189

Takhrij Dalalat

تخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد رسول الله من الحرف والصنائع والعمالات الشرعية

Investigator

د. إحسان عباس

Publisher

دار الغرب الإسلامي

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤١٩ هـ

Publisher Location

بيروت

الفصل الثاني في بعث الرسول في الصلح ذكر من بعثه رسول الله ﷺ في ذلك: في السير في عمرة الحديبية قال ابن إسحاق (٢: ٣١٤، ٣١٥): دعا رسول الله ﷺ خراش بن أمية الخزاعي، فبعثه إلى قريش بمكة وحمله على بعير له يقال له «الثعلب» ليبلغ أشرافهم ما جاء له فعقروا به جمل رسول الله ﷺ وأرادوا قتله، فمنعه الأحابيش فخلوا سبيله حتى أتى رسول الله ﷺ ثم دعا عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكة فيبلغ عنه أشراف قريش ما جاء له، فقال: يا رسول الله إني أخاف قريشا على نفسي، وليس بها من بني عديّ بن كعب أحد يمنعني، وقد عرفت قريش عداوتي إياها، وغلظتي عليها، ولكني أدلّك على رجل أعزّ بها مني: عثمان بن عفان، فدعا رسول الله ﷺ عثمان بن عفان فبعثه إلى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب، وأنه إنما جاء زائرا للبيت ومعظما لحرمته. فخرج عثمان بن عفان إلى مكة فلقيه أبان بن سعيد بن العاصي حين دخل مكة، أو قبل أن يدخلها، فحمله بين يديه ثم أجاره حتى بلّغ رسالة رسول الله ﷺ، فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش فبلّغهم عن رسول الله ﷺ ما أرسله به، فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول الله ﷺ: إن شئت أن تطوف بالبيت، فقال: ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله ﷺ. فائدة: في «المشارق» (١: ١٧٦): الأحابيش هم حلفاء قريش، وهم الهون بن خزيمة بن مدركة، وبنو الحارث بن عبد مناة بن كنانة، وبنو المصطلق من خزاعة «١» .

(١) ط: بن خزامة.

1 / 202