54

Takhrīj aḥādīth faḍāʾil al-Shām wa-Dimashq li-Abīʾl-Ḥasan al-Ribʿī

تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق لأبي الحسن الربعي

Publisher

مكتبة المعارف للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى للطبعة الجديدة ١٤٢٠هـ

Publication Year

٢٠٠٠م

Genres

"إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم؛ فإما أن يحدثوكم بباطل فتصدقوه، وإما أن يحدثوكم بحقٍّ فتكذبوه".
ومن العجب أن هذه الشريعة المحفوظة المحروسة مع هذه الأمة المعصومة التي لا تجتمع على ضلالة، إذا حدث بعض أعيان التابعين عَنِ النَّبِيِّ ﷺ بحديث، كعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، وأبي العالية، ونحوهم، وهم من خيار علماء المسلمين، وأكابر أئمة الدين؛ توقَّفَ أهل العلم في مراسيلهم، وهؤلاء ليس بين أحدهم وبين النَّبِيِّ ﷺ إلّا رجل أو رجلان أو ثلاثة مثلًا، فكيف بما ينقله كعب الأحبار وأمثاله عن الأنبياء، وبين كعب وبين النبي الذي ينقل عنه ألف سنة أو أكثر أو أقل!؟ وهو لم يسند ذلك عن ثقة بعد ثقة، بل غايته أن ينقل عن بعض الكتب التي كتبها شيوخ اليهود، وقد أخبر الله عن تبدليهم وتحريفهم، فكيف يحلُّ لمسلم أن يصدق شيئًا بمجرد هذا النقل؟ بل الواجب أن لا يصدق ذلك ولا يكذبه إلّا بدليلٍ يدل على كذبه، وهكذا أمرنا النَّبِيِّ ﷺ.
وفي هذه الإسرائيليات مما هو كذب على الأنبياء، أو ما

1 / 56