79

Talekh Al-Azhia fi Ahkam Al-Ad'ia

تلخيص الأزهية في أحكام الأدعية

Investigator

عبد الرؤوف بن محمد بن أحمد الكمالي

Publisher

دار البشائر الإسلامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

1426 AH

Publisher Location

بيروت

خامسها: اختلفوا في أنه هل يجوز أن يقسم على الله بغيره، كحرمة بيته، ونور عرشه، وكتبه وملائكته؟

ومرجعه إلى ما فيه تعظيم؛ لأن القسم يستدعي تعظيم المقسم به، فما عَظّمه الله تعالی عظّمنا، وما لا فلا.

* فقيل(١): يجوز ذلك؛ لخبر الترمذي(٢) وغيره: أنّ ضريراً أتى النبي ﷺ فقال: ادع الله لي أن يعافيني، فقال: ((إن شئتَ دعوتُ وإِن شئتَ صبرت وهو خير لك)، قال: فادعُه، فأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين ويدعوَ بهذا الدعاء: ((اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد ﷺ نبي الرحمة(٣)، يا محمد: إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه تقضى لي، اللهم شَفِّعْهُ فِيّ))(٤).

ولخبر الحاكم - وصححه(٥) -: ((لمّا اقترف آدمُ الخطيئة قال:

(١) في الأصل: ((وقيل))، ولا يستقيم، ولعل الصواب ما أثبته أو بدون الواو.

(٢) ((سنن الترمذي)) (٣٥٧٨) وصححه، مِن حديث عثمان بن حُنَيف رضي الله عنه. كما أخرجه أحمد (١٣٨/٤)، والنسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (٦٥٨) (٦٥٩) (٦٦٠)، وابن ماجه (١٣٥٨)، وقال بعد إخراجه (٤٤٢/١): ((قال أبو إسحاق: هذا حديث صحيح))، والحاكم (٣١٣/١، ٥١٩، ٥٢٦) وصححه ووافقه الذهبي، وفي رواية: «فقام وقد أبصر)).

(٣) الذي يظهر في معنى قوله: ((اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك))، أي: في دعائه له، ولهذا قال: ((اللهم شفّعْه فيّ)»، أي: اقبل شفاعته في حقي. وانظر: ((تحفة الأحوذي)» للمباركفوري (٣٧/١٠).

(٤) في الأصل: ((لي))، والتصويب من مصادر التخريج.

(٥) ((المستدرك)) (٦١٥/٢) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد تعقّب الذهبيُّ الحاکم في تصحیحه فقال: «قلت: بل موضوع، وعبد الرحمن [وهو ابن زید بن أسلم] واهٍ ... [و ]رواه عبد الله بن مسلم الفهري، ولا أدري من ذا ... )) اهـ.

79