62

Tamhid Awail

تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل

Investigator

عماد الدين أحمد حيدر

Publisher

مؤسسة الكتب الثقافية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م

Publisher Location

لبنان

ممتزجين وَأَن تكون الْيَوْم دنيا وَألا تكون دنيا لوُجُود الامتزاج والتباين اللَّذين كَانَت لأَحَدهمَا وَلم تكن للْآخر وَهَذَا جهل وَإِن قَالُوا إِن تبَاين الْأَصْلَيْنِ مُحدث وامتزاجهما مُحدث قيل لَهُم فَهَل يَنْفَكّ الأصلان من التباين والامتزاج فَإِن قَالُوا نعم تركُوا قَوْلهم بتباين الْأَصْلَيْنِ فِي الْقدَم وَإِن قَالُوا لَا قيل لَهُم فَيجب الْقَضَاء على حُدُوث النُّور والظلام إِذا كَانَا لَا ينفكان من حادثين وَلَا يخلوان مِنْهُمَا وَكُنَّا قد بَينا أَن مَا لم يَنْفَكّ من الْمُحدث وَلم يسْبقهُ فَهُوَ مُحدث وَإِن قَالُوا لَا غَايَة لتباين الْأَصْلَيْنِ وامتزاجهما وَإِن كَانَا حادثين وَلَا تبَاين إِلَّا وَقَبله امتزاج وَلَا امتزاج وَقَبله تبَاين أبدا لَا أول لذَلِك وَلَا غَايَة قيل لَهُم فمحال على قَوْلكُم هَذَا أَن الدُّنْيَا لم تكن فِي الْأَزَل لِأَن الامتزاج على قَوْلكُم هَذَا لَا أول لَهُ وَلَا شَيْء مِنْهُ إِلَّا وَقد كَانَ قبله مثله وتباين يُخَالِفهُ إِلَى غير غَايَة ثمَّ يُقَال لَهُم وَلمن قَالَ بذلك من أهل الدَّهْر إِن قَوْلكُم لَا أول للحوادث يَقْتَضِي قدمهَا وَأَنَّهَا لم تكن عَن عدم وقولكم فِيهَا إِنَّهَا حوادث نقض لذَلِك لِأَن القَوْل حوادث هُوَ جمع حَادث والحادث حَقِيقَته أَنه مَا وجد عَن عدم فحقيقة الْجمع الَّذِي يَقع عَلَيْهِ الِاسْم أَنه مَوْجُود عَن عدم وَمن الْمحَال أَن يدْخل فِي جمع الْحَوَادِث مَا لَا أول لوُجُوده فمحال إِذا قَوْلكُم إِن مَا وَقع عَلَيْهِ قَوْلكُم حوادث لَا أول لَهُ أَو مِنْهُ مَا لَا أول لَهُ وَلَا جَوَاب لَهُم عَن ذَلِك

1 / 84