96

Tamhid Fi Culum Tajwid

التمهيد في علم التجويد

Investigator

الدكتور على حسين البواب

Publisher

مكتبة المعارف

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م

Publisher Location

الرياض

الظالم، الطير، الضالين. فإن قيل لم أدغمت اللام الساكنة في نحو النار والناس، وأظهرت في نحو قوله: ﴿قل نعم﴾ وكل منهما واحد؟ قلت: لأن هذا فعل قد أعل بحذف عينه، فلم يعل ثانيًا بحذف لامه، لئلا يصير في الكلمة إجحاف، إذ لم يبق منها إلا حرف واحد. و(آل) حرف مبني على السكون لم يحذف منه شيئ، ولم يعل بشييء، فلذلك أدغم، ألا ترى أن الكسائي ومن وافقه أدغم اللام من (هل وبل) في نحو قوله: ﴿هل تعلم﴾ و﴿بل نحن﴾، ولم يدغمها في ﴿قل نعم﴾ و﴿قل تعالوا﴾ . فإن قيل: قد أجمعوا على إدغام ﴿قل ربي﴾ والعلة موجودة؟ قلت: لأن الراء حرف مكرر منحرف فيه شدة وثقل، يضارع حروف الاستعلاء بتفخيمه واللام ليس كذلك، فجذب اللام جذب القوي للضعيف، ثم أدغم الضعيف في القوي، على الأصل، بعد أن قوي بمضارعته بالقلب، والراء قائم بتكريره مقام حرفين كالمشددات، فاعلم. وأما النون فهو أضعف من اللام بالغنة، والأصل أن لا يدغم الأقوى في الأضعف، ألا ترى أن اللام إذا سكنت كان إدغامها في الراء إجماعا، ولا كذلك العكس. وكذلك إذا سكنت النون كان إدغامها في اللام إجماعا، ولا كذلك العكس، وهذان سؤالان لم أر أحدًا تعرض إليهما. وإذا جاورت اللام لامًا مغلظة فتعمل في بيانها وتخليصها، وإلا فخمت ما

1 / 142