كنته بضربته، وهو واجب الوصل، وشبه ظننتكه باعطيتكه، وهو واجب الوصل، أو راجحه على الخلاف السابق، ومن شواهده في (كان) قول أبي الأسود الدؤلي: [الطويل]
(فإن لا يكنها أو تكنه فإنه ... أخوها أغذته أمه بلبانها)
وسبب قوله ذلك أنه كان له مولى يختلف إلى الأهواز في تجارة له، فكان يصيب من الخمر، فاضطرب أمر التجارة، فلامه فزعم أنه إنما بشربها لحرارتها لا للسكر، فأمره بأكل الزبيب، فإنه أخوها /٣١/ ارتضع معها من ثدي واحد، أي أنه يشرب من عروق الكرامة كما يشرب العنب الذي هو أصلها، وقبله.
(دَعِ الخمَر تشربْها الغُواةُ فإنني ... رأيتُ أخاها مُغنيًا بمكانها)
يقال: هو أخوه بلبان أمه، ولا يقال: بلبن أمه، وذكر اللبان هنا بعد ذكر الأخوة ترشيح للاستعارة.
ومن شواهد الفصل قول حميد الأرقط: [الرجز]
(أتتك عُنْسٌ تقطع الأراكا ... إليك حتى بلغت إياكا)
1 / 92