بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ أبو سهل سعيد بن عبد العزيز النيلي رحمه الله: إن الذي دعاني إلى تلخيص تفسير جالينوس لفصول أبقراط مع قصور الوسع والإقرار عن الإتيان بمثل ذلك من النظم في الحسن والبيان مما رأيت من تكاسل الأصحاب عن النظر في الكتب * الطويلة (1) وقصورهم وميلهم إلى المختصرات القصار لسرعة ملالهم وفتورهم تقديرا منهم بأن السادي إذا حظي بما حضرته الكتب الموجزة، أغنته عن مشارفة البساط وكانت له فيها مندوحة عنها. ولعمري، إن تلخيص المبسوط وحصره بالفصول الموجزة أعظم الأشياء عونا على الحفظ ومن تسرعه المطالعة عند طريان النسيان. ولذلك قال بعض الأوائل: قلل للحفظ وكثر للدرس. وهو الذي دعا الفاضل أبقراط إلى وضع الكتاب على طريق الفصول. لكن قراء البسائط هي التي تهجم بالمرء على حقائق المعاني ويفضي به إلى الوقوف عليها ويمكنه من جودة التصرف فيها. ولذلك دأب جالينوس وتعب في المعاني الطبية وأطال شرح القول فيها. ولكل منهما فيما نحا نحوه غرض محمود وسعى. وقد استخرت الله تعالى في تلخيص هذا التفسير والاقتصار على ذكر النكت متخذا به الغرائم الحالة الفاترة ومتفقا به الهمم العاثرة وزائدا بالإيجاز والاختصار تحريضا وتحريصا من السنة * من (2) الإطالة تثبيطا وتنكيصا.
المقالة الأولى
1
[aphorism]
قال أبقراط: العمر قصير والصناعة طويلة والوقت ضيق والتجربة خطر والقضاء عسر. وقد ينبغي لك أن لا تقتصر على التوخي فعل ما ينبغي دون أن يكون ما يفعله المريض ومن يحضره كذلك والأشياء * التي (3) من خارج.
[commentary]
تلخيصه: قال إنما صار العمر قصيرا بالإضتافة إلى طول الصناعة. وصارت الصناعة طويلة لأن الوقت الذي يفعل فيه كل واحد من حل أفعالها الجزئية بعسر ضيق. فيحتاج المعني بهذه الصناعة إلى مطالعة علوم كثيرة. وإنما صار الوقت ضيقا لأن القصير الذي يستعمل فيه هذه الصناعة يسال بتحلل سهل التغير من ذاته ومن خارج. وأما الخطر في التجربة، فلشرف هذه العنصر. والخطأ فيها لأن التجربة PageVW0P002A قد يخطئ مرارا. وإنما صار القضاء عسرا لأنه إن أريد به القياس، فصعوبته ظاهرة. ولذلك بقي الاختلاف فيه على مر الأيام. وإن أريد به الحكم على الأشياء التي تمتحن بالتجربة، * فظاهر (4) العسر لأن الحكم على منفعة أو مضرة حدثت عقيب أنواع من العلاج أنها بسبب واحد من أنواع العلاج خاص ليس بالسهل. وإذا كان أمر هذه الصناعة على هذه الصورة، فبالحري أن توضع الكتب على طريق الفصول لمن أراد تعلم صناعة طويلة في عمر قصير. ولهذا صدر الكتاب بهذا الفصل. وقيل إنه أراد امتحان همة التعلم. والأول أجود. ومن قال إنه أراد بهذا تصدير الغبية عن هذا العلم أو بيان أن هذا العلم حدس أو تخمين، فغير لائق بهذه الحالة. وينبغي للطبيب مع ما ذكرنا أن لا يقتصر على صواب تدبيره دون أن يكون المريض مطواعا وخدمه. وما يحتاج إليه هنا على ما يصلح للمريض ليحصل الغرض المطلوب بهذه الصناعة.
2
[aphorism]
قال أبقراط: إن كان ما يفرغ من البدن عند استطلاق البطن والقيء اللذين يكونان طوعا من النوع الذي ينبغي أن ينقى منه البدن، نفع ذلك وسهل احتماله. وإن لم يكن كذلك، * كان الأمر (5) على الضد، وكذلك خلاء العروق، فإنها وإن خلت من النوع الذي ينبغي أن يخلو منه، نفع ذلك وسهل احتماله. وإن لم يكن كذلك، كان الأمر على الضد. وينبغي أيضا أن ينظر في الوقت الحاضر من أوقات السنة وفي البلد وفي السن والأمراض هل توجب استفراغ ما قد هممت باستفراغه أم لا.
[commentary]
تلخيصه: قال يستدل على نوع الخلط المؤذي بإحساس العليل عقيب استفراغه بالواخة والخفة، وبالنظر في الوقت والبلد وسن المريض وطبيعة المريض متى كان الكيموس غائرا و يكون البدن متى كان الكيموس غير غائر. فمتى استفرغت الطبيعة خلطا مؤذيا، فخليق أن يغتذي الطبيب بها، إذا هم بالاستفراغ.
3
[aphorism]
قال أبقراط: خصب البدن المفرط لأصحاب الرياضة خطر إذا كانوا قد * بلغوا (6) منه الغاية القصوى. وذلك انه لا يمكن أن * يزدادوا (7) صلاحا، وبقي أن يميل إلى حال أردأ. فلذلك ينبغي أن ينقض خصب البدن تأخيرا كيما يعود البدن فيبتدئ في قبول الغذاء. PageVW0P002B ولا يبلغ من استفراغه الغاية القصوى. فإن ذلك خطر، لكن بمقدار احتمال طبيعة البدن الذي يقصد إلى استفراغه. وكذلك كل استفراغ يبلغ فيه الغاية القصوى، فهو خطر. وكل تغذية في الغاية القصوى خطر.
[commentary]
تلخيصه: الغرض من هذا الفصل بيان عظم الخطر في الامتلاء المفرط والاستفراغ المفرط والتغذية المفرطة لأن كل إفراط غذو للطبيعة ومتى لم ينقض هذا الامتلاء الذي وصفه، لم يؤمن انصداع عرق أو موت فجأة بانطفاء الحرارة إذا لم يبق في العروق متسع لقبول الغذاء. وإذا كان أصحاب الصراع الذين هم ذو قوة وعظم حثة وامتلاء مفرط يستفرغون ثم لا يبلغ في استفراغهم الغاية القصوى بمرة، فخليق أن لا يبلغ في استفراغه من دونهم من المكدودين في الرياضات الشاقة، إذ لا تميل أبدانهم امتلائهم امتلاء من ذكرنا. وفي الجملة، ينبغي أن ينحا في الاستفراغ نحو القوة. فإن ضعفت وفي البدن فضل، لم يستفرغ حتى تقوى القوة.
4
[aphorism]
قال أبقراط: التدبير البالغ في اللطافة عسر مذموم في جميع الأمراض المزمنة لا محالة. والتدبير الذي يبلغ فيه الغاية القصوى من * اللطافة (8) في الأمراض الحادة إذا ما لم يحتمله عسير مذموم.
[commentary]
تلخيصه: التدبير اللطيف في الأمراض المزمنة مذموم لكل حال، وكذلك في الحادة إذا لم يحتمله المريض. وذلك لأن القوة تنقص مع التدبير اللطيف كما يبقى مع المعتدل ويزيد مع الغليظ. ولذلك لا يدبر الأصحاء بالتدبير اللطيف البتة، لكن بالمعتدل إذا أرادوا حفظ قوتهم في الأمراض المزمنة وباللطيف في الحادة، لأن الزيادة فيه زيادة في المرض والتدبير اللطيف في الغاية القصوى ترك الغذاء البتة. وذلك فيمن لا يجاوز * بحرانه (9) الرابع وماء العسل فيمن لا يجاوز السابع، وهو تدبير لطيف في الغاية لكن ليس في أقصاها. ودونه ماء كشك الشعير ،ودونه الكشك.
5
[aphorism]
قال أبقراط: في التدبير اللطيف قد يخطئ المرضى على أنفسهم خطأ يعظم ضرره عليهم. وذلك أن جميع ما يكون منه أعظم مما يكون في الغذاء الذي له غلظ يسير. ومن قبل هذا، صار التدبير البالغ في اللطافة في أكثر الحالات أعظم خطرا من التدبير الذي هو أغلظ قليلا.
[commentary]
تلخيصه: إنما كان كذلك لأن القوة بضعف عن التدبير PageVW0P003A اللطيف. وملاك الأمر حفظ القوة لأن العادة لم تجز به للأصحاء. ولذلك صار ذلك في الأصحاء خطرا.
6
[aphorism]
قال أبقراط: أجود التدبير في الأمراض التي في الغاية القصوى التدبير في الغاية القصوى.
[commentary]
تلخيصه: عنى به الأمراض الحادة جدا، وهي التيتنقص في الرابع. فتبين أنها تحتاج إلى التدبير اللطيف جدا.
7
[aphorism]
قال أبقراط:إذا كان المرض حادا جدا، فإن الأوجاع التي في الغاية القصوى تأتي فيه بديا، ويجب ضرورة أن يستعمل فيه التدبير الذي هو في الغاية القصوى من اللطافة. وإذا لم يكن كذلك لكن كان يحتمل من التدبير ما هو أغلظ من ذلك، فينبغي أن يكون * الانحطاط (10) على حسب لين المرض ونقصانه عن الغاية القصوى. وإذا بلغ المرض منتهاه، فعند ذلك يجب ضرورة أن يستعمل التدبير الذي هو في الغاية القصوى من اللطافة.
[commentary]
تلخيصه: لأن مثل هذه الأمراض منتهاه في الأيام الأول. وتلطيف الغذاء في المنتهى واجب ليستفرغ الطبيعة لمقاومة العلة. ولا نعني بإنضاج الغذاء. وأول العلة قد يطلق على المبدأ الذي لا جزء له، وقد يطلق على المبدأ الذي الثلاثة الأيام الأول، وقد يطلق على المرض ما دام لم يظهر من إعلام النضج شيء.
8
[aphorism]
قال أبقراط: إذا بلغ المرض منتهاه، فعند ذلك يجب ضرورة أن يستعمل التدبير الذي هو الغاية القصوى.
[commentary]
وقد مر تلخيصه.
9
[aphorism]
قال أبقراط: فينبغي أن تزن قوة المرض، فتعلم هل يثبت إلى وقت منتهى المرض أو يجور قبل أن تسكن عاديته.
[commentary]
تلخيصه: وهذا لأن الغذاء يحتاج إليه اشفاقا على القوة لا دفعا للمرض. فيستعمل بحسب ما * تقتضيه (11) الحاجة. ولهذا يضطر أحيانا إلى أن يغذى العليل في المنتهى لعارض تحل قوته.
10
[aphorism]
قال أبقراط: والذين يأتي منتهى مرضهم بديا، فينبغي أن يدبروا بالتدبير اللطيف بديا. والذين يتأخر * منتهى (12) مرضهم، فينبغي أن يجعل تدبيرهم في ابتداء مرضهم أغلظ ثم ينقص من غلظه قليلا قليلا كلما قرب منتهى المرض وفي وقت منتهاه بمقدار ما تبقى قوة المريض عليه. وينبغي أن يمنع الغذاء في وقت منتهى المرض فإن الزيادة PageVW0P003B فيه مضره.
[commentary]
وقد مر تفسيره.
11
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان للحمى أدوار، فامنع من الغذاء في وقت نوائبها. فإن الزيادة فيه مضرة.
[commentary]
تلخيصه: وهذا لأن الثلاثة تتضاعف على المريض لكن بغذاء عند الانحطاط وسكون النوبة.
12
[aphorism]
قال أبقراط: إنه يدل على نوائب المرض ومرتبته الأمراض أنفسها وأوقات السنة وتزيد * الأدوار (13) بعضها على بعض نائبه كانت في كل يوم أو يوما ويوما لا أو في أكثر من ذلك من الزمان والأشياء التي تظهر من بعد. ومثال ذلك ما يظهر في أصحاب ذات الجنب. فإنه إن ظهر النفث بديا منذ أول المرض، كان قصيرا. وإن * تأخر (14) ظهوره كان طويلا. والبول والبراز والعرق إذا ظهرت بعد، تدلنا على * جودة (15) بحران المرض ورداءته وطول المرض وقصره.
[commentary]
تلخيصه: أنه يدل على كونه المرض ومقدار مدته أشياء منها نفس المرض كالسرسام وذات الجنب يدل على الحدة والقصر وأن حمياته تنوب في الغالب غبا ومالسل والاستسقاء يدل على طول المدة وحمياتها نائبة في الأكثر. ومنها وقت السنة ومزاج المريض والبلد والسنين والصناعة. فإن الحميات الصيفية والشتوية العارضة العارضة للإنسان القضفاء المكدودين في البلدان الحارة قصيرة، وينوب غبا في الأكثر. ومنها للمشايخ المرفهين في البلدان الباردة طويلة ينوب كل يوم في الأكثر. ومنها سرعة تزيد الأدوار في الامتداد والاشتداد والتقدم تدل على قصر المرض وقرب المنتهى وبالضد. ومنها الأشياء التي تظهر من بعد. وهي إما أعلام النضج، وهي متى ظهرت سرعة، دلت على السلامة ووشك الانقضاء. وهذه الأعلام لا تقترن بأول المرض كما تقترن االأعلام المقومة للمرض بأوله، لكن يظهر من بعد. وإما أعلام المتفرقة عدم النضج، فيدل على طول المرض بذاتها وتدل على الموت إذا اقترن ضعف القوة بها. وقد يقترن بأول المرض وقد يظهر من بعد. وإما أعلام البحران، وهي إذا ظهرت بعد النضج، فدليل خير. وإذا ظهرت قبل النضج، فدليل شر. ومتى ظهرت ولم يكن بحران، دل على سوء.
13
[aphorism]
قال أبقراط: PageVW0P004A المشايخ أحمل الناس * للصوم (16) ، ومن بعدهم الكهول. والفتيان أقل احتمالا. وأقل الناس احتمالا للصوم الصبيان. ومن كان من الصبيان أقوى شهوة، فهو أقل احتمالا له.
[commentary]
تلخيصه: المشايخ الذين لم يبلغوا الغاية القصوى في الشيخوخة أحمل الناس للإقلال من الطعام من غيره مضرة. فإن الذين بلغوا الغاية القصوى لا يسرون على الامتساك عن الطعام ويغذون باليسير في مرات كثيرة. وشبهه الحكم بالسراج الذي قارب الانطفاء. فينبغي أن يمد باليسير من الدهن متتابعا. فأما الصبيان، فهم بالضد من المشايخ. والكهول متوسطون. والسبب فيه وفور الحرارة الغريزة فيهم وقلتها في المشايخ.
14
[aphorism]
قال أبقراط: ما كان من الأبدان في النشوء، فالحار الغريزي فيهم على غاية ما يكون عليه من الكثرة. ويحتاج من الوقود إلى أكثر مما يحتاج إليه سائر الأبدان. فإن لم يتناول ما يحتاج إليه من الغذاء إلا إلى اليسير لأن حرارتهم تطفئ من الكثير. ومن قبل هذا أيضا ليس تكون الحمى في المشايخ حادة كما تكون في اللذين في النشوء.
[commentary]
تلخيصه: جوهر الحار الغريزي جوهر هوائي مائي غير لذاع. وهو في الصبيان على أكثر ما يكون. فأما الجوهر الذي تكون حرارته مؤذية لذاعة نارية، فهو فيمن تناهى شبابه على أكثر ما يكون. وما يتحلل من الأبدان التي الرطوبة والهوائية عليها أعلف أكثر مما يتحلل من سائر الأبدان. يدل على ذلك تعريض الماء والحجر الشمس الحارة. فلذلك احتاج إلى الغذاء أكثر مما يحتاج إليه غيرهم من الأنسان، فإن الحاجة إلى الغذاء بحسب التحلل.
15
[aphorism]
قال أبقراط: الأجواف في الربيع والشتاء أسخن ما يكون بالطبع والنوم أطول ما يكون. فينبغي في هذين الوقتين أن يكون ما يتناول من الغذاء أكثر. وذلك أن الحار الغريزي في الأبدان في هذين الوقتين كثير، ولذلك يحتاج إلى غذاء كثير. والدليل على ذلك أمر الأسنان والصريعين.
[commentary]
تلخيصه: وهذا لأن الحرارة الغريزية في باطن البدن عند برودة الهوى فيقوى الاستمراء وولد الدم والاغتذاء ويكثر التحلل PageVW0P004B الخفي الذي هو من فعل الحرارة الغريزية. فأما حرارة صيف فإنها وإن كانت تحلل من البدن الكثير، فإنها تحلل مع ذلك الأشياء الطبيعية وتذيب الدم وتحدث فيه شبه الغليان. فلهذا لم تقو في هذا الفصل الشهوة ولا الهضم. وليس هذا بمطرد في جميع الحيوان، لكن فيمن كان أسخن مزاجا وأكثر دما، فيعرض لهولاء من برودة * الهواء (17) ما يعرض للأبدان القوية من الاستحمام بالماء البارد. فأما الضعفاء، فيزدادون بالاستحمام بالماء البارد * والهواء (18) البارد وضعفا وكثير منها تموت كالحشوان.
16
[aphorism]
قال أبقراط: الأغذية الرطبة توافق جميع المحمومين لا سيما الصبيان ومن قد اعتاد أن يغتذي بالأغذية الرطة.
[commentary]
تلخيصه: وهذا لأن الحمى مرض حار يابس، فاستعمال الغذاء الرطب فيه موافق، لا سيما في الصبيان. فإن أمزجتهم رطبة وخفة المزاج الأصلي بالمشاكل واجب. فالرطوبة تضاد نفس الحمى وتتشاكل الرطوبة الأصلية.
17
[aphorism]
قال أبقراط: وينبغي أن يعطى بعض المرضى غذاءهم في مرة واحدة وبعضهم في مرتين ويجعل ما يعطونه شيء كثير أو أقل وبعضهم قليلا قليلا. وينبغي أن يعطى الوقت الحاضر من أوقات السنة حظه من هذا والعادة والسن.
[commentary]
تلخيصه: تقدم الكلام في كمية الغذاء في كيفيته وهو * ذا (19) بنين طريقة استعمال الغذاء ويأخذ الاستدلال عليه من المرض وقوة المريض ثم من الوقت والعادة والسنين. فمتى كانت قوة المريض * ضعيفة (20) وحال بدنه حال * فساد (21) أو نقصان، أطعمنا المريض قليلا مرارا كثيرة. أما القليل، فلأجل أن القوة لا تقوى على الكثير. وأما مرارا كثيرة، فللحاجة إلى الزيادة وتعديل الفساد. وكذلك يفعل في الصيف لأنا نحتاج إلى الزيادة متتابعة لأجل كثرة التحلل والقوة ضعيفة. وإن كانت القوة ضغيفة ولا فساد ولا نقصان في البدن * غذونا (22) قليلا لأجل ضعف القوة * ومراد (23) قليل العدم النقصان والفساد. وهذا يعرض التدبير أولى بالاستعمال أيضا إذا كانت القوة قوية PageVW0P005A والكيموسات كثيرة. وهكذا تدبير البدن في وقت الربيع لأن في هذا الوقت يذوب الكيموسات التي جمدت في الشتاء فتشاكل هذا الحال حال الامتلاء مع وفور القوة. فإن كانت القوة به وحال البدن حال نقص أو فساد، أطعمنا كثيرا مرارا كثيرة لأن القوة قوية تفي بالإنضتج والحاجة أنابته لأجل النقصان والفساد. وهكذا يدبر في الحرنق فإنه يشبه حال الأمراض التي تعرض من فساد الكيموسات. ولذلك يحتاج فيه إلى زيادة متتابعة من غذاء محمود. لكن إن صادفنا قوة، كثرنا؛ وإلا، قللنا. وإن كانت القوة قوية ولا فساد ولا نقصان ولا امتلاء، * غذونا (24) كثيرا لا في مرات كثيرة. وأشبه الفصول بهذه الحالة حال الشتاء. فإن القوة فيه قوية والحرارة الغريزية تحلل وتفرغ البدن تحليلا واقبا. ولذلكك يطعمه كثيرا لا في مرات كثيرة.
18
[aphorism]
قال أبقراط: أصعب ما يكون احتمال الطعام على الأبدان في الصيف والخريف. وأسهل ما يكون احتماله عليها في الشتاء ثم بعده في الربيع.
[commentary]
وقد مضى بيان ذلك فيما تقدم في قوله الأجواف في الشناء والربيع أسخن ما يكون بالطبع.
19
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كانت نوائب الحمى لازمة لأدوارها، فلا ينبغي في أوقاتها أن يعطى المريض شيئا أو أن يضطر إلي شيء. لكن ينبغي أن ينقص من الزيادات من قبل أوقات الانفصال.
[commentary]
تلخيصه: قوله "قبل أوقات الانفصال" يمكن أن يفهم منه قبل وقت المنتهى، ويمكن أن يفهم منه قبل وقت البحران، ويمكن أن يفهم منه وقت النوائب. وكلها حق والأولى أن يكون أراد النوائب * إذ (25) فرغ من الكلام في المنتهى، والبحران على أكثر يكون في المنتهى.
20
[aphorism]
قال أبقراط: الأبدان التي يأتيها أو قد أتاها بحران على الكمال لا ينبغي أن تحرك ولا أن يحدث فيها حدث لا بدواء مسهل ولا بغيره من التهيج لكن يترك.
[commentary]
تلخيصه: ينبغي أن تخلي الطبيعة وفعلها ما لم تكن حركتها للبحران حركة ناقصة. فإن كان في البحران نقصان، * اكتملها (26) الطبيب حينئذ. والبحران التام هو الذي مستكمل العلامات المحمودة وهو أن يكون باستفراغ دون خراج، وأن يستفرغ PageVW0P005B الخلط المؤذي الذي هو علة المرض، وأن يكون الاستفراغ من الجانب الذي فيه المرض، وأن يجد بعقبه راحة وخفة، وأن يكون بعد علامات النضج ويكون في يوم محمود.
21
[aphorism]
قال أبقراط: الأشياء التي ينبغي أن تستفرغ من المواضع التي هي إليها أميل بالأعضاء التي تصلح لاستفراغها.
[commentary]
تلخيصه: إنه متى مالت الطبيعة لاستفراغ المادة ناحية صالحة للاستفراغ كالمعدة والأمعاء والكلى والجلد، أعدلها الطبيب ما يحتاج إليه، وعاونها وإلا، جذبها إلى ناحية أخرى، كميل مادة الكبد إلى الصدر والرئة والقلب. فإنه ينبغي أن يمال بتلك المادة إما إلى الأمعاء فيستفرغ بالإسمال وهو الأصلح أو إلى المعدة فيستفرغأ بالقيء أو إلى الكلى والمثانة بالإدرار.
22
[aphorism]
قال أبقراط: إنما ينبغي لك أن يستعمل * الدواء (27) والتحريك بعد أن ينضج المرض. فأما * ما (28) دام نيا وفي أول المرض، فليس ينبغي أن يستعمل ذلك إلا أن يكون المرض مهتاجا. وليس يكاد في أكثر الأمر أن يكون كذلك.
[commentary]
تلخيصه: عنى بالاهتاج أن لا يستقر لكن يسيل ويتحرك من عضو إلى عضو. ومتى كان كذلك، استفرغ في الأول. فأما إذا كانت الكيموسات ساكتة في عضو، فلا ينبغي أن تحرك بالدواء المسهل حتى يصح فإنها إذا نضجت، كانت الطبيعة * معاندة (29) لها على استفراغها والطبيعة تدفع الفضل بعد النضج وعندما يكون البحران، إلا أنها إذا كانت حركتها * ناقصة (30) تممت باستفراغ المؤذي.
23
[aphorism]
قال أبقراط: ليس ينبغى أن يستدل على المقدار الذي يجب أن يستفرغ من البدن من كثرته لكن ينبغي أن يستغنم الاستفراغ ما دام الشيء الذي ينبغي أن يستفرغ هو الذي يستفرغ والمريض محتمل له بسهولة وخفة وحيث ينبغي فليكن الاستفراغ حتى تعرض الغشي. وإنما ينبغي أن يفعل ذلك متى كان المريض محتملا له.
[commentary]
تلخيصه: العلامة التي يستدل بها على مقدار الاستفراغ والاستقلال المريض ووجدان الخفة. فإذا صاد فيهما، فاستفرغ إلى أن يحدث الغشي فإنه الإعلاج أقوى في الحميات المطبقة والأورام والأوجاع المفرطة من الاستفراغ إلى أن يعرض الغشي PageVW0P006A بعد أن يكون المريض محتملا. وعنى بالغشي الذي يكون بسبب الاستفراغ.
24
[aphorism]
قال أبقراط: قد يحتاج في الأمراض الحادة في الندرة إلى أن يستعمل الدواء المسهل في أولها. وينبغي أن يفعل ذلك بعد أن يتقدم فيدبر الأمر على ما ينبغي.
[commentary]
تلخيصه: إنما قال "في الندرة" لأنه ليس يكاد الأخلاط المولدة للمرض أن تكون في أوله مهتاجة. وإن اتفق أن يكون كذلك، فعل ما يتفق أن يكون بدن المريض منها الإسهال. فإن من مرضه من لحمه أو أطعمه لرخبر أو فيما دون الشراسيف منهم انتفاح أو في بعض الأحشاء ورم أو به حرارة شديدة، ليس بدن واحد منهم بمنتهى للإسهال ولا من كيموسات بدنه غليظ لزجة أو في المجاري سدة. والهيئة أن تطلف الأخلاط وترقق وتهتاج المجاري وإنما حذر استعمال المسهل في أول المرض الحاد لأن الحمى تحتاج إلى ترطيب؟ وتبريد، والمسهل يسخن ويجفف. فلا ينبغي أن يسقى المسهل إلا حيث يكون الانتفاع باستفراغ الكيموس الذي حدث عنه المرض أكثر من الضرر الذي ماله بسبب الأدوية المسهلة. ولذلك قال حنين: إنما نهى أبقراط عن ذلك خوفا من أن يهيج ما هو أشد منه. فقد قال في هذا الكتاب: إن كنت محركا في الأمراض شيئا، فحركه في ابتدائه.
Unknown page
المقالة الثانية
1
[aphorism]
قال بقراط: إذا كان النوم في مرض الأمراض يحدث وجعا فذلك من علامات الموت. وإذا كان النوم ينفع فليس ذلك من علامات الموت.
[commentary]
تلخيصه: أنه عند النوم تجتمع الحرارة في باطن الأبدان. فإذا لم يقو على غلبه دل على صعوبة المرض. وهذا أضر ما يكون في الحميات إذا كان في وقت انحطاط النوبة، فإن في هذه الحالة أقوى ما تكون الطبيعة على حل المرض. فأما * الضرر (1) الحادث عند نوم المريض في ابتداء النوائب فلا يدل على مكروه لأنه من مقتضى تلك الحالة إذا الحرارة والكيموسات تغور إلى عمق البدن سيما عند الاقشعرار والنافض. فإذا نفق النوم في هذه الحالة تطاولت مدة أعراض المرض، ولذلك يوم المريض في هذه الحالة بالانتباه لتميل PageVW0P006B الحرارة والروح إلى ظاهر البدن فتقاوم العارض.
2
[aphorism]
قال بقراط: متى سكن النوم اختلاط الذهن فتلك علامة صالحة.
[commentary]
تلخيصه: هذا * بعض (2) ما يشمله اللفظ العام المتقدم وهو قوله «إذا كان النوم في مرض من الأمراض يحدث وجعا».
3
[aphorism]
قال بقراط: النوم والأرق إذا جاوز كل واحد منهما المقدار القصد فتلك علامة رديئة.
[commentary]
تلخيصه: وهذا لأن النوم المفرط يكون من برد الدماغ، ومتى خالطته الرطوبة * حدث (3) عنه السرسام البارد أو اليبس حدث عنه الجمود. والأرق من سخونة الدماغ أو لغلبة المرة الصفراء عليه. وغلط من ظن بأوائل السبات أنها نوم طويل وأن من خاصية السبات أن يعسر الانتباه منه.
4
[aphorism]
قال بقراط: لا الشبع ولا الجوع ولا غيرهما من جميع الأشياء * محمود (4) إذا كان مجاوزا لمقدار الطبيعة.
[commentary]
تلخيصه: هذا لأن الصحة إنما هي بالاعتدال، فما جاوز الاعتدال لم يكن محمودا.
5
[aphorism]
قال بقراط: الإعياء الذي لا * يعرف (5) له سبب منذر بمرض.
[commentary]
تلخيصه: وهذا يدل على كيموس رديء وامتلاء. وقد يحس معه بألم القرحة فيدل على رداءة الكيموس. ويحس بألم الورم فيدل على كثرة الفضل. وبهما فيدل على اجتماعهما.
6
[aphorism]
قال بقراط: من يوجعه شيء من بدنه ولا يحس * بوجعه (6) في أكثر حالاته فعقله مختلط.
[commentary]
تلخيصه: يعني الحال التي منها يكون الوجع وهي الورم الحار والشرخ والجرح وما أشبهه.
7
[aphorism]
قال بقراط: الأبدان التي تهزل في زمان طويل فينبغي أن تكون إعادتها بالتغذية إلى الخصب بتمهل، والأبدان التي ضمرت في زمان يسير ففي زمان يسير.
[commentary]
تلخيصه: لأن من قصف في زمان طويل فذلك من ذوبان اللحم وضعف القوى والهضم فيرد إلى الخصب بتمهل. ولا نفعل ذلك فيمن ضمر في زمان يسير لأن سبب هذا الضمور استفراغ الرطوبات والأعضاء قوية فيتأتى أن * يغذى (7) غذاء قويا.
8
[aphorism]
قال بقراط: الناقه من المرض إذا كان ينال من الغذاء وليس يقوى فذلك يدل على أنه يحمل على بدنه أكثر مما يحتمل، وإذا كان ذلك وهو لا ينال منه دل PageVW0P007A على أن بدنه محتاج إلى استفراغ.
[commentary]
تلخيصه: معنى «ينال» أي يشتهي، فمن اشتهى ويتناول من الغذاء ولم يغذ دل على أنه يحتمل على بدنه أكثر مما يحمل فيصير كلا. ومن * كان (8) يشتهي قدر ما يكتفي به ففي بدنه أخلاط رديئة تحتاج إلى استفراغ.
9
[aphorism]
قال بقراط: كل بدن تريد تنقيته فينبغي أن تجعل ما تريد إخراجه منه يجري فيه سهولة.
[commentary]
تلخيصه: أراد به تقطع الأخلاط وتلطفها وتفتح السدد وتوسع المجاري وقبل إلا أنه البطن ممن يراد أن يسقيه مسهلا يستعد لذلك.
10
[aphorism]
قال بقراط: البدن الذي ليس بالنقي كلما غذوته زدته شرا.
[commentary]
تلخيصه : وهذا لأنه يفسد بفساد الكيموس الرديء. وأكثر ذلك يعرض إذا كانت المعدة ممتلئة كيموسات رديئة.
11
[aphorism]
قال بقراط: لأن يملأ البدن من الشراب أسهل من أن يملأ من الطعام.
[commentary]
تلخيصه: وهذا لما في الشراب من الحرارة والرطوبة وبهما يسهل الهضم، ولذلك قال بقراط «من احتاج بدنه إلى زيادة سريعة فأبلغ الأشياء في رد قوته الشيء الرطب، ومن احتاج من ذلك إلى ما هو أسرع فتقويته * بالشراب (9) ». وعنى بالرطب ما كان من الأشربة له مع رطوبة غلظ، فإن الشراب المائي يرد ولا * يغذو (10) إلا قليلا. فأما أحمر الغليظ * يغذو (11) ويقوى بسرعة.
12
[aphorism]
قال بقراط: البقايا * التي (12) تبقى من الأمراض بعد البحران من عادتها أن تجلب عودة من المرض.
[commentary]
تلخيصه: وهذا لأنه بقية رديئة ورطوبة غريبة وتصاراها أن تؤول إلى العفونة.
13
[aphorism]
قال بقراط: من يأتيه البرحان فقد يصعب مرضه في الليلة التي قبل نومه الحمى التي يأتي فيها البحران ثم في الليلة التي بعدها يكون أخف على الأمر الأكثر.
[commentary]
تلخيصه: وهذا لأن الطبيعة إذا أخذت في * تمييز (13) الجيد من الرديء اضطر المريض إلى اضطراب وقلق. وإنما يخف في الليلة التي بعدها لأن أكثر البحران يؤول إلى السلامة * إلا (14) في حال الوباء.
14
[aphorism]
قال بقراط: عند استطلاق البطن قد ينتفع بأختلاف ألوان البراز إذا لم يكن تغيرها إلى أنواع رديئة.
[commentary]
تلخيصه: وهذا لأن اختلاف أنواع البراز يدل على استفراغ أصناف كثيرة PageVW0P007B من الكيموسات فيكون * نقاء (15) البدن أصح وأوكد، لكن إن كان من ذوبان وعفونة فلا.
15
[aphorism]
قال بقراط: متى اشتكى الحلق أو خرجت في البدن بثور أو خراجات فينبغي أن تنظر وتتفقد ما يبرز من البدن فإنه إن كان الغالب عليه المرار فالبدن معه عليل، وإن كان ما يبرز منه مثل ما يبرز من البدن الصحيح فكن على ثقة في التقدم على أن تغذو البدن.
[commentary]
تلخيصه: أنه متى قويت الطبيعة على دفع الفضول الرديئة إلى خارج نقي البدن منها كان البراز خلوا من المرار فيغذى العليل. وإن كان في البراز مرار دل على أن البدن غير نقي فيستفرغ أولا ثم يغذى لما ذكر قبل وهو قوله «كلما غذوته رديئة شرا».
16
[aphorism]
قال بقراط: متى كان إنسان جوع فلا يتعب.
[commentary]
تلخيص: يعني بالجوع هاهنا عدم * الغذاء (16) . وعادم الغذاء يمنع الجوع من الرياضة والإسهال والفصد وسائر الحركات، فإن القوة مع هذه الحركات في هذه الحالة تجوز.
17
[aphorism]
قال بقراط: متى ورد على البدن غذاء خارج من الطبيعة كثيرا فإن ذلك يحدث مرضا ويدلك على ذلك برؤه.
[commentary]
تلخيص: أنه يمكن أن يفهم من معنى قوله «كثيرا» * أي (17) أكثر من أن تحتمله طبيعته وقوته فقد يكون الطعام المتناول يسيرا وهو بالإضافة إلى القوة كثيرا. ولهذا قيل إن الكثرة على ضربين: كثرة بحسب الأوعية وكثرة بحسب القوة، وهذه حالة تنقضي الاستفراغ بالفصد أو الشرط أو لدلك أو الرياضة أو الإمساك عن الطعام وذلك استفراغ بطريق العرض. فأما التنقية بالدواء فلا * يسميها (18) بقراط استفراغا ولا يستعمل في هذه الحالة وتسمى هذه الحالة حال كثرة لا حال فساد ما دام بحيث إذا استفرغ الفاضل قدرت الطبيعة على إحالة الباقي كالخمر الذي قد خمص قليلا، فقد تعود الطبيعة الخمرية بأن يراد عليه من الخمر. فأما إذا كان بحيث لا سبيل * إلا (19) رقة إلى الحالة الطبيعة فحينئذ يطلق عليه أسلم الفساد. ويجوز أن يفهم من لفظة بقراط الغذاء الخارج في كيفيته عن مجرى الطبيعة. وهذا لا يحدث مضرة إلا بمقدار من PageVW0P008A الكميت، فإن النيروج والأفيون ليس يغذوان ولا يحدثان مضرة إلا بمقدار من الكميت. ويجوز أن يفهم منه الطعام الكثير جدا الخارج عن العادة وكلها حق. ومعنى قوله * «والبرء (20) يدل على ذلك» فكأنه بقول متى حدث عقيب ما ذكرنا مرض فاستفرغ البدن فانتفع باستفراغه دل أنه إنما يحدث المرض من كثرة الغذاء.
18
[aphorism]
قال بقراط: ما كان من الأشياء يغذو سريعا دفعة فخروجه أيضا يكون سريعا.
[commentary]
تلخيصه: معنى قوله «يغذو سريعا» أي بعد تناولها بزمان يسير. ومعنى قوله «دفعة» أي توفى البدن غذاءه كله في مدة سريعة. ويعلم أنه يعظم النبض وقوته * واستفاد (21) البدن قوة. وأبلغ الأشياء كلها فيما ذكرنا الشراب على تفاوت درجاتها وبالضد منها لحم البقر والمكسور والعدس، فإنها يغذو بعد تناولها بزمان طويل قليلا قليلا. وقد تكتسب الأغذية بالمعدة هذه الحالة. وبحسب سرعة إغذائها سرعة خروجها بالبراز والبول. وقيل: أراد بالخروج التخلل فإن الطعام السريع الاستحالة سريع التخلل وبالضد وهذا أيضا حق إلا أن لفظ الخروج قل ما * استعمل (22) فيه.
19
[aphorism]
قال بقراط: إن التقدم بالقضية في الأمراض الحادة بالموت كانت أو بالبرء ليس يكون غاية الثقة.
[commentary]
تلخيصه: المرض الحاد هو الذي له مع سرعة انقضائه عظيم. فإن حمى يوم سريعة الانقضاء وليس بمرض حاد. وإنما لم يكن الحكم فيها بغاية الثقة لسرعة * تغير (23) المرض الكائن عن الكيموسات الرديئة وسرعة انصبابها من موضع إلى موضع.
20
[aphorism]
قال بقراط: من كان بطنه شبابه لينا فإنه إذا شاخ يبس بطنه، ومن كان في شبابه يابس البطن فإنه إذا شاخ لان بطنه.
[commentary]
تلخيصه: وهذا لا يكون دائما لكن في أكثر الحالات وفيمن يكون تدبيره تدبيرا واحدا، وينبغي أن يعلم أنه إنما يلين بطنه الشباب. أما البرودة في معدته فيتناول بسببها من الطعام أكثر مما يجذبه الكبد. فإذا شاخ وتعاقم هذا البرد قلت هذه الشهوة فتجف البراز لعلة ما يتناول بقياس ما ينفرذ إلى الكبد. وأما لكثرة انصباب المرة الصفراء PageVW0P008B إلى أمعائه وتقل هذه المادة أعنى الصفراوية إذا شاخ فيبس بطنه. وأما من قبل ضعف القوة الماسكة لاستيلاء الرطوبة عليها فتقوى هذه القوة التي ضعفت بالرطوبة بمقارنة اليبوسة إياها عند الشيخوخة، وهذا فيمن معدته حارة. فأما من كانت معدته باردة فإنها في وقت الشيخوخة يصير إلى الإفراط من البرد فتبقى القوة الماسكة على ضعفها فيبقى لين الطبيعة. وذلك لأن مع المزاج المفرط يضعف الأفعال وييبس بطن الشباب إما لقلة ما يتناول بقياس ما ينفذ إلى الكبد لقلة الشهوة بسبب حرارة فم المعدة فإذا شاخ قلت هذه الحرارة فقويت الشهوة * وقل (24) النفوذ بالإضافة إلى ما يتناول فلان بطنه، أو لقلة تولد المرار وانصبابه بسبب برودة الكبد فقد يعاقم هذا البرد إذا شاخ فيضعف نفوذ إلى الكبد فيلين البطن، وقد يمكن أن يبقى على ما كان من قبل. وأما لشدة القوة الماسكة بسبب اليبس فإذا شاخ أفرط هذا اليبس فضعفت هذه القوة فلان البطن.
21
[aphorism]
قال بقراط: شرب الشراب يشفي من الجوع.
[commentary]
تلخيصه: يعنى الجوع الكلي الحادث بسبب برودة المزاج أو بسبب كيموس حامض سواء كان ذلك من البلغم أو من السود والشراب يشفي عنهما جميعا، لا الجوع الحادث بسبب الإمساك عن الطعام. فإن الشراب يضر هؤلاء وتشنجهم تشنجا رطبا.
22
[aphorism]
قال بقراط: ما كان من الأمراض يحدث من الامتلاء فشفاؤه يكون بالاستفراغ، وما كان منها يحدث من الاستفراغ فشفاؤه يكون بالامتلاء، وشفاء سائر الأمراض يكون بالمضادة.
[commentary]
تلخيص: وهذا إذا كان الامتلاء باقيا وكان المرض يجد في حال الحدوث فحينئذ يزول المرض بإزالة السبب المحدث له، وذلك يكون بضده، وهذا الجزء من الطب الذي يسمى بالتقدم بالحفظ. فإن كان السبب أخذ في التأثير فالمداواة مركبة من التقدم بالحفظ والشفاء. وإن كان حدث وقوع فيحتاج إلى شفاء خاص.
23
[aphorism]
قال بقراط: البحران يأتي في الأمراض الحادة في أربعة عشر يوما.
[commentary]
تلخيصه: البحران تغيير عظيم يحدث في المرض دفعة إما إلى السلامة PageVW0P009A أو إلى أجود يعنى أجود من المرض وأدون من السلامة، وذلك عندما يقهر الطبيعة المرض؛ وإما إلى العطب أو إلى حال أردأ يعنى أردأ من المرض وأهون من العطب، وذلك حين يقهر القوة. فالأمراض التي يأتي فيها البحران في اليوم الرابع عشر أو فيما دونه مثل الحادي عشر أو التاسع أو السابع أو الخامس فإن بقراط يسميها حادا مطلقا. وما كان منها في السادس كان مذموما، ويقول إنه لا يكون مرض حدته متصلة دائمة ويتجاوز أربعة يوما. فأما إذا اشتد في بعض الأيام وخف من غير إنذار في بعضها فقد يتجاوز هذه المدة يعني الأربعة عشر. والأمراض التي لا يتم بحرانها في هذه الأيام أو لا يكون بل يتأخر إلى يوم الأربعين فلا يسميها حادة مطلقة.
24
[aphorism]
قال بقراط: الرابع منذر بالسابع، وأول الأسبوع اليوم الثامن والمنذر اليوم الحادي عشر لأنه الرابع من الأسبوع الثاني واليوم السابع عشر يوم إنذار لأنه اليوم الرابع من الرابع عشر واليوم السابع من الحادي عشر.
[commentary]
تلخيصه: أيام الإنذار هي الأيام التي تظهر فيها علامة تدل على بحران يأتي فيما بعد فالرابع منذر بالسابع والحاذي عشر بالرابع عشر لأنه اليوم الذي تقع عليه * قسمة (25) الأسبوع الثاني بنصفين، ولذلك السابع عشر ينذر بالعشرين لأن عليه تقع * قسمة (26) الأسبوع الثالث، إلا أنه وصل الأسبوع الثالث بالثاني وفصل الثاني من الأول. فجعل ابتداء الأسبوع الثاني اليوم الثامن ولم يجعل ابتداء الأسبوع الثالث اليوم الخامس عشر، فإنه جعل انقضاءه يوم العشرين والتجربة تدل عليه. فإنه حكى في كتاب أبيديميا أن مرضى أتاهم البحران على هذا الحساب يوم الأربعين وبعده يوم الستين وبعده يوم الثمانين، وعلى هذا القياس انقضاء الثلاثة الأسابيع التي بعد العشرين يوم الأربعين وبعده يوم الستين وبعده يوم الثمانين.
25
[aphorism]
قال بقراط: إن الربع الصيفية تكون في أكثر الأمر قصيرة والخريفية طويلة ولا سيما متى اتصلت بالشتاء.
[commentary]
تلخيصه: أن جميع الأمراض الصيفية قصيرة لأن الكيموسات تذوب فتتحلل فينقضي المرض فيمن قوته قوية وتنحل قوة الضعيف مع تحلل المادة فيموت PageVW0P009B . والأمر في الشتاء بالضد.
26
[aphorism]
قال بقراط: لأن تكون الحمى بعد التشنج خير من أن يكون التشنج بعد الحمى.
[commentary]
تلخيصه: تشنج إذا حدث للصحيح بغتة فذلك من كيموس بارد لزج، وقد تسخنه الحمى وتلطفه وتحلله. وإذا حدث بعد حمى محرقة فذلك اليبس والآفة عظمت لأن ترطيبه عسر وشدة المرض لا تمهل.
27
[aphorism]
قال بقراط: لا ينبغي أن تغتر بخف يجده المريض بخلاف القياس ولا أن تهولك * أمور (27) صعبة تحدث على من ذلك القياس فإن أكثر ما يعرض ليس بثابت ولا تطول مدته.
[commentary]
تلخيصه: خفة المرض القوي بغتة من غير استفراغ ولا ظهور علامات النضج غير معتمدة كما أن الأعراض الهائلة لا تخشي مع ظهور علامات النضج.
28
[aphorism]
قال بقراط: من كانت به حمى ليست ضعيفة جدا فأن يبقى بدنه على حاله ولا ينقص شيئا أو يذوب بأكثر مما ينبغي رديء لأن الأول ينذر بطول من المرض والثاني يدل على ضعف من القوة.
[commentary]
تلخيصه: إنما يبقى البدن على حاله في هذه الحمى التي ليست بالضعيف جدا إما لفرط الامتلاء أو لكثافة الجلد أو لغلظ الكيموسات. وكل ذلك منذر بطول المرض والهزال المجاوز للمقدار إذا لم يكن سبب الاستفراغ محسوس أو ترك طعام أو سهر أو حركة مفرطة أو هم يدل على ضعف القوة وينبغي أن يقاس بين الحصب البدن وهزاله وبين عظم الحمى وطولها، فإن الحمى متى كانت أعظم وأقوى وأطول كان بهزيلها أكبر لا سيما للصبيان لسرعة انحلال أبدانهم وللمشايخ الهرمي لضعف قواهم.
29
[aphorism]
قال بقراط: ما دام المرض في ابتدائه فإن رأيت أن تحرك شيئا فحرك، فإذا صار المرض إلى منتهاه فينبغي أن يستفر المريض ويسكن.
[commentary]
تلخيصه: أن الأجود في معونة الطبيعة على الإنضاج أن يستعمل الاستفراغ بالفصد أو الإسهال إذ احتاج اليه في ابتداء المرض لثقل المادة فسهل * نضجها (28) لا سيما والمرض في * منتهاه (29) ضعيف والقوة قوية.
30
[aphorism]
قال بقراط: إن جميع الأشياء في أول المرض وآخره أضعف وفي منتهاه أقوى.
[commentary]
تلخيصه: يعني الأعراض كالأرق والكرب وما أشبههما. وأما المرض الذي يرجى فيجب ضرورة أن يكون في المنتهى أمثل.
31
[aphorism]
قال بقراط: إذا كان الناقه يحظى من الطعام فلا يتزيد بدنه شيئا PageVW0.P010A فذلك رديء.
[commentary]
تلخيصه: أنه ربما كان ذلك من قبل ضعف القوة الغاذية وربما كان من قبل فضل أخلاط رديئة.
32
[aphorism]
قال بقراط: إن في أكثر الحالات جميع من حاله رديئة ويحظى من الطعام في أول الأمر فلا يتزيد بدنه شيئا فإنه يؤول بآخره إلى أن لا يحظى من الطعام. فأما ما من يمتنع عليه في أول أمره النيل من الطعام امتناعا * شديدا (30) ثم يحظى منه بآخره فحاله أجود.
[commentary]
تلخيصه: إنما يحظى الناقه من الطعام ولا يتزيد في بدنه لقوته الشهوة ورداءة الحال. فإذا تمادى به الزمان * ازدادت (31) تلك الرداءة وضعف الشهوة. وأما الناقه إذا لم يشبه أولا ثم اشتهى بآخره فحاله أجود لأن الطبيعة في حال الأفلاك ينضج الفضل الذي كان سبب العلة.
33
[aphorism]
قال بقراط: صحة الذهن في كل مرض علامة جيدة وكذلك الهشاشة للطعام وضد * ذلك (32) علامة رديئة.
[commentary]
تلخيصه: أنه ليس يسلم المرض ضرورة مع جودة علامة ما ولا يعطب من رداءة علامة ما فقد تغلب علامة جيدة علامات رديئة، وبالضد مثل جودة التنفس وصحة الذهن والهشاشة للطعام فإنها في الأمراض الحادة تدل على السلامة وإن كانت معها أعلام رديئة. وذلك أن هذه العلامات تدل على قوة الأعضاء الرئيسة لأن جودة النفس تدل على حال القلب والهشاشة للطعام على حال الكبد وجودة وصحة الذهن تدل على حال الدماغ.
34
[aphorism]
قال بقراط: إذا كان ملائما * لطبيعة (33) المريض وسنه وسخنته والوقت الحاضر فخطره أقل منه إذا كان غير ملائم لواحدة من هذه الخصال.
[commentary]
تلخيصه: عنى بالطبيعة المزاج، وإنما صار غير الملائم أشد خطرا لأنه يدل على قوة السبب الفاعل للمرض. فإن الحمى المحرقة في الشتاء الشاتي لا يعرض للشيخ إلا القوة تغلب مزاج الوقت والسن ولا يناقض هذا قوله «البحوحة والنزلة في الشيخ الفاني لا ينضجان» فليس معنى لا يتضح أن يكون. وأخطر على أن كل ما يعرض للشيخ الفاني فهو ذو خطر لضعف قوته ولا ما قاله في أبيديميا إن أكثر من كان يموت من كانت طبيعته مائلة إلى السل فإنه عنى بالطبيعة هناك الخلقة لا المزاج.
35
[aphorism]
قال بقراط: PageVW0P010A إن الأجود في كل مرض أن يكون ما يلي السرة والثنة له ثخن، ومتى كان رقيقا جدا منهوكا رديء، وإذا كان أيضا كذلك فالإسهال معه خطر.
[commentary]
تلخيصه: أقسام البطن ثلاثة ما دوه الشراسيف السرة والثنة وهي ما بين السرة إلى الفرج، وهزال هذه الأعضاء علامة رديئة تدل على ضعفها وتضر بجودة الاستمرار المعدة والكبد ينتفعان بثخن هذه الأغشية. ولا شك أن في الإسهال والقيء مع رقة هذه الأعضاء خطر.
36
[aphorism]
قال بقراط: من كان بدنه صحيحا فأسهل أو قيئ بدواء أسرع إليه الغشي، وكذلك من كان يغتذي بغذاء رديء.
[commentary]
تلخيصه: وهذا لأن المسهل ينهك الأبدان الصحيحة يضعفها فيحدث الغشي، وكذلك يعرض لمن في بدنه فضول رديئة من أغذية رديئة يناولها، فإذا أثارها الدواء وأظهرت فحدث الغشي.
37
[aphorism]
قال بقراط: من كان بدنه صحيحا فاستعمال الدواء فيه يعسر.
[commentary]
ص: وهذا لأن الدواء المسهل * يتوقى (34) إلى جذب الكيموسات الملائم، فإذا لم نجد فضلا أسرع ما يلائمه باستكراه.
38
[aphorism]
قال بقراط: ما كان من الطعام والشراب أخس قليلا إلا أنه ألذ فينبغي أن يختار على ما هو منه أفضل إلا أنه أكره.
[commentary]
ص: وهذا لأن احتواء المعدة على المشتهى أقوى فيكون الهضم أبلغ، ولذلك يحدث غير المشتهى إما شفيا أو نفخا وخضخضة.
39
[aphorism]
قال بقراط: الكهول في أكثر الأمر يمرضون أقل مما عرض الشبان إلا أن ما يعرض لهم من الأمراض المزمنة على أكثر الأمر يموتون وهي بهم.
[commentary]
ص: أراد الكهول الضابطين، فإن من لم يضبط منهم نفسه فأمراضه أكثر من أمراض الشبان إلا قويا يضعفهم، ولذلك لا يفارقهم أمراضهم المزمنة إلى الممات.
40
[aphorism]
قال بقراط: إن ما يعرض من البحوحة والنزلة للشيخ الفاني لا ينضج.
EDITOR|
(the rest of bk2 is missing in Ox1)
Unknown page
EDITOR|
Ox1 contains only a part of book 3 owing to lacking several folios of the exemplar 22 (lacking the lemma)
ص: وفي هذا المعنى جميع الأمراض الباردة ليس صنع الخريف بعد الصيف كصنع الصيف بعد الربيع لأن الصيف يستفرغ الأخلاط العالية يجذبها إلى خارج والخريف بالضد ولذلك يعرض من أمراض الربيع في الصيف القليل ويعرض أكثر أمراض الصيف الخريف. وأما الربع فتحدث لغلبته المرة السود. والحميات المخلطة لاختلاف PageVW0P011A مزاج الوقت. وعظم الطحال لكثرة السوداء. والاستسقاء لغلظ الطحال. والسل لبرد الوقت ويبسه واختلاف مزاجه. وتقطير البول للبرد الحادث ولحدة الأخلاط الرديئة إذا * اختفت (1) بغتة وقد كانت من قبل بالعرق. والزلق لقروح تحدث في سطح المعدة والأمعاء لاحتقان فضول الدائمة أو لضعف القوة الماسكة ليغير مزاج المعدة يتغير الهواء. والذبحة والربو ووجع الورك وورم الأمعاء والصرع فلإمالة الخريف الأخلاط الرقيقة التي فتها * الصيف (2) إلى عموق البدن. والجنون فلحسب الأخلاط المرارية. والوسواس فلسوداء.
1
[aphorism]
قال بقراط: وأما في الشتاء فيعرض ذات الجنب وذات الرئة والزكام والبحوحة * وسعال (3) وأوجاع الجنين والقطن والصداع والسدر والسكات.
[commentary]
ص: أما ذات الجنب والرئة فلما مال آلات النفس من الضد بسبب البرد وعسير احتياطها منه بخلاف سائر الأعضاء. فأما السعال والزكام وذات الرئة فسببها الآفة التي تدخل على الرأس بسبب البرد. والسدر والسكات فلامتلاء الدماغ.
2
[aphorism]
قال بقراط: فأما في الأسنان فيعرض هذه الأمراض. فأما الأطفال الصغار حين يولدون فيعرض لهم القلاع والقيء والسعال والسهر والتفزع وورم السرة فيه ورطوبة الأذنين * كلا (4) .
[commentary]
ص: * وأما (5) القلاع فيعرض اللين آلات الطفل فلا يحتمل لسانه ملاقات اللبن ولنفسه فإن فيه جلاء. وأما القيء فلتناولهم فوق القدر الكافي. وأما السهر فلأن من حصائهم الطبيعة كثرة النوم. والتفزع فإنما يعرض لمن كانت منهم معدته حساسة أو ضعيفة أو كان بهما فيجتمع فيها فضول. وأما ورم السرة فلقرب العهد بالقطع. ورطوبة الأذن فضلا عن سائر المجاري فلفرط رطوبة دما عنهم وكثرتها.
3
[aphorism]
قال بقراط: فإذا قرب الصبي من أن ينبت له الأسنان عرض له مضيض في اللثة وحميات وتشنج واختلاف لا سيما إذا نبتت له الأنياب وللعبل من الصبيان ولمن كان بطنه معتقلا.
[commentary]
ص: أما المضيض فهو ضرب من الحكة مع أذى يسير فلأجل نبت السن. والحمى لأجل الوجع والسهر PageVW0P011B والورم. وأما التشنج فلضعف أعضائهم لا سيما للعبل منهم لأن بدنه ممتلئ فضولا، وكذلك من كان بطنه يابسا.
4
[aphorism]
قال بقراط: فإذا تجاوز الصبي هذا السن عرض له ورم الحلق ودخول حرزة القفا والربو * والحصى (6) والحيات والدود والثآليل المتعلقة والخنازير وسائر الخراجات.
[commentary]
ص: ورم الحلق إنما كان في الغشاء المستبطن للمعدة والمريء وربما كان فيما وراءه من العضل. وعند ذلك يعرض لخرزة القفا الميل إلى داخل، فإن * تلك (7) الخرزة إذا حدرها العضل المتورم مالت إلى مقدم العنق. وإنما نذكر حدوث ذلك للمولود وإن كانت الرطوبة فيه أكثر لأنه يهلك قبل أن يظهر في حلقه مثل هذا الورم لأن الأعضاء من الطفل الصغير المولود لينة ولا يمكن أن يعرض فيها التمدد الشديد بانجذاب الخرزة إلى داخل. وأما الربو فعند ما يمكن الرئة من الفضول المنحدرة وانحدار هذه الفضلة في المولود أكثر إلا أنه يقبله سريعا. وتولد الحصى فلاجتماع كثرة الفضول البتة لترك القصد في * المطعم (8) ويحجرها بالحرارة القوية. والحيات فلحرارة تحيل مادة مستعدة لكون الحيوان ولا تقوى الحرارة في الصغير لأن يفعل ذلك وإن كانت الرطوبة كثيرة. والثآليل من فضل أذى ني غليظ يميل إلى ظاهر البدن، وسماه بقراط من حله الخراجات والمخصوص باسم الخراج الورم الحادث من غير سبب ظاهر يتولد أسرع ما يكون ويحدر رأسه ويجمع المدة وأكثر تولده في اللحم الرخو الخنازير. وإن حدثت في اللحم الرخو فليست من مادة حارة ولا يسرع إلى التشنج لكن إلى البرد وطبيعة البلغم أميل.
5
[aphorism]
قال بقراط: فأما من جاوز هذه السن فيعرض له الربو وذات الجنب وذات الرئة والحمى التي يكون معها السهر والحمى التي يكون معها اختلاط العقل والحمى المحرقة * والهيضة (9) وزلق الأمعاء والاختلاف الطويل وسحج الأمعاء وانفتاح العروق من أسفل.
[commentary]
ص: إن سن الشباب ينقضي مع الأسبوع الخامس. والسن الذي يتلو هذا السن فمدتها أسبوعها، وأصحابها يشتهون PageVW0P012A بالشبان ولا يحتملون ومزاجهما ميل إلى السوداء، ولذلك يعرض لهم الوسواس السوداوي كما يعرض الخريف إذ فعل الكهولة في هذا السن كفعل الخريف بعد الصيف. فأما الربو وذات الجنب والرئة فيعرض لهم أكثر مما يعرض للشبان لأنهم يستعملون من التدبير ما يستعمل الشبان وأبدانهم أضعف. وإنما يطول الذرب بهم لنقصان ذهاب الغذاء في أبدانهم فإن الكهول أقل الناس حاجة إلى الغذاء لأن ما يتحلل من أبدانهم أقل لقلة الحرارة ولم يضعف بعد القوة الماسكة فيهم الصعف الذي يعرض للمشايخ بسببه فتحلل أبدانهم أكثر فتختارون إلى غذاء متدارك. ولأن كثرة الاختلاف قد يكون لنقصان الهضم ولحدة المرار المسحجة فهذه هموجودة في الكهول وإنما يحتمون لأنهم لم تبرد بعد أبدانهم برد أبدان المشايخ. وانفتاح العروق فلانحدار المرة السود إلى العروق التي في المعدة وهو خاص لهم كالوسواس.
6
[aphorism]
قال بقراط: وأما المشايخ فيعرض لهم رداءة التنفس * والنزل (10) التي يعرض معها السعال وتقطير البول وعسره وأوجاع المفاصل والكلى والدوار والسكات والقروح الرديئة وحكة البدن والسهر ولين البطن ورطوبة العينين والمنخرين وظلمة البصر والزرقة وثقل السمع.
[commentary]
ص: عنى بالمشايخ أصحاب السن القصوى لأنه لم يذكر بعدهم سنا. وإنما تعتريهم النزل التي يعرض معها السعال * يولد (11) البلغم لغلبة البرد على الدماغ ولضعف قواهم يتولد السدد في كلاهم. وأوجاع المفاصل فلتجلب الفضول إليها، وربما عرض من برد. والأدوار فلرياح بخارية سكن في الدماغ ويتحرك حركة مضطربة، وربما ارتفعت من المعدة بسبب فضول رديئة. والسكات تختص بهم. وإن حدثت بهم قرحة، عسر برؤها لقلة الدم. ويعرض لهم الحكات لعسر تحلل الفضول من الجلد الكثافة وغلظها بسبب البرد. وأما السهر فلا يعرض دائما لكن عند انتقاص الفضول فحينئذ يستولى البرء أيبس ولذلك قيل السهر أخص الأعراض بسن المشايخ. فأما عند اجتماع الفضول البلغمية فلا يغلب لهم السهر. وأما رطوبة العين والمنخر فلكثرة رطوبة الدماغ. وضعف السمع والبصر لضعف PageVW0P012B الحسة. وأما الزرقة فلإفراط يبس آلة البصر * وهو (12) صنف من الماء المتولد في العين.
Unknown page
المقالة الرابعة
1
[aphorism]
قال بقراط: ينبغي أن تسقى الحامل الدواء إذا كانت الأخلاط في بدنها هائجة منذ يأتي على الجنين أربعة أشهر وإلى أن يأتي عليه سبعة أشهر ويكون التقدم على هذا أقل. وأما ما كان أصغر من ذلك وأكثر منه فينبغي أن يتوقى عليه.
[commentary]
ص: حال اتصال الجنين بالرحم الحال اتصال * الحمل (1) بالشجرة وهو أضعف ما يكون اتصالا في حال ما يكون نورا، وعند الإدراك أقوى ما يكون اتصالا الحال المتوسطة بينهما، كذلك الجنين. ولذلك لا تحرك الحامل بالمسهل في هذين الوقتين البتة ولا في الحال المتوسطة بينهما إلا إذا كانت الحاجة ماسة والأخلاط هائجة.
2
[aphorism]
قال بقراط: إنما يسقى من الدواء ما يستفرغ من البدن النوع الذي إذا استفرغ من تلقاء نفسه نفع استفراغه. وأما من كان استفراغه على خلاف ذلك فينبغي أن تقطعه.
[commentary]
ص: وهذا لأن من الواجب أن * يقتدي (2) الطبيب بالطبيعة. وقد يستدل على نوع المادة التي يجب استفراغها بالدواء المسهل ولون المريض وسنه وبلده ومزاجه ومهنته ونوع المرض، مثل * المرة (3) الصفراوية يقتضي استفراغ الصفراء أو حسن الاستقلال وجودة الاحتمال والإحساس بالخفة بعد شرب المسهل دليل على أن المستفرغ كان من النوع الذي وجب استفراغه.
3
[aphorism]
قال بقراط: ينبغي أن يكون ما يستعمل من الاستفراغ بالدواء في الصيف من فوق أكثر وفي الشتاء من أسفل.
[commentary]
ص: لأن الواجب أن يستفراغ كل خلط من الناحية المائلة إليه. والأخلاط ينور في الصيف إلى أعلى البطن، وبالضد.
4
[aphorism]
قال بقراط: بعد طلوع الشعرى العبور وفي طلوعها وقبله يعسر الاستفراغ بالأدوية.
[commentary]
(lacking a few words)
[commentary]
المسهلة والمقيئة، ولذلك يحكم الكثير عند تناول هذه الأدوية * لأن (4) القوة تضعف في الحد فتتضاعف بالاستفراغ ولأن * الاستفراغ (5) يعسر في هذه الحال لأن حرارة الجو تجاذب الأخلاط إلى الظاهر صنع الاستحمام في قطع الاستفراغ المسهل.
5
[aphorism]
قال بقراط: من كان قضيف البدن وكان القيء أسهل عليه فاجعل استفراغك القضيف إياه بالدواء من فوق وتوق أن يفعل ذلك في الشتاء.
[commentary]
ص: كان ينبغي أن يلحق به لفظ أكثر لأن القضيف في الغالب صفراوي. فإذا سهل عليه القيء استفرغ به في الصيف.
6
[aphorism]
قال بقراط: فأما من كان يعسر فيه القيء وكان PageVOxP013A من حسن اللحم على حال متوسطة فاجعل استفراغك إياه بالدواء من أسفل وتوق أن تفعل ذلك في الصيف.
[commentary]
ص: من عسر عليه القيء ولم يكن قضيفا استفرغ بالإسهال في الشتاء. فإن احتاج إلى استفراغ من فوق فعل ذلك في الصيف.
7
[aphorism]
قال بقراط: وأما أصحاب السل، فإذا استفرغتهم بالدواء فاحذر أن يستفرغهم من فوق.
[commentary]
ص: وهذا * لضعف (6) آلات النفس في هؤلاء، ويعني بأصحاب السل الواقعين فيه * والمتهيئة (7) له.
8
[aphorism]
قال بقراط: وأما من كان الغالب عليه المرة السوداء فينبغي أن تستفراغه من أسفل بدواء أغلظ إذ تضيف الضدين إلى قياس واحد.
[commentary]
ص: يعني بالأغلظ الأقوى لأن السوداء لا يؤاتي إلا بدواء قوي. ويستفرغ من أسفل الغلظ.
9
[aphorism]
قال بقراط: ينبغي أن يستعمل دواء * الاستفراغ (8) في الأمراض الحادة جدا إذا كانت الأخلاط هائجة منذ أول يوم فإن تأخيره في مثل هذه الأمراض رديء.
[commentary]
ص: إنما يأمر بالمبادرة إشفاقا على القوة قبل أن تضعف القوة وتتزايد حرارة الحمى وتصير الأخلاط من عضو خسيس إلى عضو شريف. وعنى بالحادة جدا الأمراض التي بحرانها في الأسبوع الأول.
10
[aphorism]
قال بقراط: من كان به مغص وأوجاع حول السرة ووجع في القطن دائم لا يتحلل لا * بدواء (9) مسهل ولا بغيره فإن أمره يؤول إلى استسقاء اليابس.
[commentary]
ص: المغص إما من لذيع أو ريح نافخة في الأمعاء لا منفذ لها. وإذا لم يتحلل بمسهل ولا غيره دل على مزاج رديء مستول عليها يؤدي إلى استسقاء الطبلي وهو اليابس الذي لا ماء معه لكن هو أغلظ. وذلك لا يكون من حرارة لأن الرطوبة لا تستحيل هواء إلا بحرارة الرطوبة.
11
[aphorism]
قال بقراط: من كان به زلق الأمعاء فاستفراغه بالدواء في الشتاء من فوق رديء.
[commentary]
ص: يعني بالزلق خروج الطعام كما كان. وهذا المزاج رديء يغلب على آلات البطن. وربما كان ليقرح في سطح المعدة والأمعاء بسبب كيموس حار لطيف. وهذا الكيموس وإن كان لطيفا مائلا إلى فوق فلا يستفرغ بالقيء لأجل الشتاء. وكذلك إن كان بلغما راسخا لأن القيء يستفرغ ما كان في المعدة دون الأمعاء.
12
[aphorism]
قال بقراط: من احتاج إلى أن يسقى الخربق وكان استفراغه من فوق لا يؤاتيه بسهولة فينبغي أن يرطب بدنه قبل السقي بغذاء أكثر وبراحة.
[commentary]
ص: من لم يؤاته القيء بسهولة فلا يسقى الخربق حتى * تهيئ (10) بدنه القيء فيعود PageVW0P013B القيء بالأشياء اللينة ويترطب بدنه بالغذاء المطلق وهو الخلو من * العفوصة (11) والحرافة والملوحة والمرارة فإن أشباهها بسبب بغذاء مطلق لكن غذاء ودواء. فأما الماء فلا يرطب شرب أو استعمل من خارج والراحة لا تعمل الترطيب بذاتها لكن بطريق العرض بمعنى أنها لا تجفف الرطوبة المتولدة في البدن.
13
[aphorism]
قال بقراط: إذا سقيت إنسانا خربقا فليكن قصدك لتحريك بدنه أكثر ولتنويمه وتسكينه أقل. وقد يدل ركوب السفن على أن الحركة تثور الأبدان.
[commentary]
ص: إن الحركة تعين على ثوران الأخلاط وتهيج القيء فلذلك أمر به.
14
[aphorism]
قال بقراط: إذا أردت أن يكون استفراغ الخربق أكثر فحرك البدن. وإذا أردت أن تسكنه فنوم الشارب له ولا تحركه.
[commentary]
ص: وهذا لأن السكون يسكن الأخلاط ويمنع من الثوران. وأكثر منه فعلا النوم إذا سكن معه الكثرة من الحركات النفسانية.
15
[aphorism]
قال بقراط: شرب الخربق خطر لمن كان لحمه صحيحا. وذلك أنه يحدث تشنجا.
[commentary]
ص: ربما يحدث التشنج لشدة قوته ولا يختص بالأضرار لهؤلاء الخربق، فإن الأدوية المسهلة رديئة للأصحاء.
16
[aphorism]
قال بقراط: من لم يكن به جمى وكان به امتناع من الطعام ونخس الفؤاد وسدر ومرارة في الفم فذلك يدل على استفراغه بالدواء من فوق.
[commentary]
ص: يعني بالفؤاد فم المعدة والسدر فقدان حسن التصريف عقيب دوار بسبب آفة من أخلاط لذاعة تنال القصب المنحدر من الدماغ إلى المعدة. فمن عرضت له هذه الأعراض مع عدم الشهوة دل على الحاجة إلى التنقية بالقيء.
17
[aphorism]
قال بقراط: الأوجاع التي فوق الحجاب تدل على الاستفراغ بالدواء من فوق. والأوجاع التي من أسفل الحجاب تدل على الاستفراغ بالدواء من أسفل.
[commentary]
ص: يعني بالأوجاع المحتاجة إلى الاستفراغ لا كلها.
18
[aphorism]
قال بقراط: من شرب دواء الاستفراغ فاستفرغ ولم يعطش فليس ينقطع عنه الاستفراغ حتى يعطش.
[commentary]
ص: إنما سرع العطش إلى شارب المسهل إما من قبل الدواء إذا كان حادا لذاعا أو من قبل الخلط المستفرغ إذا كان مرة صفراء أو من قبل حرارة المعدة ويبسها إما عرضيا وإما أصليا. ويبطئ الأضداد ما ذكرنا ثم يحدث وإن لم يكن قويا.
19
[aphorism]
قال بقراط: من لم تكن به حمى وأصابه مغص PageVW0P014A وثقل في الركبتين ووجع في القطن فذلك يدل على أنه يحتاج إلى الاستفراغ بالدواء من أسفل.
[commentary]
ص: وهذا مثل الخلط إلى أسفل.
20
[aphorism]
قال بقراط: البراز الأسود الشبيه بالدم الآتي من تلقاء نفسه كان مع حمى من أردأ العلامات. وكلما كانت الألوان في البراز أكثر كانت العلامة أردأ. وإذا كان ذلك مع شرب دواء، كانت تلك الألوان أكثر كان ذلك أبعد من الرداءة.
[commentary]
ص: ليس يعني بهذا البراز الذي ذكره المرة السوداء الحامضة الحادة لكن عكر الدم شبيه الدم إذا اسود في الحرارة. فمتى اجتمع من * هذا (12) العكر في الكبد شيء كثير لم يجذبه الطحال وضعف الكبد عن إمساكه خرج في البراز. فمتى كان خروجه في أول المرض أو تزيده، لم يسلم المريض لأنه يدل على آفة عظيمة عرضت للكبد. فأما فيما بعد ذلك فقد سلم إذا كان خروجه على وجه دفع الطبيعة للفضول الرديئة. ولم يفصل بقراط ذلك في هذا الموضع إما اتكالا على ما قاله في موضع آخر وهو أن الأشياء التي بها يكون البحران الجيد ينبغي أن لا يظهر بديئا على أن لفظة «آتي» استعمل على طول من المدة، وإنما دم كثرة الألوان في البراز الآتي تلقاء نفسه لأنه يدل على حالات في البدن رديئة ولا يدل على رداءة الحال إذا كان ذلك بدواء مستفرغ.
21
[aphorism]
قال بقراط: أي مرض خرجت في ابتدائه المرة السود من أسفل أو من فوق فذلك علامات دالة لعى الموت.
[commentary]
ص: وهذا لأنه لا يكون بروز ما يبرز في أول العلة بحركة طبيعية لأن المادة لا تكون نضجة بل المحمود فيما يبرز أن يكون قد تقدمه النضج ثم التميز ثم الاتسفراغ فالمرة السود. وكل خلط رديء إذا خرج في آخر المرض بعد ظهور علامات النضج كان محمودا وبالضد.
22
[aphorism]
قال بقراط: من أنهكه مرض حاد أو * مزمن (13) أو إسقاط أو غير ذلك ثم خرجت مرة سود أو بمنزلة الأسود فإنه يموت في * غد (14) ذلك * اليوم (15) .
[commentary]
ص: إنه متى خرجت المرة السوداء أو البراز الشبيه بالدم والمريض ضعيف القوة فذلك دليل على عظم المرض وإنه ليس شيء من القوى يحس هذه المواد وبالحرى أن لا يتأخر الموت عن غد تضعف القوة. فأما الفصل بين البراز الأسود والشبيه بالدم وبين الدم أن هذا البراز ذائب غير جامد. والفصل بينه وبين المرة السوداء بالبريق والبلد مع الأرض من المرة السوداء وعدمها في البراز الأسود.
23
[aphorism]
PageVW0P014B قال بقراط: اختلاف الدم إذا كان ابتداؤه من المرة السود فذلك من علامات الموت.
[commentary]
ص: أكثر ما يعرض اختلاف الدم من المرة الصفراء حين سحج الأمعاء وكثير ما يبرأ. فأما إذا حدث عن المرة السود فلا يبرأ. ولا فرق بين هذه القرحة وبين قرحة السرطان إلا أن هذه ظاهر وذلك باطن.
24
[aphorism]
قال بقراط: خروج الدم من فوق كيف ما كان علامة رديئة، وخروجه من أسفل علامة جيدة إذا خرج منه شيء أسود.
[commentary]
ص: لم يعن تفوق الرعاف وغيره لكن القيء. فأما الخروج من أسفل إذا كان من انفتاح العروق وكان أسود فعلامة جيدة وقد يكون به البرء من الوساوس السوداوي. * وإفراط (16) في الخروج والاحتباس غير محمود.
25
[aphorism]
قال بقراط: من كان به اختلاف الدم فخرج منه شيء شبيه بقطع اللحم فذلك من علامات الموت.
[commentary]
ص: إن أول ما يخرج من الأمعاء عند حدوث القرحة أجسام كشحمية ثم الخراطة وهو يقشر سطح الأمعاء الداخل الذي هو غشاء شبيه القشرة الخارجة من الجلد الظاهر. ثم بعد ذلك يتجرد جوهر المعاء، وعند ذلك تكون القرحة قد حدثت وفرغت. فإن أخرج أجزاء يمكن أن يسمى قطع لحم كان قتالا لأن القرحة معها من العظم ما لا يمكن أن ينبت فيه اللحم.
26
[aphorism]
قال بقراط: من كانت به حمى ما ينفجر منه دم كثير من أي موضع كان انفجاره فإنه ما ينقه فيغذى يلين بطنه بأكثر من المقدار.
[commentary]
ص: وهذا لأن الحرارة الغريزية تضعف فلا تقوى على إحالة الطعام دما فلا ينتشر في البدن بلين البطن.
27
[aphorism]
قال بقراط: من كان به اختلاف مرار فأصابه صمم انقطع عنه ذلك الاختلاف. ومن كان به صمم فحدث له اختلاف مرار ذهب عنه الصمم.
[commentary]
ص: لم يعن به الصمم الثابت الذي يعسر انقلابه لكن الحادث بغتة في الحميات عند تصاعد المرار إلى الرأس.
28
[aphorism]
قال بقراط: من أصابه في الحمى في اليوم السادس من مرضه نافض فإن بحرانه يكون نكدا.
[commentary]
ص: وهذا لأن اليوم السادس ليس بجيد بحرانه.
29
[aphorism]
قال بقراط: من كانت لحماه نوائب ففي أي ساعة كان تركها له إذا كان أخذها له من غد في تلك الساعة بعينها فبحرانه يكون عسرا نكدا.
[commentary]
ص: إنما عسر البحران لأن العلة الحافظة لدورها تدل على شدة تمكنها، وعسر بحرانها تدل علىيه التجربة، ولم يرد به ما قال قوم إنه عنى * به (17) أن يأخذ في كل يوم في وقت انقضاء النوبة في اليوم الذي قبله إذ لا شاهد لهم على ما قالوا.
30
[aphorism]
قال PageVW0P015A بقراط: صاحب الإعياء في الحمى أكثر ما يخرج به الخراج في مفاصله وإلى جانب اللحيين.
[commentary]
ص: معنى هذا الفصل والفصلين الذين يتلوان وهما قوله «من انتشل من مرض فكل موضع من بدنه حدث به في ذلك الموضع له خراج (iv 32)» «وإن كان أيضا قد تقدم فتعب عضو من الأعضاء من قبل أن يمرض صاحبه ففي ذلك العضو يتمكن المرض (iv 33)» هو أنه متى أحس مريض في حماه بأعشاء توقع له حدوث الخراج في بعض مفاصله لا سيما عند اللحيين لأن المفاصل تسخن مع الإعياء بأكثر مما ينبغي وتستعد بسعتها لقبول الفضول البحرانية لا سيما مفاصل اللحيين بسبب ما يصعد حرارة الحمى من الفضول إلى الدماغ فينحدر إلى المواضع العددية من اللحيين. وكذلك من انتشل من مرض فأتعب عضوا من بدنه أو كان ذلك منه قبل أن يمرض توقع ذلك منه. وذلك في الأمراض التي يتوقع فيها حدوث خراج ولم يأت بحرانه باستفراغ.
31
[aphorism]
قال بقراط: من اعترته حمى وليس في حلقه انتفاخ فعرض له اختناق بغتة فذلك من علامات الموت.
[commentary]
ص: من لم يكن به في الحلق ورم وعرض به اختناق بغتة فإن الآفة في الحنجر فقط وهو الموضع الذي يقضي إليه المريء مما يلي الفم لأن الورم الحادث في الرئة لا يحنق بغتة لكن يتزيد إلى أن ينتهي منتهاه ثم يعرض هذا العارض. والمدة التي تجتمع في فضاء الصدر قد تخنق ولكن تكون في مدة من الزمان طويل. وورم قصبة الرئة لا تخنق بسعة مجراها ورقة بدنها. فأما الحنجرة فإن مجرى التنفس يضيق فيها إذا حدث ورم لأول لأجل العضل * الذي (18) في جوفها كانت حمى لا سيما شديدة يخرج إلى تقسيم هواء كثير فلم يقو على ذلك عوض من الهلاك. فإن الاختناق ليس هو غير الهلاك بسبب نقصان استنشاق الهواء من قبل ضيق في بعض آلات التنفس. فإن الهلاك الذي يكون من غير ضيق هذه الآلات فإنما هو من جنس بطلان التنفس بسبب ضعف القوة المحركة أو ببرد يغلب على مبدأ الحيوة. وهذا الضيق الذي ذكرنا قد يكون لورم وقد يكون لرطوبة كثيرة بلغمية تلين العصب المستبطن للحنجرة فيحدث ورم من غير وجع رخو يبطل حركة العضل الذي يفتح لحنجرة فيضيق المجرى وقد يبد فيتوتر فيضيق المجرى.
32
[aphorism]
قال بقراط: من اعترته حمى فاعوجت معها رقبته وعسر عليه الازدراد حتى لا يقدر أن يزدرد إلا بكد من غير أن يظهر به انفتاخ فذلك من علامات * الموت (19) .
[commentary]
ص: هذا يعرض PageVW0P015B إما من ورم يحدث في العضل المستبطن للمريء أو في المريء فإن بين هذه الأعضاء والنخاع والأغشية المحيطة به والعظام التي في الفقار مشاركة بعصب ورباطات. فإذا امتدت نحو الأعضاء الوارمة انجذبت الفقار إما إلى داخل وإلى جانب بحسب المه. وقد يعرض هذا العارض من فرط يبس.
Unknown page
المقالة الخامسة
1
[aphorism]
قال بقراط: التشنج الذي يكون من الخربق من علامات الموت.
[commentary]
ص: التشنج الذي لا يبرأ هو الحادث من اليبس. وذلك عندما تسري قوة الخربق في البدن فتجفف جوهر العصب تجفيفا قويا. وقد يعرض التشنج لهذا الشارب بسبب اللذع على طريق مشاركة العصب في الألم لفم المعدة وهو سهل. وذلك يعرض لفرط استفراغه كما يعرض من اليهضة وخاصة في العضل * الذي (1) في باطن الساق.
2
[aphorism]
قال بقراط: التشنج الذي يحدث من جراحة من علامات الموت.
[commentary]
ص: ليس يجب ضرورة أن يموت لكن في الأكثر. وسبب هذا التشنج بورم الأعضاء العصبية وأول ما يتشنج ما كان من الأعضاء بحذاء الموضع الوارم. فإذا صارت تراقت حتى صارت إلى أصل العصب استحوذ على البدن كله.
3
[aphorism]
قال بقراط: إذا جرى من البدن دم كثير وحدث فواق وتشنج فتلك علامة رديئة.
[commentary]
ص: وهذا يعرض من اليبس.
4
[aphorism]
قال بقراط: إذا حدث التشنج أو الفواق بعد استفراغ مفرط فهو علامة رديئة.
[commentary]
وقد مضى تفسيره.
5
[aphorism]
قال بقراط: إذا * عرض (2) للسكران سكات بغتة فإنه يتشنج ويموت إلا أن يحدث به (several words are missing)
[commentary]
(several words are missing) من امتلاء العصب فإن الخمر يملأ العصب سريعا وينفذ فيه بلطافة، إلا أن حرارته قد تجفف الرطوبة المتولدة منه وقد تفعل الحمى ذلك. فمتى لم يقو على ذلك ولم ينحل إلى أقصى للوقت * المحمود (3) ينحل فيه الخمار على حسب اختلاف الأمزجة، وهذا ثلاثة أيام مات.
6
[aphorism]
قال بقراط: من اعتراه التمدد فإنه يهلك في أربعة أيام. فإن جاوز الأربعة فإنه يبرأ.
[commentary]
ص: التمدد من الأمراض الحادة والطبيعة لا تحتمل تعب تمديده مدة طويلة.
7
[aphorism]
قال بقراط: من أصابه الصرع قبل نبات الشعر في العانة فإنه يحدث له انتقال. فأما من عرض له وقد أتى عليه من السنين خمس * وعشرون (4) سنة فإنه يموت وهو به.
[commentary]
ص: يعني بالانتقال انقضاء المرض ومدة نبات الشعر في العانة ما بين انقضاء الأسبوع الثاني وبين أن يأتي على الفتى خمس وعشرين سنة. وقد نبه بالتغير الذي يحدث في السن على ما ينبغي أن يفعل وهو استعمال السخن PageVW0P016A والتجفيف فإن مادة الصرع بلغمية باردة. وكما أنه ليس من انتقل في السن يبرأ إذا لم يعاون بالتدبير الحميد لذلك ليس جميع من أصابه ذلك بعد خمس وعشرين سنة * يفعل (5) فيه أحسن التدبير.
8
[aphorism]
قال بقراط: من أصابه ذات الجنب * فلم (6) ينق في أربعة عشر يوما فإن حاله يؤول إلى * النضج (7) .
[commentary]
ص: يعني النقاء أن يستفرغ بالنفث فمتى لم ينق في هذه المدة إلى الانفجار والإنصاب إلى الفضاء الذي بين الصدر والرئة وهو الذي عنى به النضج.
9
[aphorism]
قال بقراط: أكثر ما يكون السل في السنين التي بين * ثماني (8) عشرة وبين خمسة وثلاثين سنة.
[commentary]
ص: * أشار (9) بما قال إلى أن هذه العلة تعتري الفتيان ونهاية سنهم * خمس (10) وعشرون، ويعتري الشبان ونهاية سنهم خمس وثلاثون.
10
[aphorism]
قال بقراط: من أصابته ذبحة فتخلص منها فمال الفضل إلى رئته فإنه يموت. فإن جاوزها صار إلى التقيح.
[commentary]
ص: سبب الموت هاهنا الاختناق. فإن جاوز السبعة ومال إلى الرئة عرض بعد المدة.
11
[aphorism]
قال بقراط: إذا كان بإنسان سل فكان ما يقذفه بالسعال من البزاق منكر الرائحة إذا ألقي على الجمر وكان شعر الرأس ينتثر فذلك من علامات الموت.
[commentary]
ص: بين الرائحة بسبب رداءة القرحة، وتناثر شعره بسبب نقصان الغذاء جدا. وذلك منذر بالهلاك.
12
[aphorism]
قال بقراط: من تساقط شعر رأسه من أصحاب السل ثم حدث له اختلاف فإنه يموت.
[commentary]
ص: الاختلاف في هذه الحالة يدل على ضعف القوة جدا.
13
[aphorism]
قال بقراط: من قذف دما زبديا فقذفه إنما هو من رئته.
[commentary]
ص: الدم الزبدي يدل على أن القرحة في الرئة، وليس متى كانت قرحة في الرئة كان من ضرورته أن يكون الدم زبديا. وفي بعض النسخ «من تقيأ» وإنما استعمله على طريق الاستعارة.
14
[aphorism]
قال بقراط: إذا حدث بمن به السل اختلاف دل على الموت.
[commentary]
ص: الاختلاف يدل على الموت، إلا أنه إذا كان تناثر الشعر دل على قرب الموت.
15
[aphorism]
قال بقراط: من آلت به الحال في ذات الجنب إلى التقيح فإنه إن استنقى في أربعين يوما من اليوم الذي انفجرت فيه المدة فإن علته تنقضي. وإن لم يستنق في هذه المدة فإنه يقع في السل.
[commentary]
ص: جعل حد الاستنقاء في ذات الجنب اليوم الرابع عشر وحده في أصحاب المدة يوم الأربعين. فإن لم ينق بالنفث في أربعين يوما آل الأمر إلى السل لأن المدة تعفن وتتأكل الرئة.
16
[aphorism]
قال بقراط: الحار يضر من أكثر استعماله هذه المضار PageVW0P016B يؤنث اللحم ويفتح العصب ويخدر الذهن ويجلب سيلان الدم والغشي ويلحق أصحاب ذلك الموت.
[commentary]
ص: إنما الحار إذا أفرط في استعماله يؤنث * اللحم (11) ويرخي العصاب ويحلل الدماغ فيحدث ضعف الذهن، ويحدث في المنتهى لانبعاث الدم وسيلان الدم، ويلحق ذلك الغشي ثم يلحق الغشي الموت.
17
[aphorism]
قال بقراط: وأما البارد فيحدث التشنج والتمدد والاسوداد والنافض التي يكون معها حمى.
[commentary]
ص: يعني المفرط البرد لأنه كما ينحل جوهر العصب بإفراط استعمال الماء الحار، كذلك ينضغط بالماء البارد فيحدث التشنج والتمدد والاسوداد والحمى ذات النافض.
18
[aphorism]
قال بقراط: البارد ضار العظام والأسنان والعصب والدماغ والنخاع. وأما الحار فهو موافق نافع لها.
[commentary]
ص: وهذا لأن ما كان من الأعضاء عديم الدم سارعت نكاية البرد إليه بسبب ذلك.
19
[aphorism]
قال بقراط: كل موضع قد برد فينبغي أن يسخن إلا أن يخاف عليه انفجار الدم منه.
[commentary]
ص: وهذا لأن علاج الضد بالضد إلا إذا حصر حفر ما هو أعظم خطرا فيبدأ به أولا ولذلك استثنى حال انفجار الدم.
20
[aphorism]
قال بقراط: البارد ولذاع القروح ويصلب الجلد ويحدث من الوجع ما يكون معه تقيح ويسود ويحدث النافض التي يكون معها حمى والتشنج والتمدد.
[commentary]
ص: إنما قال لذاع للقروح لأن حقيقة اللذع للحار فإنه يلذع بنفوذه والماء البارد لا ينفذ في الجلد إلا إذا كانت قرحة تغوص ويصل إلى قعره فيحدث لذع. فإن لم * تكن (12) قرحة لم يلذع لكن صلب الجلد ويبرد الحرارة الغريزية التي بها يكون التقيح ويمنع الأشياء المحدثة للوجع من أن يتحلل.
21
[aphorism]
قال بقراط: ربما صب على من به تمدد ومن غير قرحة وهو شاب حسن اللحم في وسط من الصيف ماء بارد كثير فأحدث فيه انعطافا من حرارة كثيرة فكان يخلصه بتلك الحرارة.
[commentary]
ص: الماء البارد إنما يشفي هذا المرض بطريق العرض عند انعطاس الحرارة فيمن كان قوي الحرارة وامتناعها من التحلل بسببه. وهذا في التشنج الذي ليس معه قرحة، فإن البارد منه أضر * الأشياء (13) في التشنج الذي بسبب القرحة.
22
[aphorism]
قال بقراط: الحار مقيح لكن ليس في قرحة وذلك من أعظم العلامات دلالة على الردئة * والأمن (14) ، ويلين الجلد ويرققه ويسكن الوجع ويكسر عادية النافض والتشنج والتمدد ويحل الثقل العارض في الرأس وهو من أوفق الأشياء للعظام المكسورة وخاصة للمعرى منها ومن العظام خاصة لعظام الرأس، ولكل ما أصابه البرد أو قرحة وللقروح التي تسعي وتتأكل وللمقعدة والرحم والمثانة فالحار لأصحاب هذه العلل نافع شاف والبارد لهم ضار قاتل.
[commentary]
ص: القروح التي لا تتقيح هي الرديئة كالسرطانية والآكلة وكل قرحة تجلب إليها فضول فالحار لا يحدث لها تفتحا لأن التفتح في القرحة من أجود العلامات. والعادية لقرحة PageVW0P017A يتولد فيها الفتح. وما ذكر من أفعال الحار فمعلوم وإنما يجفف عن الرأس والتحليل. وتنفع النملة التي معها تأكل مع كونها من خلط حار لأن البارد لذاع لها وإنما ينفع المقعدة والرحم والمثانة لأنها عصبية، وكذلك نفع العظام لا سيما ما كان منها معري من اللحم. والبارد من أضر الأشياء لها.
23
[aphorism]
قال بقراط: فأما البارد فإنما ينبغي أن يستعمل في هذه المواضع أعني في * الموضع (15) الذي يجري منه الدم أو هو مزمع بأن يجري منه، وليس ينبغي أن يستعمل في نفس الموضع الذي يجري منه لكن حوله ومن حيث يجيء، وفيما كان من الأورام الحارة والتلكع مائلا إلى الحمرة ولون الدم الطري لأنه إن استعمل فيما قد عتق فيه الدم سوده، وفي الورم الذي يسمى الحمرة إذا لم يكن معه قرحة لأنه ما كانت معه قرحة فهو يضر.
[commentary]
ص: البارد ينفع في الحمرة والأورام الحارة إذا لم يكن معها قرحة لأنه يلذع القرحة. وقد يستعمل فيما حوالي القرحة وفي المواضع التي يجيء منها الدم فإنه يمنع. وعنى بالتلكع الأثر الذي يحدث من حرارة الأخلاط الفاعلة شبيه ما يفعل البارد بالأحداث. وهذه المواضع محمرة بلون الدم الطري المشرق لأن الدم إذا عتق لم يكن له إشراق.
24
[aphorism]
قال بقراط: إن الأشياء الباردة مثل الثلج والجمد ضارة للصدر مهيجة للسعال جالية لانفجار الدم والنزل.
[commentary]
ص: إنه بحسب فضل برد الثلج على * الماء (16) البارد، ويكون إضراره بالضد، وتهييجه للسعال وإحداثه للنزل بتبريد الدماغ وصدع العروق.
25
[aphorism]
قال أبقراط: الأورام التي تكون في المفاصل والأوجاع التي تكون من غير قرحة وأوجاع أصحاب النقرس وأصحاب الفسخ الحادث في المواضع العصبية وأكثر ما أشبه هذه فإنه إذا صب عليها ماء بارد كثير سكنها وأضمرها وسكن الوجع والخدر اليسير أيضا مسكن للوجع.
[commentary]
ص: هذا لأن البارد يدفع عن * تلك (17) الأعضاء ما يجري إليها، والبارد يحدث فيها خدرا يسيرا يسكن الوجع.
26
[aphorism]
قال بقراط: الماء الذي يسخن سريعا ويبرد سريعا فهو أخف المياه.
[commentary]
ص: لم يرد بالخفة خفة الوزن أن ذلك يعرفه كل الناس لكن خفته على المعدة وسرعة هضمه واستحالته. فمتى كان الماء صافيا ليست له كيفية رديئة تسخن وتبرد سريعا فهو سريع الاستحالة خفيف على المعدة.
27
[aphorism]
قال بقراط: من دعته شهوته إلى الشرب بالليل وكان عطشه شديدا فإنه إن نام بعد ذلك فذلك محمود.
[commentary]
ص: PageVW0P017B العطش متى كان من نقصان الرطوبة أطلق شرب الماء لصاحبه. ومتى كان من شرب الشراب لم يطلق لأنه قد يمكن إذا نام أن يزول.
28
[aphorism]
قال بقراط: التكميد بالأفاويه يجلب الدم الذي يجري من النساء، وقد كان سينتفع به في مواضع أخر كثيرة لو لا أنه يحدث في الرأس ثقلا.
[commentary]
ص: إنه متى كان سبب احتباس دم الطمث غلظ الدم أو شدة في العروق التي تنتهي إلى الرحم أو انضمام أفواهها أو تكاثف في جوهر الرحم فالتكميد بالأفاويه تبرئ منه لأنها ملطفة مفتحة لكنها تسخن البدن ويحدث في الرأس ثقلا. فأما ما كان من الاحتباس سببه ورم أو التواء فمداواته بغير ذلك.
29
[aphorism]
قال بقراط: ينبغي أن تسقى الحامل الدواء إذا كانت الأخلاط في بدنها هائجة منذ يأتي الجنين أربعة أشهر إلى أن يأتي عليه سبعة أشهر ويكون التقدم على هذا أقل. وأما ما كان أصغر من ذلك وأكثر منه فينبغي أن يتوقى.
[commentary]
وقد مر تفسيره.
30
[aphorism]
قال بقراط: المرأة الحامل إن فصدت أسقطت وخاصة إن كان طفلها قد عظم.
[commentary]
ص: وهذا لأن الطفل إذا عدم الغذاء بفصد الحامل أو يتركها الاغتذاء مدة طويلة هلك لا سيما وقد عظم، فإن الحاجة إلى الغذاء * أكثر (18) .
31
[aphorism]
قال بقراط: إذا كانت المرأة حاملا فاعتراها بعض الأمراض الحادة فذلك من علامات الموت.
[commentary]
ص: هذا المرض الحاد إن كان مع حمى فالخطر على العليل من وجهين: أحدهما من نفس الحمى؛ والآخر أنا إن باعدنا ما بين أوقات الغذاء قتلنا الطفل، وإن قربنا ما بين أوقات الغذاء لأجل الطفل زدنا في الحمى المطبقة فقتلنا الحامل، وإن لم يكن معه حمى كالفالج والصرع لم تقو الحامل على احتمال عظم المرض وشدته.
32
[aphorism]
قال بقراط: المرأة إذا كانت * تتقيأ (19) دما وانبعث طمثها انقطع ذلك * القيء (20) .
[commentary]
ص: وهذا بسبب الانحدار إلى أسفل.
33
[aphorism]
قال بقراط: إذا انقطع الطمث فالرعاف محمود.
[commentary]
ص: هذا لأن بالطمث نقاء بدنها. فإذا انقطع فأجمد موضع لنقاء هذه الفضلة من الدم الأنف وإن كان خروجه من المقعدة صالحا.
34
[aphorism]
قال بقراط: المرأة الحامل إن لح عليها الاستطلاق البطن لم يؤمن عليها أن تسقط.
[commentary]
وهذا معلوم.
35
[aphorism]
قال بقراط: إذا كان بالمرأة علة الأرحام أو عسر ولادتها فأصابها عطاس فذلك محمود.
[commentary]
ص: ليس يعني بعلة الأرحام جميع عللها كالأورام والجراحة لكن أراد خنق الرحم الذي معه بطلان PageVW0P018A النفس. وإنما يجمد العطاس لتنسبه الطبيعة وانبعاثها بحركاتها الخاصية لشدة هذا العطاس وقوة * نفضه. (21)
36
[aphorism]
قال بقراط: إذا كان طمث المرأة متغير اللون ولم يكن مجيئه في وقته دل على أن بدنها يحتاج إلى التنقية.
[commentary]
ص: إنه كما أن تقدم الطمث على الوقت يدل على * رقة (22) الدم ورطوبته، كذلك بطؤه وتأخيره عن الوقت يدل على غلظ وعسر جريته. فبدر بالأدوية الملطفة المقطعة المفتحة أحيانا وباستفراغ الأخلاط الغليظة أحيانا. فأما تغير لونه فيدل على خلط غالب فيحتاج إلى التنقية بالدواء المستفرغ لا غيره.
37
[aphorism]
قال بقراط: إذا كانت المرأة حاملا فضمر * ثدياها (23) بغتة أسقطت.
[commentary]
ص: إن بين الثديين والرحم عروق مشتركة. فإذاانفض الدم في تلك العروق ضمر الثديان فيموت الطفل بسبب نقصان الغذاء، وربما يحرك للخروج بسبب طلب الغذاء.
38
[aphorism]
قال بقراط: إذا كانت المرأة حاملا فضمر أحد ثدييها وكان حملها توما فإنها تسقط أحد طفليها: إن كان الضامر الأيمن أسقطت الذكر، وإن كان الضامر الأيسر أسقطت الأنثى.
[commentary]
ص: الطفل الذي بان الضامر يسقط. فإن كان * الضامر (24) الأيمن كان ذكرا وإلا كان أنثى.
39
[aphorism]
قال بقراط: إذا كانت المرأة ليست بحامل ولم تكن ولدت ثم كان لها لبن فطمثها قد ارتفع.
[commentary]
ص: إنه إذا امتلأت العروق المشتركة بين الرحم والثديين من قبل احتباس الطمث * حدث (25) اللبن وغذاء يعرض للحامل في الشهر الثامن والتاسع، وقد يعرض لغير الحامل في الندرة إذا بلغت هذه العروق في الامتلاء إلى مثل ما عليه حال الحامل والثديان لحمهما رخو يحيل ما يصير إليهما من الدم مشاكلا لما هما عليه. وكذلك أوعية المني.
40
[aphorism]
قال بقراط: إذا انعقد للمرأة في ثدييها دم دل ذلك من حالها على جنون.
[commentary]
ص: إنه بحسب فضل برد اللحم الرخو على لحم الكبد يكون فضل برد اللبن على الدم. فمتى لم يقو الثدي على إحالة الدم الذي يصير إليه لبنا لفرط حرارته وحدته فبالحرى أن يورث الجنون بسبب ما يتصاعد منه إلى الدماغ. ولم ير جالينوس هذه العلة، إلا أنه قال القياس نقيصة.
41
[aphorism]
قال بقراط: إن أحببت أن تعلم هل المرأة حامل أم لا فاسقها إذا أرادت النوم ماء العسل. فإن أصابها مغص في بطنها فهي حامل، وإن لم يصبها فليست بحامل.
[commentary]
ص: هذا المغص يعرض من ريح نافخة لا من تلذيع خلط وماء العسل التي بفعل ذلك فيزاحم الأمعاء الرحم بسبب النفخ فيعرض هذا المغص.
42
[aphorism]
PageVW0P018B قال بقراط: إذا كانت المرأة حبلى بذكر * كان (26) لونها حسنا، وإذا كانت حبلى بأنثى كان لونها حائلا.
[commentary]
ص: هذا الكلام خرج على الأكثر فإن الأنثى أبرد من الذكر. وقد تحسن المرأة تدبيرها فلا تفسد لونها وهي حامل بأنثى.
43
[aphorism]
قال بقراط: إذا حدث بالمرأة الحبلى الورم الذي يدعى الحمرة في رحمها فذلك من علامات الموت.
[commentary]
ص: وقد مر تفسيره عند قوله «إذا كانت حاملا فاعتراها بعض الأمراض الحادة (31)».
44
[aphorism]
قال بقراط: إذا حملت المرأة وهي من الهزال على حال خارجة من الطبيعة فإنها تسقط قبل أن تسمن.
[commentary]
ص: فهم المفسرون معنى هذا الفصل على ثلاثة أنحاء. فبعضهم توهم أنه لا بد أن تسقط إذا كانت هذه حالها. وبعضهم توهم أنها إن لم تسمن أسقطت. وبعضهم إذا تراجع بدنها وحسن قبولها الغذاء عند ذلك تسقط لأن ما كان ينبعث في غذاء الطفل يتصرف إلى غذائها فيعطب الطفل.
45
[aphorism]
قال بقراط: متى كانت المرأة حاملا وبدنها معتدل وتسقط في الشهر الثاني والثالث من غير سبب بين * فقعر (27) الرحم منها مملوء مخاطا ولا يعينه على ضبط الطفل لثقله لكنه ينهتك منها.
[commentary]
ص: إنه إذا اسقطت المرأة من غير سبب ظاهر مثل فزعة أو سقطة إو إقلال من الطعام أو استطلاق بطن أو حمى فالأولى يتوهم أن سبب الإسقاط كون أفواه العروق المتناهية إلى الرحم التي بها تعلق المشيمة مملوءة رطوبة مخاطية فلا تقوى على ضبط المني.
46
[aphorism]
قال بقراط: إذا كانت المرأة على حال خارجة من الطبيعة في السمن فلم تحبل فإن الغشاء الباطن الذي يسمى الثرب من غشائي البطن يزحم فم الرحم منها وليس تحبل دون أن تهزل.
[commentary]
ص: عنى بفم الرحم الموضع الذي عنده ينتهي الرحم وتبتدئ رقبة الرحم. وعنى بقوله «خارجة من الطبيعة» أي مفرطة السمن.
47
[aphorism]
قال بقراط: متى * تقيح (28) الرحم حيث يستبطن الورك وجب ضرورة أن يحتاج إلى الفتل، وهو ظاهر المعنى.
48
[aphorism]
قال بقراط: ما كان من الأطفال ذكرا فأحرى أن يكون تولده في الجانب الأيمن (several words are missing)
[commentary]
(several words are missing) أسخن لمجاورة الكبد فبرد أو المني سخونته. وأيضا فإن مني الأنثى الذي ينبعث من أنثييها في كل واحد من قرني الرحم. فما يجيء منه من اليمنى فإلي الجانب الأيمن وهو أسخن، وما يجيء من اليسرى * فإلى (29) الجانب الأيسر وهو أرق وأبرد فيتولد منه * الأنثى (30) .
49
[aphorism]
قال بقراط: إذا أردت أن تسقط المشيمة فادخل في الأنف دوائا معطسا وامسك المنخرين والفم.
[commentary]
ص: وذلك لأنه يحدث في اهذه لحالة للبطن تمدد وتوتر فيعين PageVW0P019A على الإسقاط.
50
[aphorism]
قال بقراط: إذا أردت أن تحبس طمث المرأة * فالق (31) عند كل واحد من ثدييها محجمة من أعظم ما يكون.
[commentary]
ص: الأجود أن لا تعلق المحجمة على الثدي لكن على ما دونه حيث تنتهي العروق المتصاعدة إلى الثديين من أسفل.
51
[aphorism]
قال بقراط: إن فم الرحم من المرأة الحامل يكون منضما.
[commentary]
ص: وهذا لأن الرحم يحتوي على المني من جنيع النواحي وقد ينضم الرحم لأجل الورم لكن يكون معه صلابة وبها يفرق بينهما.
52
[aphorism]
قال بقراط: إذا جرى اللبن عن ثدي الحبلى دل ذلك على ضعف من طفلها، ومتى كان الثديان مكتنزين دل على أن الطفل أصح.
[commentary]
ص: خروج اللبن يكون عند امتلاء العروق المشتركة بين الرحم والثديين، وإنما يمتلي إذا كان ما ينال الطفل منه يسيرا، وذلك دليل على ضعفه. فأما اكتنازه من غير صلابة ومدافعة فمحمود لأنه يدل على أن الطفل ليس ضعيف فلا غذاؤه بناقص.
53
[aphorism]
قال بقراط: إذا كانت حال المرأة تؤول إلى أن تسقط فإن ثديها يضمران، وإن كان الأمر على خلاف ذلك أعني أن يكون ثدياها صلبين فإنه يصيبها وجع في الثديين أو في الوركين أو في العينين أو في الركبتني فلا تسقط.
[commentary]
ص: لأنه لا يكون إسقاط إلا ويتقدمه ضمور الثديين وقد يضمران من قبل نقصان الدم في العروق المشتركة بين الرحم والثدي. وقد يكون بسبب الضمور الإسقاط بسبب وثبة أو فزعة لأن الطبيعة إذا فتحت فم الرحم وهيجت الطلق مال الدم إلى تلك الناحية فيضمر الثديان. وأما الصلابة فيدل على كثرة الدم ولا يؤمن مع هذه الكثرة أن تدفع الطبيعة الفضلة إلى المفاصل وغيرها فيحدث الأوجاع التي وصفها.
54
[aphorism]
قال بقراط: إذا كان الرحم صلبا فيجب ضرورة أن يكون منضما.
[commentary]
ص: الانضمام مع الصلابة دليل الورم.
55
[aphorism]
قال بقراط: إذا عرضت الحمى لامرأة حامل وسخنت سخونت سخونة تولد من غير سبب ظاهر فإن ولادتها تكون بعسر وخطر أو تسقط فيكون على خطر.
[commentary]
ص: إنه يحتاج في سهولة الولادة إلى أن يكون الحامل والجنين صحيحين، ومع هذه الحال لا يكون كذلك.
56
[aphorism]
قال بقراط: إذا حدث بعد سيلان الطمث تشنج وغشي فذلك رديء.
[commentary]
ص: قد مضى تفسيره.
57
[aphorism]
قال بقراط: إذا كان الطمث أزيد مما ينبغي عرضت من ذلك أمراض، وإذا لم ينحدر الطمث حدث من ذلك أمراض من قبل الرحم.
[commentary]
ص: إنه كما يحدث عند الامتلاء أمراض من كثرة الأخلاط، كذلك يعرض عند قلة الأخلاط أمراض من اليبس والبرد. فمتى احتبس الطمث مدة طويلة حدث في الرحم الورم الحار PageVW0P019B والصلب ويشترك في ضرره الثديان مع الرحم. فأما عن الاستفراغ المفرط فلا تعرض أشباه هذه الأمراض التي يشترك فيها الثدي.
58
[aphorism]
قال بقراط: إذا عرض في طرف الدبر أو في الرحم ورم تبعه تقطير البول، وكذلك إذا تقيحت الكلى تبع ذلك تقطير البول، وإذا حدث في الكبد ورم تبع ذلك فواق.
[commentary]
ص: إنه عند ورم طرف الدبر تعتل المثانة بطريق المجاورة ولما ينالها من المزاج الرديء سبب الورم وضغط، وكذلك إذا ورم الرحم. فأما إذا قيحت الكلى فإن المدة تلذع المثانة وتهيجها للدفع فيحدث التقطير. فأما الفواق الذي يعرض بسبب ورم الكبد فلا يعرض إلا إذا كان الورم عظيما جدا، وذلك بسبب اشتراك العصب.
59
[aphorism]
قال بقراط: إذا كانت المرأة لا تحبل فأردت أن تعلم هل تحبل أم لا فغطها بثياب ثم بخر تحتها، فإن رأيت أن رائحة البخور تنفذ في بدنها حتى تصل إلى منخريها * وفمها (32) فاعلم أنه ليس سبب تعذر الحمل من قبلها.
[commentary]
ص: إنما يبخر بما له رائحة طيبة وهو حار كالمر والميعة حتى تتراقى قوته في البدن كله. فإذا صارت إلى الفم أحست به. فإن لم ينفذ علم أن جرم الرحم متكاثف ليس يصلح للحمل.
60
[aphorism]
قال بقراط: إذا كانت المرأة الحامل يجري طمثها في أوقاته فليس يمكن أن يكون طفلها صحيحا.
[commentary]
ص: هذا إذا كان كثيرا و دام حتى حفظ الدقة دل على ضعف الطفل وأنه لا يقوى جذب غذائه. ويمكن أن يكون الطمث الجاري من الحوامل إنما يخرج من العروق التي في رقبة الرحم لأن المشيمة * متعلقة (33) بأفواه جميع العروق في تجويف الرحم.
61
[aphorism]
قال بقراط: إذا لم يجر طمث المرأة في أوقاته ولم يحدث بها قشعريرة ولا حمى لكن عرض لها كرب وغثي وخبث نفس فاعلم أنها قد علقت.
[commentary]
ص: هذه الأعراض قد تعرض لغير الحامل بسبب خلط رديء في البدن لكن تكون مع قشعريرة وحمى. فإن لم تكونا دل على العلوق.
62
[aphorism]
قال بقراط: متى كان رحم المرأة باردا متكاثفا لم تحبل ومتى كان أيضا رطبا جدا لم تحبل، لأن رطوبته تغمر المني وتجمده وتطفئه. ومتى كان أيضا * أجف (34) مما ينبغي أو كان حارا محرقا لم تحبل لأن المني * يعدم (35) الغذاء ويفسد. ومتى كان مزاج الرحم معتدلا بين الحالين كانت المرأة كثيرة الولد.
[commentary]
ص: التكاثف يعرض للرحم إذا غلبت البرودة حتى تنضم أفواه العروق فلا يمكن أن يتصل به المشيمة ويحتبس طمث المرأة في هذه الحالة أو لا يجري إلا يسيرا لأن التسدد يتسارع إلى هذه العروق. وكذلك كل سوء مزاج يغلب الرحم بإفراط أو على المني فإنه يمنع العلوق. فإن مع الحرارة الغالبة PageVW0P020A على الرحم يحترق المني كما يحترق البزر في الأرض الحارة جدا والرطوبة المفرطة تغمر المني وتجمده كبزر الخطة إذا ألقى في مستنفع ما لم يزك ولا يكون مع اليبوسة المفرطة علوقا وكما لا يذكر الزرع في الأرض الصحرية. فأما المني فإنه إن لم ينضج نضيجا بليغا بسبب برودة المزاج أو رطوبته لم ينجب، وكذلك إن جاوز النضج واحترق بسبب المزاج الحار جدا، وكذلك إذا يبس جدا بسبب يبس المزاج حتى عدم الامتداد فلم يبسط في الرحم لم يكن علوقا. ومتى كان خروج مزاج الرحم عن الاعتدال يسيرا واتفق المني الذي وقع في الرحم إن كان خروجه عن الاعتدال يسيرا في ضد الجهة التي خرج إليها الرحم اعتدل فكان علوقا. وإن كان الخروج عن الاعتدال كثيرا جمد لم * يمكن (36) أن يكون علوقا. وقد ألحق بعض المدلسين هاهنا فضلا وهو ظاهر الكذب لمن تأمله.
63
[aphorism]
قال بقراط: اللبن رديء لأصحاب الصداع وهو أيضا رديء للمحمومين ولمن كانت المواضع التي دون الشراسيف منه مشرفة وفيها * قراقر (37) ولمن به عطش ولمن الغالب على برازه المرار ولمن هو في حمى حادة ولمن اختلف دما كثيرا وينفع أصحاب السل إذا لم يكن بهم حمى شديدة ولأصحاب الحمى الطويلة الضعيفة إذا لم يكن معها شيء مما قدمنا ذكره وكانت أبدانهم تذوب على غير ما توجبه العلة.
[commentary]
ص: اللبن سريع الاستحالة ولذلك يستحيل في المحرورين إلى الدخانية كما يعرض في حال طبخه بإفراط، ولذلك يضر بأصحاب العطش والحمى الحادة ومن الغالب على برازه المرار. ومتى صادف مزاجا باردا حمض كما يحمض إذا ترك زمانا من غير طبخ. ومتى استمرئ كما ينبغي عندي غذاء محمودا إلا أن يشار به كل ما يسلم من نفخ أو صداع إن لم يكن بغير فائدة ومن زيادة منهما إن كان مميزا بهما ويعم ضرره من كانت المواضع التي دون الشراسيف منه شريفة سواء كان الإشراف من رياح أو ورم صلب أو رخو أو دبيلة لم تنفجر. فأما ماء اللبن فقد ينفع في بعض هذه المواضع ليلينه البطن. وعنى بأصحاب السل أصحاب قرحة الرئة كما عنى بأصحاب الحمى الضعيفة أصحاب حمى دق.
64
[aphorism]
قال بقراط: من حدثت به قرحة فأصابه بسببه انتفاخ فليس يكاد يصيبه تشنج ولا جنون، وإن غاب الانتفاخ دفعة ثم كانت القرحة من خلف عرض له تشنج أو متدد، وإن كانت القرحة من قدام عرض له جنون أو وجع حاد في الجنب أو تقيح أو اختلاف دم إن كان ذلك الانتفاخ أحمر.
[commentary]
ص: عنى بالانتفاخ كل * ورم (38) وكل غلظ خارج من الطبيعة. فمتى غلب هذا الورم بغتة دل على مصيره PageVW0P020B إلى موضع. فإن كانت القرحة في الظهر عرض التشنج في الأكثر بسبب أن ما هو في البدن من خلف عصبي. وإن كانت القرحة من قدام فالغالب عليه العروق. فإذا تراقى هذا الخلظ الذي أحدث الورم إلى الدماغ عرض الجنون أو إلى الصدر عرض وجع الجنب وكثيرا ما يؤول إلى التقيح. وإن انصب إلى الأمعاء عرض اختلاف الدم من غير قرحة.
65
[aphorism]
قال بقراط: إذا حدثت خراجات عظيمة خبيثة ثم لم يظهر معها ورم فالبلية عظيمة.
[commentary]
ص: الخراجات الخبيثة هي التي تكون في رؤؤس العضل ومنتهاها لأن برؤوس العضل يتصل العصب ومنتهاها بسبب الأوتار ومع هذه الخراجات في الأكثر وجع وبسببه ينجلب إليه الأخلاط وترم. ومتى لم ترم دل على أن الأخلاط مائلة إلى * موضع (39) أشرف من lوضع الخراجة وهو رديء. ولذلك لا ينبغي أن يرد عن موضع الخراجة ما يجري إليه بالتبريد والهيض كما يفعل الجهال بل ينبغي الورم أن يعالج العضلي بما يسخن ويجفف.
66
[aphorism]
قال بقراط: الرخوة محمودة والنيئة مذمومة.
[commentary]
ص: يعني الأورام وهذا بسبب النضج في الرخوة وعدمه في النيء.
67
[aphorism]
قال بقراط: من أصابه وجع في مؤخر رأسه فقطع له العرق المنتصب الذي في الجبهة انتفع بقطعه.
[commentary]
ص: وهذا لأن الجذب بالاستفراغ ينبغي أن يكون إلى الجهة المضادة، ومن جهة المقدم يضاد المؤخر كما يضاد اليمين اليسار والأعلى الأسفل. ولذلك توجه المحجمة على القفا عند انصباب الرطوبات إلى العينين.
68
[aphorism]
قال بقراط: إن النافض أكثر ما يبتدئ في النساء من أسفل الصلب ثم يتراقى في الظهر إلى الرأس وهي أيضا في الرجال تبتدئ من خلف أكثر مما تبتدئ من قدام مثل ما تبتدئ من الساعدين والفخذين، والجلد أيضا في * مقدم (40) البدن متخلخل ويدل عليه الشعر.
[commentary]
ص: النافض يبتدئ مع برد والبرد إلى ما يلي الظهر أسرع لأنه أكثف وإلى النساء أسرع ومقدم البدن أسخن فلا يبتدئ فيه القشعريرة في الأكثر، ويدل عليه كثرة الشعر.
69
[aphorism]
قال بقراط: من * اعترته (41) الربع فليس يكاد يعتريه التشنج، وإن اعتراه التشنج قبل الربع ثم حدثت الربع سكن التشنج.
[commentary]
ص: عنى التشنج الذي يكون من امتلاء العصب بسبب أخلاط غليظة لزجة. وذلك أن نافض هذه الحمى ينقص هذه الأخلاط فطول هذه حرارتها بنضجها .
70
[aphorism]
قال بقراط: من كان جلده متمددا قحلا صلبا فهو يموت من غير عرق فيمن كان جلده رخوا متخلخلا فإنه يموت مع عرق.
[commentary]
ص: إنما يكون العرق إذا كانت رطوبة تحت الجلد. فأما إذا كان الجلد يابسا صلبا لم يكن عرق .
71
[aphorism]
PageVW0P021A قال بقراط: من كان به يرقان فلا يكاد يتولد فيه الرياح.
[commentary]
ص: الرياح تتولد في الأحشاء إما قبل ضعفها أو بخلط بارد، وكان صاحب اليرقان بالضد من ذلك في الغالب. ولذلك قال «لا يكاد».
Unknown page
المقالة السادسة
1
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث الجشاء الحامض في العلة التي يقال لها زلق الأمعاء بعد تطاولها ولم يكن كان قبل ذلك فهي علامة محمودة.
[commentary]
ص: إن زلق الأمعاء والمعدة هي التي لا يتغير معها الطعام في اللون والرائحة والقوام. وسببه قد يكون سلح يعرض في سطح المعدة والأمعاء بسبب أخلاط لذاعة. فإذا مر بها الطعام وقعته ولم يمسكه. وقد يكون سببه ضعف القوة الماسكة من سوء مزاج رديء يغلب أو أخلاط تجتمع . وقد يعرض معه في ابتداء العلة جشاء حامض إذا كان سوء المزاج بارد أو لمادة بلغمية. فإذا تمادت العلة زال بسبب أن الطعام لا يلبث في المعدة ولو يسيرا كما يلبث في أول هذه العلة ولا يجمد الجشاء الحامض في هذة العلة إذا عرض تطاول العلة ولم يكن فإنه يدل على أن المعدة راجعت قواها الطبيعية فلبث الطعام في المعدة ريثما يحمض.
2
[aphorism]
قال بقراط: من في منخريه بالطبع رطوبة أزيد وكان منيه أرق فإن صحته أقرب إلى السقم. ومن كان الأمر فيه على * ضد (1) ذلك فإنه أصح بدنا.
[commentary]
ص: إن من في * منجريه (2) مزاجه * أجف (3) فإنه لا يجري من منخريه فضل محسوس ولا جلد عرق لكنه يرق ويلطف فيستفرغ بالتحلل الخفي. وبالضد حال صاحب المزاج الرطب فإنه لا يزال يعرض له النزل فيصير لحلقه وحنجرة وقصب الرئة والرئة المريء والمعدة فيعرض ذرب وسوء هضم وسعال فلذلك لا تكون صحته وتعبه ومتى من كان كذلك يكون أرق وأرطب.
3
[aphorism]
قال بقراط: الامتناع من الطعام في اختلاف والدم المزمن دليل رديء وهو مع الحمى أردأ.
[commentary]
ص: إن اختلاف الدم قد يكون بسبب قرحة الأمعاء. فإذا تمادت العلة شاركها للمعدة ثم فمها في الألم فيعرض ذهاب الشهوة وذلك مذموم. ومع الحمى أردأ لأنه يدل إما على ورم أو على عفونة في القرحة. فأما إذا عرض ذهاب الشهوة في هذه العلة بسبب انصباب المرار إلى فم المعدة وهي التي تسحج فلا يدل ذلك على موت القوة الطبيعية.
4
[aphorism]
قال بقراط: ما كان من القروح ينتثر ويتساقط ما حوله فهو خبيث.
[commentary]
ص: نفس الجلد وتناثر الشعر مما حول القرحة دليل أخلاط رديئة تمنع الاندمال.
5
[aphorism]
قال بقراط: ينبغي أن ينعقد من الأوجاع العارضة في الأضلاع ومقدم الصدر وغير ذلك من سائر الأعضاء PageVW0P021B عظيم اختلافها.
[commentary]
ص: إنه لا ينبغي أن يقتصر على تعرف موضع الوجع لكن يتعرف معه مقدار عظيمة. فإن عظم الوجع يدل على كيفية السبب المحدث وعلى كمية ويرشد إلى كيفية المعالجة كالحال في وجع الأضلاع متى كان عظيما دل أن العلة في الغشاء المستبطن للأضلاع ويحتاج من العلاج إلى ما هو أقوى مثل الفصد إن كان يتراقى إلى القوة والإسهال إن كان ينحدر إلى ما دون الشراسيف. ومتى كان يسيرا ولم يكن يحس دل على أن العلة في الأعضاء اللحمية من الأضلاع ولا خطر فيه وكالحال في ورم * الكلى (4) ، فإنه متى كان الورم في المواضع اللحمية منها كان الوجع ثقيلا، ومتى كان في الغشاء والعروق كان الوجع عظيما. وكذلك يراعي كيفية الوجع وهل هو سببه النخس أو الثقب أو التمدد أو الثقل وهل يدوم أو يفتر، فإنه متى كان الخلط المحدث للوجع بلغميا كان الوجع أيسر، ومتى كان من حبس المرار كان أحد وأزيد، وكذلك متى كان الوجع بسبب ريح غليظ ليس لها منفذ.
6
[aphorism]
قال بقراط: العلل التي تكون في المثانة والكلى يعسر برؤها في المشايخ.
[commentary]
ص: وهذا لأن فعل هذه الأعضاء ليس يغير ولا يسكن فلان الفضول الحادة تمر بها ويكون ذلك سببا لعسر برئها.
7
[aphorism]
قال بقراط: ما كان من الأوجاع التي تعرض في البطن أعلى موضعا فهو أخف وما كان منها ليس كذلك فهو أشد.
[commentary]
ص: ليس ينبغي قوله «أعلى» من حيث طول البدن لكن من حيث العمق. والحد بين الموضع الأعلى وما سواه مما يلي البطن الغشاء المسمى الصفاق فيتبين أن ما يعرض في المواضع التي يجوزها الصفاق من الأمعاء والمعدة من الوجع فهو أشد وأقوى.
8
[aphorism]
قال بقراط: ما يعرض من القروح في أبدان أصحاب الاستسقاء ليس يسهل برؤه.
[commentary]
ص: وهذا لفرط الرط,بة والقورح تحتاج إلى التجفيف.
9
[aphorism]
قال بقراط: البثور العراض لا يكاد تكون معها حكة.
[commentary]
ص: أن يكون من البثور * أشد (5) وأشرق فالخلط الذي يحدثه أحر. ولذلك لا يكون مع البثور العراض حكة لقلة الحدة.
10
[aphorism]
قال بقراط: من كان به صداع أو وجع شديد في رأسه فانحدر من منخريه أو من أذنيه قيح أو ماء فإن مرضه يتحلل بذلك.
[commentary]
ص: الوجع الحادث في الرأس بسبب ورم أو رطوبات غليظة إذا تقيح أو خرجت الرطوبات سكن. فأما ما كان من ريح نافخة أو كثرة الدم أو الصفراء فلا.
11
[aphorism]
قال بقراط: أصحاب الوسواس PageVW0P022A السوداوي وأصحاب البرسام إذا حدث بهم البواسير كان ذلك دليلا محمودا لهم.
[commentary]
ص: وهذا لأن من شأن البواسير أن يستفرغ من الدم ما هو عكر.
12
[aphorism]
قال بقراط: من عولج من بواسير مزمنة حتى يبرأ ثم لم يترك من واحد فلا يؤمن عليه من أن يحدث به استسقاء أو سل.
[commentary]
ص: وهذا لأن الدم العكر السوداوي يدفعه الكبد إليها. فإن حبس حدث في الكبد ورم حار. ومع ذلك فإن الدم بكثرته وغلظه يثقل على الكبد فيطفئ حرارتها فيحدث الاستسقاء كالحطب الكثير إذا غمر به النار. فإن * دفع (6) الكبد فضلة هذا الدم في العروق التي في الرئة انصدع عرق فيحدث السل. فلهذا يترك من البواسير إذا عولجت واحد يستفرغ منه عكر الدم لا سيما إذا * اعتادت (7) هذه العلة.
13
[aphorism]
قال بقراط: إذا اعترى إنسانا فواق فيحدث به عطاس سكن فواقه.
[commentary]
ص: إنه متى كان الفواق من الامتلاء احتيج إلى حركة مزعجة تقطع تلك الرطوبات فتتحلل والعطاس يفعل ذلك.
14
[aphorism]
قال بقراط: إذا كان بإنسان استسقاء فجرى الماء منه في عروقه إلى بطنه كان بذلك انقضاء مرضه.
[commentary]
ص: وهذا من الاستفراغ الذي من تلقاء نفسه بغير دواء.
15
[aphorism]
قال بقراط: إذا كان بإنسان اختلاف قد طال فحدث به قيء من تلقاء نفسه انقطع بذلك اختلافه.
[commentary]
ص: وهذا يكون بطريق الجذب إلى الجهة المضادة.
16
[aphorism]
قال بقراط: من اعترته ذات الجنب وذات الرئة فحدث به اختلاف فذلك فيه دليل سوء.
[commentary]
ص: إنما يذم هذا الاختلاف إذا كان بسبب ضعف الكبد عن * الجذب (8) الغذاء المشاركة آلات النفس في الألم بسبب عظم العلة كما يعرض * لصاحب (9) علة الكبد فواق بسبب مشاركة فم المعدة إياها. فأما متى كانت العلة ضعيفة فحدث اختلاف فقد يمكن أن ينتفع به بطريق الاستفراغ لا سيما إذا كانت علامات الهضم ظاهرة.
17
[aphorism]
قال بقراط: إذا كان بإنسان رمد فاعتراه اختلاف فذلك محمود.
[commentary]
ص: وهذا لأنه * يجذب (10) الخلط إلى أسفل.
18
[aphorism]
قال بقراط: إذا حدث في المثانة خرق أو في الدماغ أو في القلب أو في الكلى أو في بعض الأمعاء الدقاق أو في الحجاب أو في المعدة أو في الكبد فذلك قتال.
[commentary]
ص: لفطة «قتال» قد يطلقه بقراط وهو يريد «لا محالة» وقد يطلقه وهو يريد به «الأغلب». أما الجراحة إذا وصلت إلى القلب أو إلى الحجاب قتلت لا محالة ولم يلتحم لدوام حركتها. فأما الجراحة التي تصل فضاء المثانة وجوفها فإنها لا تلتحم لأنها عصبية. PageVW0P022B فأما رقبتها فلحمية، ولذلك تبرأ بعد الشق في أصحاب الحصى. أما الكبد فمتى لم تكن الجراحة غائرة أمكن أن يبرأ. فقد تقطع زائدة من زوائد الكبد ثم يبرأ أصحابها. وجراحة الدماغ إن * نفذت (11) إلى البطون ثم يبرأ. وإلا فقد يبرأ في الندرة. فأما طبيعة الأمعاء الدقاق وأكثر منها طبيعة المعدة ففيها من الجوهر اللحمي مقدار ليس باليسير. فمتى لم يكن جراحتها غائرة فقد يلتحم. فإن بعد الخرق إلى التجويف فلا يكاد يبرأ إلا في الندرة. وسبب ذلك أنا لا نقدر أن نضع على الجرحدواء كما يضع من خارج. ويشبه أن يكون كلام بقراط في هذا الفصل خرج على الخراقات العظيمة. فإنها الخالية للموت لا محالة.
19
[aphorism]
قال بقراط: متى انقطع عظم أو غضروف أو عصبة أو المرضع الرقيق من لحم اللحي أو القلفة لم تنبت ولم تلتحم.
[commentary]
ص: عنى بقوله «لم تنبت» أي لم يتولد فيه جوهر مثل الجوهر الذي انقطع. وعنى بقوله «تلتحم» أي تلتزق حتى تلتأم الأجزاء. فأما العظم المنكس إذا ارتبط بدشبد فإنه يلتأم الشق. ولم يعن بالقطع الشق. فإن معنى القطع أن ينفذ الشق إلى الجانب الآخر فلا يمكن التحامه لأن شفتي الجراحة قد تباعدا تباعدا فاحتثيا إذا كانت عصبية رقيقة.
20
[aphorism]
قال بقراط: إذا انصب دم إلى فضاء على خلاف الأمر الطبيعي فلا بد من أن يتقيح.
[commentary]
ص: الدم إذا خرج عن موضعه الطبيعي لم يبق دما لكن إما أن يتقيح أو يسود أو يجمد فيصير عبيطا. عنى بالتقيح الفساد. فليس كل تغير الدم تقيح.
21
[aphorism]
قال بقراط: من أصابه جنون فحدث به اتساع العروق التي تعرف بالدوالي والبواسير انحل عنه جنونه.
[commentary]
ص: وهذا لأن الطبيعة تدفع الخلط المولد للجنون إلى الأسافل.
22
[aphorism]
قال بقراط: الأوجاع التي تنحدر من الظهر إلى المرفقين يحلها فصد العرق.
[commentary]
ص: هذه * الأوجاع (12) تحدث من خلط يجري وينتقل من موضع إلى موضع. فربما كان وحده وفي أكثر الأمر يكون مع ريح نافخة غليظة. فيستفرغ ذلك الخلط بالفصد من باطن المرفق إن كان يجري إلى تلك الناحية لأن استفراغ * الخلط (13) بحسب ميله لكن من المواضع التي تصلح لاستفراغها.
23
[aphorism]
قال بقراط: من دام به التفزع وخبث النفس زمانا طويلا فعلته سوداوية.
[commentary]
ص: هذا إذا عرض من غير سبب ظاهر فتبين أنه من السوداء. وقد يكون من السوداء وله سبب ظاهر وهو في المستعد لقبول علل السوداء إذا دام حزنه واغتمامه لعارض.
24
[aphorism]
قال بقراط: انتقال الورم الذي يدعى الحمرة PageVW0P023A من خارج إلى داخل ليس بمحمود. وأما انتقاله من داخل إلى خارج، فمحمود.
[commentary]
ص: ليس يختص بما ذكر الحمرة لكن جميع العلل إذا مالت إلى ما يلي الجلد كان ذلك الميل محمودا. وإن عانق إلى باطن البدن كان مذموما.
25
[aphorism]
قال بقراط: من عرضت له في الحمى المحرقة رعشة فإن اختلاط ذهنه يحلها عنه.
[commentary]
ص: الخلط المحدث للحمى المحرقة هو في العروق. فإذا انتقل إلى العصب أحدث الارتعاش. فإذا شارك العصب الدماغ حدث الاختلاط. فهذا الاختلاط يحل الحمى لكن يلقيه في علة أخرى.
26
[aphorism]
قال بقراط: من كوي أو بط من المتقيحين أو من المستسقين فجرى منه من المدة أو من الماء شيء كثير دفعة فإنه يهلك لا محالة.
[commentary]
ص: يعني «من المتقيحين» أصحاب المدة في الفضاء التي من الصدر والرئة. فمتى استفرغ من هؤلاء المدة بطريق الكي أو بالثقب من المستسقين جلب الموت بسبب تحلل الروح مع الاستفراغ دفعة. ومع ذلك فإن المستسقي إذا استفرغت المائية دفعة عدمت كبده ما كان يرتفق به من حمل تلك الرطوبة ثقل فيرم الجاسي فاسترخت وحدثت معها إلى أسفل الحجاب وفما في الصدر من الأحشاء.
27
[aphorism]
قال بقراط: الخصيان لا يعرض لهم النقرس ولا الصلع.
[commentary]
ص: وهذا لأنهم صاروا أشباه النساء ولا يعرض للنساء الصلع لفرط رطوبة * أبدانهن (14) . فأما النقرس فقد يصيبهم إذا أساؤوا التدبير وأفرطوا في السكر والترفة فليس الجماع وحده سبب النقرس وإن كان أقوى أسبابه. والنقرس يعتري من كان ضعيف القدمين كما أن الصرع يعتري من كان ضعيف الدماغ. ثم إذا حسن كل واحد من هؤلاء تدبيره لم يكن يعرض له ما هو مستعد له.
28
[aphorism]
قال بقراط: المرأة لا يصيبها النقرس إلا أن ينقطع طمثها.
[commentary]
ص: وهذا الاستفراغ فضول * أبدانهن (15) بالطمث. ومتى أسأن التدبير فقد يعرض لهن النقرس مع درور الطمث.
29
[aphorism]
قال بقراط: الغلام يصيبه النقرس قبل أن يبتدئ في المباضعة.
[commentary]
ص: إن للجماع أثرا قويا في هذا الباب. وذكر جالينوس أنه رأى من الخصيان من أصابه النقرس. ولم يؤمن الصبيان. وما يعرض لهم خاطئ طريق انتفاخ الركبة بسبب امتلاء من تخم كثيرة.
30
[aphorism]
قال بقراط: أوجاع العينين يحلها شرب الشراب الصرف أو الحمام أو التكميد أو فصد العرق أو شرب الدواء.
[commentary]
PageVW0P023B ص: إنه متى كان تجري إلى العين رطوبات حادة وليس في البدن امتلاء فالمداواة بالاستحمام نافع في تحليل تلك المادة. وكذلك متى لحج في عروق العينين دم غليظ من غير أن يكون في البدن امتلاء. فإن الاستحمام وشرب الشراب يذيب ذلك الدم ويلطفه ويستفرغه يتمتحن ذلك بالتكميد، فإنه متى سكن التكميد الوجع ثم عاود بعد ساعة بأشد مما كان فذلك دليل على الامتلاء فيستفرغ بالفصد أو الإسهال على حسب ما تقتضيه الحال. وإن لم يعد الوجع دل على النقاء وجواز الإقدام على الشرب والاستحمام.
31
[aphorism]
قال بقراط: اللثغ يعتريهم خاصة اختلاف طويل.
[commentary]
ص: إنما تعرض اللثغة لاسترخاء اللسان بسبب الرطوبة في الدماغ، ولذلك تعرض للصبيان كثيرا. فإذا استوى زالت إلا أن تكون الرطوبة كثيرة مفرطة، فلا يقدر عضل اللسان أن يعتمد بقوة حيث يحتاج إليه. وقد تعرض للسكارى اللثغة بسبب الرطوبة الكثيرة التي تغمر الدماغ. وبالحري من كان مزاج دماغه هكذا أن ينحدر من الفضول الكثيرة إلى المعدة فيعرض الاختلاف. فإن الاختلاف المزمن عرض لازم لضعف المعدة بسبب الرطوبة. وقد تعرض اللثغة لبعض المرضى من اليبس المفرط.
32
[aphorism]
قال بقراط: أصحاب الجشاء الحامض لا يكاد تصيبهم ذات الجنب.
[commentary]
ص: إن قبول الرئة لجميع الأخلاط سهل لأنها سخيفة متخلخلة. فأما الغشاء المستبطن للأضلاع فخليق أن لا يقبل في الأغلب إلا ما كان من جنس المرار لأن طبيعته ملززة متكاثفة. ولذلك صار البلغمي وهو صاحب الجشاء الحامض قل ما تعتريه ذات الجنب لا سيما إذا كان البلغم مالحا، فإنه يلذع الأمعاء فيستفرغ للفضول بتليين البطن. وقد قال بقراط: من كانت طبيعته بالطبع ليية فقل ما يعتريه الشوصة.
33
[aphorism]
قال بقراط: الصلع لا يعرض لهم من العروق التي تتسع التي تعرف بالدوالي كثير شيء. ومن حدثت به من الصلع الدوالي، عاد شعر رأسه.
[commentary]
ص: إن الصلع إذا ظهر لم يزل. ويشبه أن يكون عنى بالصلع انحسار الشعر بسبب أخلاط رديئة. PageVW0P024A فإذا انتقل إلى الأسافل فلا ينبت الشعر. والقول بأن الصلع لا يحدث لهم الدوالي ليس بحق وهو تدليس إلا إذا قيس على هذا الوجه.
34
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث لصاحب الاستسقاء سعال كان ذلك دليلا رديئا.
[commentary]
ص: قد يعرض للمستسقي سعال بسبب آخر، ولا يدل على الهلاك. فأما متى عرض من تزيد الرطوبات المائية حتى تبلغ إلى قصبة الرئة فذلك دليل على الإشراف على الخنق.
35
[aphorism]
قال أبقراط: فصد العرق يحل * عسر (16) البول وبنبغي أن تقطع العروق الداخلة.
[commentary]
ص: هذا إذا كان بسبب ورم دموي ففصد العرق الداخلة التي في باطن الركبتين نافع لأن ما كان من العلل فيما دون الكبد. فإن بقراط يأمر بفصد العروق التي في باطن الركبتين * التي (17) على الكعاب. قال حنين: إنما يعني بالداخل الجانب الإنسي والخارج الجانب الوحشي، والداخل من اليد الباسليق لأنه ينحدر من الإبط، والخارج القيفال لأن مجراه من الجانب الوحشي، فإنه ينحدر من الكتف والعروق الداخل من الرجل الصافن والخارج عرق النسا . وجالينوس لا يفرق بين العرقين في الفصد كثير فرق لأن الصنفين نبتان من عرق واحد في باطن الركبة لأن التجربة تشهد أن صاحب عرق النسا ينتفع بفصده منفعة عظيمة فلا ينتفع بفصد الصافن كثير منفعة.
36
[aphorism]
قال بقراط: إذا ظهر الورم في الحلقوم من خارج فيمن اعترته الذبحة كان ذلك دليلا محمودا.
[commentary]
وقد مضى تفسيره.
37
[aphorism]
قال بقراط: إذا حدث بإنسان سرطان خفي فالأصلح أن لا يعالج، فإنه إن عولج هلك، وإن لم يعالج، بقي زمانا طويلا.
[commentary]
ص: السرطان الخفي هو الذي لم يتقرح أو الذي هو * في (18) عمق البدن ولم يظهر فلا ينبغي أن يعالج بالقطع والكي فقد فعله قوم فلم ينجح فعلهم. فأما إذا كان في ظاهر البدن وأمكن قطعه مع أصوله أجاز قوم قطعه واستيصاله، ونهى كثير من حذاق الأطباء عن قطع هذا أيضا إلا إذا كان متقرحا قد عظم أذاه وكان في عضو يمكن قطعه بأصوله فحينئذ يقطع ويكوى. والصواب أن * يحذر (19) في كل سرطان كل علاج شديد.
38
[aphorism]
قال بقراط: التشنج يكون من الامتلاء ومن الاستفراغ، وكذلك الفواق.
[commentary]
ص: التشنج تقلص الغضل إلى الفوق يحركه غير إرادية. وقد يعرض من الامتلاء كما يعرض للأوتار أن يتقلص طولها بسبب رطوبة الهواء أو يعرض من اليبس كما يعرض للأوتار إذا سخنت بالنار. فأما الفواق فليس تشنج بل هو حركة من جنس القيء لكنها أشد. فإن القيء يكون عند اشتياق المعدة إلى دفع ما في قصابها والفواق يكون عند شوق المعدة إلى دفع شيء عارض في جرم المعدة كما يشاهده فيمن يتناول فلفلا PageVW0P024B سحيفا بشراب حار. فإنه يعرض له الفواق بسبب اتصال الشراب الفلفل غلى عمق جرم المعدة.
39
[aphorism]
قال بقراط: من عرض له وجع فيما دون الشراسيف من غير ورم ثم حدثت به حمى حلت ذلك الوجع عنه.
[commentary]
ص: هذا الوجع إذا لم يكن مع ورم فهو إما لسوء مزاج مختلف أو سدد أو ريح غليظة. ومن شأن الحمى أن تشفي جميع ذلك لأنها تحلل وتلطف * سوء (20) المزاج المختلف.
40
[aphorism]
قال بقراط : إذا كان موضع من البدن قد تقيح وليس يتبين تقيحه فإنما لا يتبن من قبل غلظ المدة أو الموضع.
[commentary]
ص: إنما يعسر تبين المدة إما لغلظها أو لغلظ الموضع.
41
[aphorism]
قال بقراط: إذا كانت الكبد فيمن به يرقان صلبة فذلك دليل رديء.
[commentary]
ص: الصلابة تدل على ورم جاسي أو ورم حار. فإذا لم تكن مع اليرقان صلابة فقد يمكن أن يكون حدوثه من سدة أو لدفع الطبيعة الخلط الصفراوي إلى ناحية الجلد على طريق البحران.
42
[aphorism]
قال بقراط: إذا أصاب المطحول اختلاف دم وطال به حدث به استسقاء أو زلق الأمعاء وهلك.
[commentary]
ص: اختلاف الدم ينفع المطحول إذا كان على طريق انتقال الاختلاف السوداوية المتشبثة بجرم الطحال. لكن إن طال هذا الاستفراغ ودام فإن مرور الأخلاط الرديئة بالأمعاء بضررها ويفسد حرارتها الغريزية فيؤول إلى زلق الأمعاء وإلى الاستسقاء بسبب مشاركة الكبد الأمعاء في * العلة (21) .
43
[aphorism]
قال بقراط: من حدث به تقطير البول القولنج المعروف بإيلاوس وتفسيره المستعاذ منه فإنه يموت في سبعة أيام إلا أن تحدث به حمى فيجري منه بول كثير.
[commentary]
ص: استعد جالينوس أن يكون هذا الفصل من بقراط لأن هذا النوع من القولنج يكون في الأمعاء الدقاق وورم المثانة لا يرخم إلا المعاء المستقيم، ثم الحمى لا تحل هذا النوع من القولنج بل بزوالها بهذا هذه العلة لأن هذه العلة تحدث إما من ورم أو سدة أو رجع يابس صلب، ومن البعيد أن يعرض هذا الضيق بسبب أخلاط لزجة. فإن عرض بهذا السبب قولنج في هذا المعاء فخليق أن يطلق الحمى ويديرها فيخرج في البول إذا أنضجت.
44
[aphorism]
قال بقراط: إذا مضى بالقرحة حول أو مدة أطول من ذلك وجب ضرورة أن يتبين فيها عظم وأن يكون موضع الأثر بعد اندمالها غائرا.
[commentary]
ص: القدماء يخصون باسم القرحة ما خلا الحمرة والحمرة الآكلة. فكلام بقراط في هذا الفصل في تلك القروح. وهذه القروح يعسر برؤها إما بسبب رطوبات تجري إليها PageVW0P025A أو سوء مزاج * يستولي (22) عليها أو فساد عظيم في ذلك الموضع، فأن العظم إذا فسد لم يكن اندمال القرحة موفوقا به. فإنه ينتقص بعد حين حتى يتبين ذلك العظم ثم يشفى لموضع القرحة غور بعد الاندمال.
45
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابته حدبة من ربو أو سعال قبل أن ينبت فإنه يهلك.
[commentary]
ص: إنما تعرض هذه الحدبة إذا لم تكن بسبب سقطة بل بسبب خراج * صلبة (23) تخرج في مقدم الصلب فتحدث الخرزة نحو مقدمه فتحدث في موضع تلك الخرزة في مؤخره موضع غائر. فمتى جرت من هذا الخراج رطوبة إلى الرئة فأخذت سعالا دل على أنه ينفتح لم يقبل. وإن لم تجر رطوبة دل على أنه صلب لا ينفتح ويمكن أن يعيش صاحبه معه. فإن عرض ذلك لصبي في النشوء فهو قتال لأن هذا الخراج لا يخلو من أن يكون إما عظيما أو في موضع ذي خطر من الصدر. فإذا تمت الرئة والقلب وبقى المكان المحيط بهما ضيقا أو كانت الأضلاع لا تنمو في هذه الحال ويزداد فضاء الصدر ضيقا بسبب انحيائها لأجل الحدبة فيجب أن يعرض عسر نفس تفضي إلى الهلاك.
46
[aphorism]
قال بقراط: من احتاج إلى الفصد أو شرب الدواء فيجب أن يسقى الدواء أو يفصد في الربيع.
[commentary]
ص: إن أجود ما يدبر به الصحيح المشرف على المرض أن يفصد في الربيع إن كانت الحال حال امتلاء أو يسهل إن كانت الحال حال فساد. فقد حفظ جالينوس عدة من الناس عن معاودة أمراض إعياء دور بالاستفراغ * والتنقية (24) في الربيع، وأشار بنقص الفضول الصفراوية في آخر الربيع وبنقص الأخلاط الغليظة في أول الربيع.
47
[aphorism]
قال بقراط: إذا حدث بالمطحول اختلاف دم فهو محمود.
[commentary]
وقد مضى تفسيره.
48
[aphorism]
قال بقراط: ما كان من الأمراض من طريق النقرس وكان معه ورم حار فإن ورمه سكن في أربعين يوما.
[commentary]
ص: إن المادة في أصحاب النقرس تنصب أولا إلى فضاء المفاصل ثم إلى ما حوله. فإذا امتلأت المفاصل تمددت الرباطات فحدث الوجع. فأما العصب والأوتار فلا ترم لكن * تمدد (25) مع المفاصل يدل عليه أنه لا يحدث بالمنقرس تشنج ويختلف هذا الخلط في اللطافة والغلظ على أن أغلظه لا يتجاوز أربعين يوما إذا أحسن الطبيب التدبير والمريض الحمية. وأنما تأخرت هذه المدة عن مدة الأورام الحارة الحادثة في المواضع اللحمية بسبب أن جوهر اللحم أشد تخلخلا من طبيعة الرباطات. وتحتاج هذه الرطوبات أن تتبخر وتنفذ في الأعضاء الملززة PageVW0P025B الكثيفة ولا يتأتى ذلك إلا بمدة طويلة.
49
[aphorism]
قال بقراط: من حدث في دماغه قطع، فلا بد من أن تحدث به حمى وقيء مرار.
[commentary]
ص: الحمى تعم كل عضو رئيس حدث معه ورم حار. فأما في المرار فيحدث بمشاركة المعدة الدماغ للعصبتين العظيمتين المتصلتين بهما. وقد ينصب المرار إلى المعدة عند الأوجاع الشديدة لا سيما إذا كانت المعدة ضعيفة. وقد يعرض أيضا للمرار عند إبطال تناول الطعام. وقد يعرض القيء بجراحة تقع بالعشاء الصلب المحيط بالدماغ فإنه يتصل بالدماغ في مواضع كثيرة.
50
[aphorism]
قال بقراط: من حدث به وهو صحيح وجع بغتة في رأسه ثم أسكت على المكان وعرض له غطيط فإنه يهلك في سبعة أيام إن لم تحدث به حمى.
[commentary]
ص: إنما تعرض السكات لآفة تحدث في الدماغ، وربما بطل معها الحس والأفعال الإرادية، * وربما (26) لم يبطل الحس بحسب قوة العلة، والغطيط يدل على قوتها. فمتى حدث به صداع بغتة فأولى الأشياء أن يتوهم أن سببه ريح غليظ. وقد يمكن أن يكون لمادة كثيرة تميل إلى الرأس دفعة. فإن عرضت حمى وقويت على تحليل هذه الريح أو هذا الخلط في ثلاثة أيام إلى أربعة نجا العليل. وإلا فإن الأعضاء الشريفة لا تحتمل مع صعوبة المرض مدتها.
51
[aphorism]
قال بقراط: ينبغي أن يتفقد باطن العين في وقت النوم فإن تبين شيء من بياض العين والجفن مطبق وليس ذلك بعقب اختلاف ولا شرب دواء فتلك علامة رديئة مهلكة جدا.
[commentary]
ص: هذا العرض ما ليبس في الأجفان أو لضعف القوة المحركة لها، ولذلك يعرض عند الذرب. فإن الأعضاء تجف في هذه الحالة وتصير بمثابة الجلد المدبوغ أو أيبس عسر تمدده والفم في هذا المعنى إذا لم ينطبق.
52
[aphorism]
قال بقراط: ما كان من اختلاط العقل مع ضحك فهو سليم وما كان منه مع هم وحزن فهو أشد خطرا.
[commentary]
ص: اختلاط العقل ليس بسليم في حاله لكن ما كان منه مع ضحك فهو أمثل، وذلك إذا كان بسبب حرارة كالاختلاط الذي يكون من شرب النبيذ. فأما الاختلاط الذي يكون من المرة الصفراوية فمعه هم وحزن. فإذا احترقت وصارت مرة سوداء آل الأمر إلى الجنون وأصعب السوداء ما كان من احتراق الصفراء. فأما الحادث من احتراق عكر الدم المسمى الخلط السوداوي فأقل رداءة.
53
[aphorism]
قال بقراط: نفس البكاء في الأمراض الحادة التي معها حمى دليل رديء.
[commentary]
ص: إن قضاء عن رجوع النفس قد يكون من ضعف القوة، PageVW0P026A وقد يكون من صلابة الآلة لبرد يغلب على عضل الصدر أو ليسب أو لحال قريبة من التشنج فيعجز عضل الصدر أن يبسط به مرة واحدة فتتفق وقفة كالمستريح ثم يتم. والحمى لا تبقى إلا ما كان منها من البرد.
54
[aphorism]
قال بقراط: علل النقرس تتحرك في الربيع وفي الخريف على الأمر الأكثر.
[commentary]
ص: وهذا لأن الأخلاط تذوب في الربيع فتندفع إلى المواضع الضعيفة، ويعرض في الخريف لمن يجتمع في بدنه في الصيف من الفواكه خلط رديء.
55
[aphorism]
قال بقراط: الأمراض السوداوية يخاف منها أن تؤول إلى السكتة والفالج والتشنج والجنون والغم.
[commentary]
ص: هذه الأمراض تعرض من الخلط البلغمي والخلط السوداوي إلا الجنون. فإنه يعرض من البلغم لأن الجنون يحتاج إلى خلط مهيج لذاع والصفراء كذلك والسوداء إذا احترق.
56
[aphorism]
قال بقراط: السكتة والفالج تحدثان خاصة لمن كان سنه فيما بين الأربعين سنة إلى الستين سنة.
[commentary]
ص: يعني السكتة والفالج الحادثتين من السوداء تغلب في هذا السن. فأما الحادث من البلغم ففي السن الذي يتلو هذا السن.
57
[aphorism]
قال بقراط: إذا بدأ الثرب فهو لا محالة يعفن.
[commentary]
ص: الثرب هو الغشاء المبسوط على المعدة وما دونها، فإذا بدأ ولبث أدنى لبث فلا يمكن أن يرد فيبقى صحيحا كما برد المعاء وطرف الكبد لأنه يعفن، ولذلك يقطع الأطباء ما يبدو منه . وقد يعرض في الندرة أن يبرد فيبقى سليما إذا لم يلبث.
58
[aphorism]
قال بقراط: من كان وجع النسا وكان وركه ينخلع ثم يعود فإنه حدثت فيه رطوبة مخاطية.
[commentary]
ص: إن رباطات المفاصل تبتل بالرباطات المخاطية فينخلع عظم الفخذ المركب في نفس عظم الورك فيخرج خروجا سهلا ويرجع.
59
[aphorism]
قال بقراط: من اعتراه وجع في الورك مزمن فكان وركه ينخلع فإن رجله كلها تضمر وتعرج إن لم * تكو (27) .
[commentary]
ص: إنما تعرج من قبل كثرة الرطوبة البلغمية، ويتبع ذلك أن لا يغتذي العضو على ما ينبغي فيضمر إن لم يتوارك بالكلي لتجفيف الرطوبة.
Unknown page
المقالة السابعة
1
[aphorism]
قال بقراط: برد الأطراف في الأمراض الحادة دليل رديء.
[commentary]
ص: إنما كان كذلك لأنه يدل على أورام عظيمة في الأحشاء تبلغ من حرارتها أن تحتذب كما تحتذب الحجمة الدم من البدن فتتضاعف حرارة الأحشاء حتى أن صاحبه لا يحتمل أن يلقى عليه ثوب PageVW0P026B ما سدة الالتهاب.
2
[aphorism]
قال بقراط: إذا كان في العظم علة وكان لون اللحم كمدا فذلك دليل رديء.
[commentary]
ص: هذا يكون عند آفة عظيمة يحدث العظم من عفونة عظيمة قوية لجمود الحرارة الغريزية التي فيه.
3
[aphorism]
قال بقراط: حدوث الفواق وحمرة العينين بعد القيء وعن القيء دليل رديء.
[commentary]
ص: الفواق في المعدة كالشيخ في العضل ويحدث لها من رطوبات يؤذيها. فإذا اندفعت بالقيء سكن على المكان. وإن لم يسكن بالقيء دل إما على ورم في أصل العصب الذي هو الدماغ أو في المعدة وحمرة العينين تلزم الحالتين وهي بالدماغ أولى.
4
[aphorism]
قال بقراط: إذا حدث بعد العرق إقشعرار فليس ذلك بدليل محمود.
[commentary]
ص: وهذا الآن أعراض البحران إذا لم يكن معها بحران أنذرت بشر.
5
[aphorism]
قال بقراط: إذا حدث بعد الجنون اختلاف دم أو استسقاء أو حيرة فذلك دليل محمود.
[commentary]
ص: أما اختلاف الدم والاستسقاء فعلى طريق انتقال الشيء المؤدي من الرأس إلى أسفل. فأما الحيرة فإلى أن يزيد في الجنون أقرب من أن يزيد. وإن صح هذا عن بقراط فليحمل على أنه عنى بالحيرة قوة الجنون وشدته، فإن من الأمراض ما إذا اشتد جلب بحرانا فزال.
6
[aphorism]
قال بقراط: ذهاب الشهوة في المرض المزمن والبراز الصرف دليل رديء.
[commentary]
ص: البراز الصرف هو البراز الذي لا تخالطه مائيته يدل على أن الحرارة أفنت مائية البدن. فإن أنضم إليه ذهاب الشهوة كان أدل على الرداءة، فإن ذهاب الشهوة في جميع الأمراض المزمنة دليل رديء.
7
[aphorism]
قال بقراط: إذا حدث من كثرة الشرب إقشعرار واختلاط ذهن فذلك دليل رديء.
[commentary]
ص: إنما يعرض الإقسعرار للبدن لا تشتغل حرارتهم من الشراب لكن تخمد من كثرته كالحطب الكثير يعمر به النار القليل. فأما اختلاط الذهن فلا يمتلأ الرأس وماء ورياحا حارين.
8
[aphorism]
قال بقراط: إذا انفجر خراج إلى داخل حدث عن ذلك سقوط القوة وقيء وذبول نفس وغشي.
[commentary]
ص: عنى بالخراج الدبيلة وعنى بالفجارة إلى داخل المعدة يدل عليه القيء، فإنها إذا انفجرت إلى ناحية الصدر والرئة حدث سعال واحتناق أو إلى الأمعاء حدث اختلاف. فأما الغشي فلسقوط القوة بسبب تخلل الروح الحيواني، وذلك يعم كل الفجار.
9
[aphorism]
قال بقراط: إذا حدث عن سيلان الدم اختلاط في الذهن أو تشنج فذلك دليل رديء.
[commentary]
PageVW0P027A ص: هذا الاختلاط يكون من الخواء ولا يكون قويا. فإن كان معه تشنج كان رديئا لأنه يكون من الدماغ.
10
[aphorism]
قال بقراط: إذا حدث في القولنج المستعاذ منه قيء وفواق واختلاط ذهن وتشنج فذلك دليل سوء.
[commentary]
ص: حدوث القيء هاهنا دليل الإشراف على الهلاك. وربما تقيأ الرجيع فعرض الفواق. وإنما يعرض التشنج والاختلاط بسبب مشاركة الدماغ للمعدة.
11
[aphorism]
قال بقراط: إذا حدث عن ذات الجنب ذات الرئة فذلك دليل رديء.
[commentary]
ص: وهذا إذا لم يسع الخلط المحدث لذات الجنب موضعه من الأضلاع حتى يفيض منه شيء إلى الرئة. فأما ذات الرئة فلا تكاد تتبعها ذات الجنب، لأنها إن كانت يسيرة خرج الخلط بالنعث، وإن كانت قوية خنقت صاحبها قبل أن يشاركها الأضلاع.
12
[aphorism]
قال بقراط: وعن ذات الرئة السرسام.
[commentary]
ص: وهذا الخلط حاد يرتفع منه إلى الرأس بخار كثير.
13
[aphorism]
قال بقراط: وعن الاحتراق الشديد التشنج أو التمدد.
[commentary]
ص: وهذا لأن الحرارة القوية تجفف.
14
[aphorism]
قال بقراط: وعن الضربة على الرأس البهتة واختلاط الذهن.
[commentary]
ص: البهتة أن يبقى مفتوح العين لا يعقل، وذلك دليل على أن الضربة وصلت إلى باطن الدماغ.
15
[aphorism]
قال بقراط: وعن نفث الدم نفث المدة.
[commentary]
ص: إنما يعقب المدة نفث الدم إذا كان في الرئة وكان خبيثا.
16
[aphorism]
قال بقراط: وعن نفث المدة السل والسيلان فإذا احتبس * البصاق (1) مات.
[commentary]
ص: السل هزال البدن مع حمى دقيقة بسبب قرحة الرئة والسيلان تساقط الشعر من ضعف القوة. وإنما يحتبس * البصاق (2) إذا خنق المريض فكم يقدر علىة النفث فيختنق.
17
[aphorism]
قال أبقراط: وعن ورم الكبد الفواق.
[commentary]
ص: وهذا إذا كان الورم عظيما فيعرض الفواق بسبب مشاركة المعدة الكبد في العصب الرقيق. وقد يعرض ذلك أيضا من انصباب المرار إلى الأمعاء ثم يتراقى إلى المعدة فيحدث لذع فيكون بسبب الفواق. وقد ظن قوم أن عظم الورم يضعط المعدة فيحدث الفواق.
18
[aphorism]
قال بقراط: وعن السهر التشنج واختلاط الذهن.
[commentary]
ص: أما التشنج فليبس. وأما الاختلاط فلأن الدم عند السهر الطويل يحتد ويميل إلى المرار.
19
[aphorism]
قال بقراط: وعن انكشاف العظم الورم الذي يدعى الحمرة.
[commentary]
ص: هذا لا يحدث دائما ولا في الأكثر PageVW0P027B ولكن متى انكشف العظم فرأيت اللحم الذي حوله قد يرى فيه الورم وهو عرض رديء.
20
[aphorism]
قال بقراط: وعن الورم الذي يدعى الحمرة العفونة والتقيح.
[commentary]
ص: وهذا يحدث لكون * الورم (3) خبيثا.
21
[aphorism]
قال بقراط: وعن الضربان الشديد في * العروق (4) انفجار الدم.
[commentary]
ص: هذا الشدة حركة العروق وتشوقها إلى دفع المؤذي. وإنما تحتبس بضربانها في حال الورم لضيق مكانها بسبب الورم وشدة الأذي.
22
[aphorism]
قال بقراط: وعن الوجع المزمن فيما يلي المعدة التقيح.
[commentary]
ص: وجع المعدة إذا كان لبرد أو سوء مزاج مختلف أو ريح غليظ أو حدة ملذعة لم يلبث زمانا طويلا فبقي أن يكون الوجع المزمن إنما هو من ورم. وذلك الورم يتقيح على طول المدة إن لم يمت المريض.
23
[aphorism]
قال بقراط: وعن البراز الصرف اختلاف الدم.
[commentary]
ص: وهذا لأن البراز الصرف يلذع الأمعاء فيعرض الاختلاف.
24
[aphorism]
قال بقراط: وعن قطع العظم اختلاط الذهن.
[commentary]
ص:هذا يعرض في عظم الرأس إذا وصلت الآفة إلا أغشية الدماغ.
25
[aphorism]
قال بقراط: التشنج من شرب الدواء * مميت (5) .
[commentary]
ص: هذا إذا كان استفراغ الدواء مفرطا.
26
[aphorism]
قال بقراط: برد الأطراف عن الوجع الشديد فيما يلي المعدة رديء.
[commentary]
وقد مضى تفسيره.
27
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث بالحامل زحير كان سببا لأن تسقط.
[commentary]
ص: هذا لما ينال البدن من أذى الزحير وكثرة النفث وخاصة الرحم لاتصاله بالمعاء المستقيم الذي يحدث فيه التزحر على أن كل حركة قوية فهو بسبب الإسقاط.
28
[aphorism]
قال بقراط: إذا انقطع شيء من العظم أو الغضروف لم * ينم. (6)
[commentary]
وهذا أيضا قد مضى نفسيره.
29
[aphorism]
قال بقراط: إذا حدث بمن غلب عليه البلغم الأبيض اختلاف قوي انحل به عنه مرضه.
[commentary]
ص: يعني بالبلغم الأبيض الاستسقاء اللحم والاختلاف القوي فيه يحل هذا المرض.
30
[aphorism]
قال بقراط: من كان به اختلاف وكان ما يختلف زبديا فقد يكون سبب اختلافه شيء ينحدر من رأسه.
[commentary]
ص: السبب المقوم للبراز الزبدي ريح غليظ يتحرك في وقت مخالطتها الرطوبة حركة شديدة حتى تنقطع تلك الرطوبة وتنقسم إلى * أجزاء (7) صغار، وربما كان سبب حركة هذه الريح كثرة الحرارة. وتوهم من ظن أنه يصير زبديا بسبب مصيره إلى المعدة من الرئة باطل. فإنا نرى النوازل التي تنزل إلى الرئة لا تكون * زبدية (8) عند النفث ولا الدم المنفوث من الرئة يكون لا محالة زبديا على أن مصيره من الرئة إلى القلب ثم إلى العروق. فكيف يمكن أن يبقى زبديا وقد خالط PageVW0P028A الدم.
31
[aphorism]
قال بقراط: من كان به حمى فكان يرسب في بوله ثفل شبيه بالسويق الجريش فذلك يدل على أن مرضه طويل.
[commentary]
ص: هذا البول يدل إما على الهلاك سريعا وإما على طول من المرض لأن هذه المادة تحتاج إلى نضج كثير.
32
[aphorism]
قال بقراط: إذا كان الغالب على الثفل الذي فى البول المرار وكان أعلاه رقيقا دل على أن المرض حاد.
[commentary]
ص: إن المرار إذا أطلق فإنما يراد به المرة الصفراء وغلبتها تدل على حدة المرض . فأما قوله «وكان أعلاه رقيقا» فإن جالينوس استعد ذلك وقال «لم أر بولا يغلب عليه المرار والشيء الطافي فوقه رقيق مائي» ومثل هذا البول غير نضج ويدل على طول مرض. لكن حنين بن أسحق قال «يحتمل أن يكون أراد الرقيق في الشكل فيكون قوله «وأعلاه رقيق» أن ينخرط ويميل إلى الرقة لأن الثفل الراسب في البول إذا كان غليظا ثقيلا بيا كان سطحه الأعلى شبيها بالسطح وإذا كان رقيقا نضيجا كان أعلاه ينخرط * وينقلب (9) ، ويدل على ذلك أن بقراط * نسب (10) الرقة إلى أعلى الثفل ولم ينسب إلى ما فوقه.
33
[aphorism]
قال بقراط: من كان متشتتا دل على اضطراب قوي.
[commentary]
ص: اختلاف آخر البول دليل على أن الطبيعة ليست بمستولية حتى تجعل * الأخرى (11) مستوية.
34
[aphorism]
قال بقراط: من كان فوق بوله عبب دل على أن علته في الكلى فأنذر منها بطول.
[commentary]
ص: إن متى كانت مع الرطوبة لزوجة وخلطها ريح غليظة طال لبث العبب وخروجها البول مع الريح الغليظة يدل على أن في الكلى مرضا باردا. وقد قيل إن هذا العبب ببوله من خروج بروح مع البول إذا فتح بحدته أفواه العروق الضوارب فخرج شيء من الروح.
35
[aphorism]
قال بقراط: ومن رئي فوق بوله دسم جملة دل ذلك على أن في كلاه علة حادة.
[commentary]
ص: هذا دليل عام على حرارة نارية تذيب الشحم. فإن خرج هذا الدسم جملة دفعة دل على أن العلة في الكلى فإن الذي يذوب من سائر أعضاء البدن إنما يصير إلى البول قليلا قليلا دفعة.
36
[aphorism]
قال بقراط: من كانت به علة في كلاه وعرضت له هذه الأعراض التي تقدم ذكرها وحدث به وجع في عضل صلبه فإنه إن كان ذلك الوجع في المواضع الخارجة فتوقع خراجا يخرج به من خارج، وإن كان ذلك الوجع في المواضع الداخلة وأحرى أن تكون الدبيلة من داخل.
[commentary]
ص: إنه إذا حدث الوجع في هذه العضلات فيوقع حدوث خراج. وهذا الخراج ربما كان في نفس الكلى وربما كان في العضل PageVW0P028B وربما كان إلى خارج أميل وربما كان إلى داخل.
37
[aphorism]
قال بقراط: الدم الذي يتقيأ من غير حمى سليم وينبغي أن يعالج صاحبه بالأشياء القابضة والدم الذي يتقيأ مع حمى رديء.
[commentary]
ص: القيء أما من المعدة * والمريء (12) فإذا لم تكن حمى * معها (13) في الدم لم يدل على ورم بل على انفتاح عرق أو قرحة فبرئ بالقابضة. فأما القرحة إذا كانت مع ورم فمعها حمى وطريق علاجها غير ذلك.
38
[aphorism]
قال بقراط: النزلة التي تنحدر إلى الجوف الأعلى تنفتح في عشرين يوما.
[commentary]
ص: وهذا لأن أقصى حد ينفتح النزلة عشرون يوما.
39
[aphorism]
قال بقراط: من بال دما عبيطا وكان به تقطير البول وأصابه وجع في نواحي الشرج والعانة دل ذلك على أن فيما يلي مثانته وجع.
[commentary]
وقد مر تفسيره.
40
[aphorism]
قال بقراط: متى عدم اللسان قوته بغتة أو استرخى عضو من الأعضاء فالعلة سوداوية.
[commentary]
ص: هذه العلل قد تكون من السوداء، وقد تكون من البلغم. وأما استرخاؤه بغتة فلمكان الآفات الحادثة قليلا فليلا بسبب الورم الذي يصلب وبسبب الخراج الخارج عن الاعتدال.
41
[aphorism]
قال بقراط: من أصابته حمى ليست من مرار فصب على رأسه ماء حار كثير أنقضت بذلك حماه.
[commentary]
ص: بين في هذا الفصل أن جميع الحميات ليست تكون من المرار وبين أن ما لم تكن من المرار فصب الماء الحار عليه نافع. والحمى إذا كانت من حر الشمس أو برد أو تعب أو ضيق مسام من شدة أو انسداد فالماء الحار نافع، فإن صاحبها يحتاج إلى أن ينفش حرارة الحمى. فأما إذا كان ورم أو عفونة فلا. وفي بعض النسخ ذكر مكان الماء العرق، والأول أصح. فإن حميات المرار قد تنحل بالعرق.
42
[aphorism]
قال بقراط: المرأة لا تكون ذات يمينين.
[commentary]
ص: وهذا الضعف طبائع النساء فلا يكون ذلك إلا في الرجال إلا قويا.
43
[aphorism]
قال بقراط: من كوي من المنفتحين فخرجت منه مدة بيضاء نقية فإنه يسلم، فإن خرجت مدة حمائية فإنه يهلك.
[commentary]
ص: لأن المدة البيضاء هي * المحمودة (14) .
44
[aphorism]
قال بقراط: من كانت في كبده مدة فكوي فخرجت منه مدة بيضاء نقية فإنه يسلم وذلك أن المدة في غشاء، وإن خرج منه شبيه بثفل الزيت هلك.
[commentary]
ص: متى كان جوهر الكبد سليما ولم يسع الفساد من الغشاء إليها سلم. وإن سعى إليها هلك، وبعد هذا الفصل فصل وهو إذا كان في العينين وجع يسعي صاحبه شرابا PageVW0P029A صرفا ثم أدخل إلى الحمام وصب عليه ماء حار كثير ثم فصل وهو فصل مدلس فإنه لا حالة يجوز الاستعمال أصناف هذا العلاج فيها.
45
[aphorism]
قال بقراط: تقطير البول وعسره يحلهما شرب الشراب والفصد وينبغي أن يقطع * العروق (15) الداخلة.
[commentary]
ص: عسر البول إن كان من برد أو ريح غليظ أو سدة حدثت بسبب دم غليظ من غير امتلاء قوته قوية، والفصد يشفى. وتقطير البول قد يكون من الحدة وقد يكون من ضعف القوة الماسكة وبسبب سوء مزاج مفرط لا سيما بارد، والشراب نافع استعماله في هذه الحال.
46
[aphorism]
قال بقراط: من أصابته في دماغه العلة التي يقال لها سفاقولس فإنه يهلك في ثلاثة أيام فإن جاوزها فإنه يبرأ.
[commentary]
ص: هذا الاسم يطلق ويراد به فساد الدماغ ولم يرد هاهنا فساد الدماغ على الإطلاق لكن الإشراف عليه فإن فساد الدماغ لا يبرأ. فأما من لم يمت من حدثت به هذه العلة في الأيام الثلاثة الأول فإنه يرجي له انتعاش القوة ومقاومة العلة.
47
[aphorism]
قال بقراط: العطاس يكون من الرأس إذا سخن الدماغ ورطب الموضع الخالي الذي في الرأس وانحدر الهواء الذي فيه فسمع له صوت لأن خروجه ونفوذه يكون في موضع ضيق.
[commentary]
ص: العطاس يحدث عند شوق الطبيعة إلى دفع ريح نافحة غليظة عن الرأس ومادة هذا الريح رطوبة. فإذا سخنت وتحللت صارت ريحا. والطبيعة تستعبر على دفع تلك الريح بجمع هواء كثير، ولذلك يتقدم العطاس استنشاق الهواء. ثم يرتفع هواء من الرئة بانفباض الصدر في تلك الحال، ولذلك يكون العطاس سببا لتنقية مجاري الفم. وعنى بالخالي في الرأس بطون الدماغ.
48
[aphorism]
قال بقراط: من كان به وجع شديد في كبده فحدثت به حمى حلت ذلك الوجع عنه.
[commentary]
ص: الوجع الشديد في الكبد يكون إما من ريح أو من ورم لكن مع الورم تكون الحمى * ملازمة (16) . وإذا حدثت الحمى بعد الوجع دل على أن الوجع لريح نافخة فالحمى تحلل تلك الريح. فأما السدد فلا يكون معه وجع شديد لكن يقل.
49
[aphorism]
قال بقراط: من * تحيز (17) فيه بلغم بين المعدة والحجاب فأحدث به وجعا إذا كان لا منفذ له ولا إلى أحد من الفضائين فإن ذلك البلغم إذا جرى PageVW0P029B في العروق إلى المثانة انحلت عنه علته.
[commentary]
ص: الأجود أن يفهم من هذا القول إنه عنى بهذا الموضع الفضاء الذي هو فيما دون الحجاب في جوف الغشاء الممدود على البطن، ومصير المادة منه إلى المثانة ليس في منفذ محسوس لكن الطبيعة متى كانت قوته لم تهجزها دفع الفضلة وإن كانت المجارى صيقة بعد أن يلطف ذلك الخلط قليلا قليلا. فإنا نرى المدة تجتمع في الفضاء الذي بين الرئة والصدر ثم تصير إلى الرئة ثم تنفث بالسعال إذا لطفت تلك المدة.
50
[aphorism]
قال بقراط: من امتلأ وكبده ماء ثم انفجر ذلك الماء إلى الغشاء الباطن امتلأ بطنه ماء ومات.
[commentary]
ص: إن نفاخات الماء يسرع حدوثها في الكبد أكثر منه في سائر الأعضاء وتولدها في الغشاء المحيط بها من خارج كما يرى ذلك في كبد المذبوحات كثيرا. فإن انفجرت تلك النفاخات صارت إلى الفضاء الذي في جوف الغشاء الممدود على البطن في الموضع الذي يجتمع في الماء في أصحاب الاستسقاء. وموت هؤلاء يكون في الأكثر، وقد سلم بعضهم في الندرة.
51
[aphorism]
قال بقراط: القلق والتثاوب والاقشعرار يبرئه شرب الشراب إذا مزج واحد سواء بواحد * سواء (18) .
[commentary]
ص: هذه الأعراض يزيلها الشراب فإنه يندفع به بعض الأشياء المؤذية ويعتدل الباقي. فإن من شأن الحمر أن يسخن البدن ويصلح أخلاط ويجودها ويسرع حركاتها في جميع الأعضاء. فأما التثاوب فإنه يعرض إذا كان في العضل الذي يكون به التثاوب رطوبة من طبيعة الريح أو ريح * بخارية (19) ، وكذلك التمطى والقشعريرة تعرض عندما تنصب رطوبة رديئة إلى الجلد. وأكثر ما يعرض القلق لمن في فم معدته رطوبة بالكثير ولا في التجاويف ولكن في طبقات المعدة.
52
[aphorism]
قال بقراط: من تزعزع دماغه فإنه يصير في وقته سكتة.
[commentary]
ص: أكثر ما يعرض الزعزعة في الدماغ عند سقط شديد من موضع عاد فتنقبض القوة النفسانية وتمكن، ولذلك تقدم حل الحركات والصوت. فإذا انهتك الدماغ أو شيء منه لم PageVW0P030A ينتعش، وإلا فإنه يمكن أن تعود القوة النفسانية إلى حالها وتنتعش المريض.
53
[aphorism]
قال بقراط: من كان لحمه رطبا فينبغي أن يجوع فإن الجوع يجفف الأبدان.
[commentary]
ص: تجفيف الجوع بطريق العرض. وذلك أنه متى لم يكن يدل المتحلل خلف * جف (20) العضو لأن أول ما يتحلل من كل عضو أرطب ما فيه.
[commentary]
ثم قال وما يلي هذه الفصول من الكتاب إما مدل أو معاد قد سبق شرحها
[commentary]
تم الكتاب بعون الملك الوهاب
[commentary]
في شهر صفر لسنة أربع وعشرين وتسعمائة.
Unknown page