الله ﷺ يوم بدر ما صنع أبو جهل، فانطلق ابن مسعود، فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد، فقال له: أنت أبا جهل، قال ابن علية، قال سليمان: هكذا قالها أنس، قال: أنت أبا جهل، قلت: فهذا من أوضح الأدلة، وهو مما روي بلفظه لا بمعناه.
واستدل ابن مالك وغيره بقوله: [الزجر].
(أن أباها وأبا أباها ... قد بلغا في المجد غايتاها)
والشاهد في (أبا) الثالث، فإنه مضاف إليه ولم يجيء بالياء، فأما الأولان فمنصوبان، فكان الظاهر، لولا مجيء الثالث بالألف، أن الألف فيها علامة النصب، وفيه أيضًا إقامة الظاهر مقام المضمر، والأصل أن أباها وأباه.
وفي قوله: (غايتاها) استعمال المثنى بالألف مطلقًا، ونسبها الكسائي لبلحارث وزبيد وخثعم وهمدان، وأبو الخطاب لكنانة
1 / 58