وقال في النسخة الثانية: فيه نظر؛ لأنه لا يلزم من كونه مات عن ثلاثة من الذكور أن يكونوا موجودين لما قال تلك المقالة، والواقع في نفس الأمر أنه لم يكن منهم أحد موجود حينئذ: لا عامر الذي روى عنه هذا الحديث، ولا محمد، ولا مصعب، هؤلاء الثلاثة الذين اشتهروا من ولده.
وكان له من الذكور أيضًا عمر الذي كان أمير الجيش الذين قتلوا الحسين بن علي، ولعمر رواية، وكذا لأخيه إبراهيم بن سعد، وسرد ابن سعد في الطبقات (١) أولاد سعد فذكر عددًا كثيرًا من الذكور والإناث، وقد بينت في مقدمة شرحي على البخاري (٢) أن هذه البنت يقال لها: أم الحكم، وهي أكبر بنات سعد، وهي شقيقة إسحاق الأكبر أكبر أولاده الذكور، والحق أن قول سعد: "ولا يرثني إلا ابنة" أي من الصلب، وإلا فليس الحصر مرادًا؛ فإن عصباته من زهرة كانوا موجودين يوم قال ما قال، وكذا كان له عدة زوجات (٣).
قوله "إن ابن عمر ذكر له أن سعيد بن زيد. . . (٤) " (٥) إلَى آخره.
الذي في الصحيح أنه كان بدريًّا، ولا اعتراض عليه؛ لأن النبي ﷺ لما ضرب له بسهمه وأجره نزل منزلة من شهدها.
قوله في "وللناس طَبَاخ" (٦): (كما روى ابن أبي خيثمة. . . .) (٧) إلَى آخره.
_________
(١) "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٣/ ١٣٧).
(٢) مقدمة فتح الباري المسماة بـ"هدي الساري" (الفصل السابع، كتاب الجنائز) (١/ ٢٨٥).
(٣) هذا الكلام يوافق ما نقله الزركشي، فلم يقصد من وجود الورثة وجود أولاد له حين قال هذه المقالة، بل يقصد ورثة آخرين خلاف ابنته.
(٤) "صحيح البخاري" (كتاب المغازي، باب: فضل من شهد بدرًا) برقم (٣٩٩٠).
(٥) "التنقيح" (٢/ ٨٢٨)، وباقي كلامه: (سعيد بن زيد شهد بدرًا).
(٦) "صحيح البخاري" (كتاب المغازي، باب: شهود الملائكة بدرًا) برقم (٤٠٢٤).
قال ابن الأثير في "النهاية": أصل الطباخ القوة والسمن، ثم استعمل في غيره، فقيل: فلان لا طباخ له؛ أي: لا عقل له ولا خير عنده، أراد أنها لم تبق في الناس من الصحابة أحدًا.
(٧) "التنقيح" (٢/ ٨٣٣)، ولفظه: (والمعروف: "ولو وقعت الثالثة لم ترتفع وللناس طباخ"، كما روى ابن أبي خيثمة. . . . حَدَّثَنَا سُفيان. . . . وقعت فتنة الدار فلم تبق من أهل بدر أحدًا، ووقعت وقعة الحرة فلم تبق من أهل الحديبية أحدًا، ولو وقعت فتنة لم ترتفع وبالناس طباخ).
2 / 300