهادى: (1) أى: المقصود من قوله تعالى: (اتا هديتاه للسبيل إما شاكرا ولما كفورا) [الاتصان: 3] ومن قوله تعالى: (وهديتاه النجدين) [البلد: 10] فهذه هى الهداية العامة ان ييصر ل إنسان بالايمان والكقر حتى يختار آيهما شاء.
Page 124