============================================================
الفن الأول المعاه طالبا له حسن تقويته مؤكد، وإن كان منكرا وجب توكيده بحسب الإنكار، كما قال الله تعالى حكاية عن رسل عيسى ل إذ كذبوا في المرة الأولى: {إنا إليكم مرسلون} (يس:14) وفي الثانية: إنا إليكم لمرسلون (يس:16) ويسمى الضرب الأول ابتدائيا، والثاني طلبيا، والثالث إنكاريا، ويسمى إخراج الكلام عليها إخراجا على مقتضى الظاهر، وكثيرا ما يخرج على خلافه، فيحعل غير السائل كالسائل إذا قدم إليه ما يلوح له بالخبر، فيستشرف له استشراف الطالب المتردد نحو: ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون (هود:37)، وغير المنكر كالمنكر إذا لاح عليه شيء من أمارات الإنكار نحو: جاء شقيق عارضا رمحه ان بني عمك فيهم رماح والمنكر كغير المنكر إذا كان معه ما إن تأمله ارتدع نحو: لا ريب فيه (البقرة:2)، وهكذا اعتبارات التفى ثم الاسناد منه حقيقة عقلية، وهي إسناد الفعل أو معناه إلى ما هو له...
رسل عيسى: وهم بولس- بفتح الباء الموحدة وسكون الواو وفتح اللام- ويحى وشمعون هو الثالث الذي عزز به بعد تكذيهما، وما في "المطول" أهم شمعون ويحي، والثالث هو بولس أو حبيب التحار غير موثوق به كما اعترف به الشارح، ونبه عليه في حاشية الكتاب لمرسلون: مؤكدا بالقسم و"إن" واللام واسمية الجملة؛ لمبالغة المخاطبين في الإنكار. ابتدائيا: لابتداء الكلام عن غير طلب وإنكار.
مقتضى الظاهر: هو أخص مطلقا من مقتضى الحال؛ لأن معتاه مقتضى ظاهر الحال، فكل مقتضى ظاهر الحال مقتضى الحال من غير عكس فيستشرف له: بعيي ينظر إليه، يقال: استشرف الشيء إذا رفع رأسه إليه.
عارضا رمحه: أي واضعا على العرض، أعني كان عرضه إلى العدو دون طوله، فهو لا ينكر أن في بني عمه رماحا، لكن بحيئه على هذا الوضع علامة أنه يعتقد أن لا رمح فيهم، فنزل منزلة المنكر، وخوطب خطاب التفات بقوله: "إن بني عمك إلخ" مؤكدا ب"ان1. اعتبارات النفي: أي مثل اعتبارات الاثبات.
حقيقة عقلية: فأقسام الحقيقة العقلية على ما يشمله التعريف أربعة الأول: ما يطابق الواقع والاعتقاد جميعا، كقول المؤمن: أنبت الله البقل، والثاني: ما يطابق الاعتقاد فقط، نحو قول الجاهل: أنبت الربيع البقل، والثالث: ما يطابق الواقع فقط كقول المغربي لخوف الخليفة: حلق الله الأفعال كلها، وهذا المثال ترك الماتن، يعني أدرجه في المثال الرابع، والرابع: ما لا يطابق الواقع ولا الاعتقاد جميعا، كقولك: جاء زيد وأنت تعلم أنه لم يجيء:
Page 15