Tamam Fi Tafsir Ashcar Hudhayl

Ibn Jinni d. 392 AH
49

Tamam Fi Tafsir Ashcar Hudhayl

التمام في تفسير أشعار هذيل مما اغفله ابو سعيد السكري

Investigator

أحمد ناجي القيسي - خديجة عبد الرازق الحديثي - أحمد مطلوب

Publisher

مطبعة العاني

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٣٨١هـ - ١٩٦٢م

Publisher Location

بغداد

يكون فيها أذن ضمير لتعلقها بالظاهر. وإذا كانت صفة كان فيها ضمير لتعلقها بالمحذوف. ووجه ثالث: وهو أن يكون " فدى " هنا مبنيا لوقوعه موقع الأمر، كأنه قال: لأفد بني عمرو، فيكون في " فدى " على هذا ضمير الشاعر عبد مناف، وتكون اللام على هذا متعلقة بنفس " فدى " إلا أنه لما نكرّه نونه كقوله " من البسيط ": مهلاَ فداء لك الأقوام كلهم ... " وما أثمر من مال ومن ولدِ " وكما انشد أبو زيد " من الرجز ": ويهًا فداء لكَ يا فضاله ... " أجرَّه الرمح ولا تهاله " أي: لأَفدك يا فضالة. ولا يجوز أن تكون اللام في " لبنى " على هذا الوجه وصفا لفدى؛ لأنه جارٍ مجرى الفعل، والفعل لا يجوز وصفه كما إن اللام من " سقياَ لك " لا يجوز أن تكون وصفا لسقيًا لوقوعه موقع: سقاك الله وأما قوله: " غداة الصباح "، والغداة لا تكون إلا للصباح دون المساء، فإنما فائدة ذلك إن الصباح وأن كان في الأصل مصدرا واسما لمعنى المصدر ثم ظرفا في قولك: جئتك صباحا، كأنه قد دخله فيما بعد معنى آخر جديد، وهو أنه قد صار كالعبارة عن الغارة وبث الخيل على العدو وكقولهم: هذا من فرسان الصباح، أي فرسان غارة الصباح. قال " من الطويل ": بجرد تعادى بالكماة شوازبا ... وخَيل إلى داعي الصَباح سراع فكأنه قال: غداة الغارة. وإذا كان كذلك حصلت فيه الفائدة، ألا ترى أنه ليس كل غداة للغارة كما أن كل غداة لا تكون إلا صبحًا فاعرف ذلك.

1 / 61