إيراد المثال للأقسام الخمسة"١.
ومثال هذا النوع الذي ذكره، هو قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ ٢.
ومما يدلّ على اهتمامه بالاستشهاد بالقرآن وعنايته به، استدراكه أيضًا على التفتازاني حين نفى وجود التعبير عن الغائب أو المخاطب بلفظ الجمع المتكلم، وذلك في قوله: "وقد كثر في الواحد من المتكلم لفظ الجمع تعظيمًا له، لعدّهم المعظّم كالجماعة، ولم يجيء ذلك للغائب والمخاطب في الكلام القديم، وإنما هو استعمال المولّدين ... "٣.
حيث قال المؤلف بعد إيراده هذا القول -: "وفيه نظر؛ لأنه قد جاء ذلك للغائب والمخاطب أيضًا في الكلام القديم"٤ ومثّل للغائب بقوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ ٥ فقد نقل عن البيضاوي في تفسير هذه الآية: "أي قضى رسول الله ﷺ، وذكر الله لتعظيم أمره، والإشعار بأن قضاءه قضاء الله تعالى، وجمع الضمير الثاني للتعظيم"٦.
ومثّل للمخاطب بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا..﴾ ٧
_________
١ النص المحقق: ٧٣
٢ سورة الكوثر آية (١-٢) .
٣ المطوّل: ١٣٣.
٤ النصّ المحقق: ٧٢- ٧٣.
٥ سورة الأحزاب آية: ٣٦.
٦ أنوار التنزيل وأسرار التأويل ٢/٢٤٦.
٧ سورة البقرة آية: ١٠٤.
1 / 318