235

Takmila

التكملة والذيل والصلة لكتاب تاج اللغة وصحاح العربية

Publisher

مطبعة دار الكتب

Publisher Location

القاهرة

المُؤمن - ويُرْوَى قُرابَةَ المُؤْمن بالضَمّ - فإنَّهُ يَنْظُر بنُور الله " أي فِراسَتَهُ وظَنَّه الذي هو قَرِيبٌ من العلْم والتَحَقُّق لصِدْقه وإصابته. وقال ابن دريد: جاء القومُ قُرابَى، على فُعالَى بالضم، مثالُ فُرادَى: أي مُتقاربين. قال: والتِّقِرّاب بكَسْر القاف وتَشْديد الرّاء: التَقَرُّبُ، مثل التِّكِلّامِ والتِّمِلّاق والتِّحِمّال. والقَرَبُ بالتحريك: البئْرُ القريبةُ الماء، فإذا كانت بعيدةَ الماء فهي النَّجاءُ، قال: يَنْهَضْنَ بالقوم عَلَيْهنَّ الصُلُبْ مُوَكَّلاتٌ بالنَّجاء والقَرَبْ أراد بالصُّلُب: الدّلاء عليها العَراقي. وفي حديث النبيّ ﷺ أنّه قال: " إذا تقارَبَ الزَّمانُ لم تَكَدْ رُؤيا المُؤْمن تَكْذبُ " ثلاثةُ أقاويلَ: أحدُها أنَّه أراد آخرَ الزمان واقْترابَ الساعة، لأنّ الشيء إذا قَلَّ وتَقاصَرَ تَقارَبتْ أطرافُه، ومنه قيل للقَصير: مُتَقارِبٌ ومُتَآزفٌ. والبَحْرُ المُتَقارِبُ في العَرُوض: هو الّذي تَرَكَّبَ من فَعُولُنْ ثَمانِيَ مَرّات الّتي هي على خَمْسَة أَحْرُف. ويَقُولون: تقارَبَت إبلُ فُلان، إذا قَلَّتْ وأَدْبَرَتْ، قال جَنْدَل الطُهَويُّ: غَرَّكَ أنْ تقارَبَتْ أَباعِرِي ... وأَنْ رأيتَ الدَهْرَ ذا الدَوائرِ ويَعْضُدُه قولُه ﷺ: " في آخر الزَّمان لا تَكادُ رُؤْيَا المؤمن تَكْذب، وأَصْدَقُهم رُؤْيَا أَصْدَقُهم حَديثًا ". والثاني: أنه أراد اسْتِواءَ اللّيل والنّهار، يزعم العابرُون أنّ أصدق الأزْمان لوقُوع العبارَة، وَقْتُ انْفِتاق الأَنْوار، ووقتُ إدْراك الثمار، وحينئذ يَسْتَوي الليلُ والنهارُ. والثالث: أنّه من قوله ﷺ " يَتقارَبُ الزَّمانُ حتَّى تكونَ السنةُ كالشَّهْر، والشهرُ كالجُمُعَة، والجُمُعَة كاليَوْمِ، واليَوْمُ كالساعة "، قالوا: يُريدُ زَمَن خُروج المَهْديّ وبَسْطه العَدْلَ، وذلك زمانٌ يُسْتَقْصَر لاسْتلْذاذه فتَتَقارَبُ أَطْرافُه. وتَقارَبَ الزرعُ: إذا دَنا إدْراكُه.

1 / 237