وَمَاتَتْ فَاطِمَة بعد رَسُول الله ﷺ بِسِتَّة أشهر وَقيل ثَلَاثَة أشهر وَهِي بنت تسع وَعشْرين سنة وغسلها عَليّ وَصلى عَلَيْهَا وَقيل صلى عَلَيْهَا الْعَبَّاس وَقيل صلى عَلَيْهَا أَبُو بكر
فَالْأول قَول عُرْوَة وَالثَّانِي قَول عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن وَالثَّالِث قَول النَّخعِيّ وَقَالَ شَيخنَا ابْن نَاصِر الْحَافِظ وَهُوَ أصح ودفنت لَيْلًا
زَيْنَب بنت رَسُول الله ﷺ أمهَا خَدِيجَة تزَوجهَا ابْن خَالَتهَا أَبُو الْعَاصِ ابْن الرّبيع وَكَانَت أم أبي الْعَاصِ هَالة بنت خويلد أُخْت خَدِيجَة وَكَانَ زَيْنَب أكبر بَنَات رَسُول الله ﷺ فَولدت لأبي الْعَاصِ عليا فَتوفي وَقد ناهز الْحلم وَكَانَ رَدِيف رَسُول الله ﷺ على نَاقَته يَوْم الْفَتْح وَولدت لَهُ أُمَامَة وَهِي الَّتِي كَانَ رَسُول الله ﷺ يحملهَا فِي صلَاته وَأسر أَبُو الْعَاصِ يَوْم بدر فَبعثت زَيْنَب فِي فدائه بقلادة لَهَا كَانَت خَدِيجَة أدخلتها فِيهَا عَلَيْهِ حِين بنى بهَا فَلَمَّا رَآهَا رَسُول الله ﷺ رق لَهَا رقة شَدِيدَة وَقَالَ إِن رَأَيْتُمْ أَن تطلقوا لَهَا أَسِيرهَا وتردوا عَلَيْهَا قلادتها فَقَالُوا نعم وَأخذ رَسُول الله ﷺ على أبي الْعَاصِ أَن يخلي سَبِيل زَيْنَب إِذا رَجَعَ إِلَى مَكَّة وَبعث رَسُول الله ﷺ زيد بن حَارِثَة فحملها إِلَى الْمَدِينَة
وَقَالَ الشّعبِيّ وَقَتَادَة إِن زَيْنَب هَاجَرت مَعَ النَّبِي ﷺ
قَالَ الْوَاقِدِيّ وَالْأول أصح
وَتوفيت زَيْنَب سنة ثَمَان من الْهِجْرَة وَنزل رَسُول الله ﷺ فِي قبرها
رقية بنت رَسُول الله ﷺ أمهَا خَدِيجَة تزَوجهَا عتبَة بن أبي لَهب قبل النُّبُوَّة فَلَمَّا بعث رَسُول الله ﷺ وَأنزل عَلَيْهِ ﴿تبت يدا أبي لَهب﴾ المسد ١ قَالَ أَبُو لَهب لِابْنِهِ رَأْسِي من رَأسك حرَام إِن لم تطلق ابْنَته ففارقها وَلم يكن دخل بهَا وَأسْلمت حِين أسلمت أمهَا خَدِيجَة وبايعت رَسُول الله ﷺ هِيَ وَأَخَوَاتهَا حِين بَايعه النِّسَاء فَتَزَوجهَا عُثْمَان بن عَفَّان وَهَاجَرت مَعَه إِلَى أَرض الْحَبَشَة الهجرتين جَمِيعًا وَكَانَت قد أسقطت من عُثْمَان سقطا ثمَّ ولدت لَهُ بعد ذَلِك عبد الله وَكَانَ عُثْمَان يكنى بِهِ الْإِسْلَام وَبلغ سِتّ سِنِين فنقره ديك فِي وَجهه فَمَاتَ وَلم تَلد شَيْئا بعد ذَلِك
وَهَاجَرت إِلَى الْمَدِينَة ومرضت وَرَسُول الله ﷺ يتجهز إِلَى بدر فخلف عُثْمَان عَلَيْهَا فَتُوُفِّيَتْ وَرَسُول الله ﷺ ببدر على رَأس سَبْعَة عشر شهرا من الْهِجْرَة وَقدم زيد بن حَارِثَة بشيرا من بدر فَدخل الْمَدِينَة حِين سوي التُّرَاب على رقية وَلم يشْهد دَفنهَا رَسُول الله ﷺ
أم كُلْثُوم بنت رَسُول الله ﷺ أمهَا خَدِيجَة تزَوجهَا عتبَة ابْن أبي لَهب قبل النُّبُوَّة وَأمره أَبوهُ أَن يفارقها للسبب الَّذِي ذَكرْنَاهُ فِي أَمر رقية ففارقها وَلم يكن دخل بهَا فَلم
1 / 31