أضلنا إلا المجرمون﴾ الآيات.
ومن جملة أنواع عذاب أهل النار فيها تلاعنهم وتباغضهم، وتبرؤ بعضهم من بعض، ودعاء بعضهم على بعض بمضاعفة العذاب، كما قال الله تعالى:
﴿كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعًا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابًا ضعفا من النار﴾
وقال الله تعالى: ﴿وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا﴾ .
وقال الله تعالى: ﴿هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم﴾ إلى قوله: ﴿إن ذلك لحق تخاصم أهل النار﴾ .
وحينئذ فلا يبعد أن يقرن كل كافر بشيطانه الذي أضله، وبصورة من عبده من دون الله من الحجارة.
وقال ابن أبي الدنيا: «حدثنا عبد الله بن وضاح، حدثنا عبادة بن كليب، عن محمد بن هاشم، قال: لما نزلت هذه الآية ﴿نارًا وقودها الناس والحجارة﴾ .
وقرأها النبي ﵌، فسمعها شاب إلى جنبه فصعق، فجعل رسول الله ﵌ رأسه في حجره رحمة له، فمكث ما شاء الله أن يمكث، ثم فتح عينيه، فقال: بأبي أنت وأمي، مثل أي شيء الحجر؟ قال: أما يكفيك ما أصابك، على أن الحجر الواحد منها
لو وضع على جبال الدنيا كلها لذابت منه، وإن مع كل إنسان منها حجرًا وشيطانًا» .
وقال الحسن في موعظته: أذكرك الله ما رحمت نفسك، فإنك قد حذرت نارًا لا تطفأ، يهوي فيها من صار إليها، ويتردد بين أطباقها قرين