الْحَمد لله الَّذِي جعلنَا من ذُرِّيَّة إِبْرَاهِيم وَزرع إِسْمَاعِيل وضئضيء معد وعنصر مُضر وَجَعَلنَا حضنة بنيه وسواس حرمه وَجعل لنا بَيْتا محجوجا وحرما آمنا وَجَعَلنَا الْحُكَّام على النَّاس ثمَّ إِن ابْن أخي هَذَا مُحَمَّد بن عبد الله لَا يُوزن بِهِ رجل إِلَّا رجح بِهِ وَإِن كَانَ فِي المَال قل فَإِن المَال ظلّ زائل وَأمر حَائِل وَمُحَمّد من قد عَرَفْتُمْ قرَابَته وَقد خطب خَدِيجَة بنت خويلد وبذل لَهَا من الصَدَاق مَا آجله وعاجله من مَال وَهُوَ وَالله بعد هَذَا لَهُ بِنَاء عَظِيم وخطر جليل فَزَوجهَا رَسُول الله ﷺ
فصل
فَلَمَّا بلغ رَسُول الله ﷺ خمْسا وَثَلَاثِينَ سنة شهد بُنيان الْكَعْبَة وتراضت قُرَيْش بحكمة فِيهَا فَلَمَّا أَتَت عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ سنة وَيَوْم بَعثه الله تَعَالَى وَذَلِكَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ وَرَأَتْ قُرَيْش النُّجُوم يرْمى بهَا عشْرين يَوْمًا من مبعثه وَبَقِي مستسرا بأَمْره ثَلَاث سِنِين من مبعثه ثمَّ أَمر بِإِظْهَار أمره وَنزل عَلَيْهِ ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤمر﴾ الْحجر ٩٤ فَلَمَّا أَتَت عَلَيْهِ تسع وَأَرْبَعُونَ سنة وَثَمَانِية أشهر وَأحد عشر يَوْمًا مَاتَ عَمه أَبُو طَالب وَمَاتَتْ خَدِيجَة بعد أبي طَالب بِثَلَاثَة أَيَّام وَقيل بِخَمْسَة أَيَّام فِي رَمَضَان ثمَّ خرج إِلَى الطَّائِف وَمَعَهُ زيد بن حَارِثَة بعد ثَلَاثَة أشهر من موت خَدِيجَة فَأَقَامَ بهَا شهرا ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة فِي جوَار مطعم بن عدي فَلَمَّا أَتَت عَلَيْهِ خَمْسُونَ سنة وَثَلَاثَة أشهر أسرِي بِهِ فَلَمَّا أَتَت عَلَيْهِ ثَلَاث وَخَمْسُونَ سنة هَاجر إِلَى الْمَدِينَة وَكَانَ قد أَمر أَصْحَابه بِالْهِجْرَةِ فَخَرجُوا أَرْسَالًا وَخرج هُوَ وَأَبُو بكر وعامر بن فهَيْرَة وَعبد الله بن أريقط وَخلف عَليّ بن أبي طَالب على ودائع كَانَت للنَّاس عِنْده حَتَّى أَدَّاهَا ثمَّ لحق بِهِ
ذكر عمومته ﷺ
قَالَ ابْن السَّائِب هم أحد عشر الْحَارِث
1 / 19