68

Tamhid Awail

تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل

Investigator

عماد الدين أحمد حيدر

Publisher

مؤسسة الكتب الثقافية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م

Publisher Location

لبنان

وَإِن قَالُوا إِن الشَّك مُحدث وَكَذَلِكَ الْعقُوبَة والفكر عِنْد الْقَائِل بِكُل وَاحِد مِنْهُمَا قيل لَهُم أَفَمَن مُحدث حدث الشَّك أم لَا من مُحدث فَإِن قَالُوا لَا من مُحدث قيل لَهُم فَمَا يؤمنكم أَن يكون سَائِر الْأَفْعَال والحوادث كائنة لَا من مُحدث وَفِي ذَلِك التعطيل وَإِبْطَال الصَّانِع وَإِن قَالُوا من مُحدث حدثت هَذِه الْأُمُور قيل لَهُم فَمن محدثها فَإِن قَالُوا الشَّيْطَان تجاهلوا وَقيل لَهُم فقد كَانَ الشَّيْطَان قبل الْفِكر وَالشَّكّ اللَّذين كَانَ عَنْهُمَا فَكيف يكون الشَّيْء قبل أَصله وَسَببه الَّذِي عَنهُ كَانَ وَوجد وَإِن قَالُوا الله أحدث الشَّك والفكرة قيل لَهُم فخبرونا عَن الشَّك والفكرة أشر هما أم خير فَإِن قَالُوا خير قيل لَهُم فَكيف كَانَ عَنْهُمَا الشَّيْطَان الَّذِي هُوَ شَرّ وَمَا أنكرتم إِن جَازَ ذَلِك أَن يفكر الشَّيْطَان الَّذِي هُوَ شَرّ فكرا هُوَ شَرّ يتَوَلَّد عَنهُ وَيَقَع الْخَيْر إِن جَازَ ذَلِك وُقُوع التبريد عَن النَّار والتسخين عَن الثَّلج وَهَذَا نقض قَوْلهم وَإِن قَالُوا بِأَن الشَّك شَرّ لِأَنَّهُ ولد الشَّيْطَان الَّذِي هُوَ شَرّ قيل لَهُم فقد فعل الله الْخَيْر الشَّك الَّذِي هُوَ شَرّ من الشَّرّ وَهُوَ أصل الشَّيْطَان وَإِن جَازَ ذَلِك فَلم لَا يجوز أَن يفعل سَائِر الشرور وَجَمِيع الْأَشْخَاص الضارة من السبَاع والعقارب والحيات والهموم وَالْأَحْزَان وَسَائِر الشرور وَمَا الْفَصْل فِي ذَلِك وَلَا فصل فِيهِ وَكَذَلِكَ السُّؤَال على أَصْحَاب الْفِكر وَالْعِقَاب وَيُقَال لِلْقَائِلين بِأَن الشَّيْطَان حدث عَن عُقُوبَة من خلق العَاصِي المستوجب للعقاب فَإِذا قَالُوا الله قيل لَهُم أفليس من كَانَ مِنْهُ الْعِصْيَان شرا كَالَّذي كَانَ مِنْهُ

1 / 90