============================================================
الاول من تجريد الاغانى فبلغ ذلك يعقوب . فدخل على المهدى، فقال : يا أمير المؤمنين، أبلغ من قذرهذا الأعمى 1 الشرك أن يهجو أمير المؤمنين ! قال : ويحك، وماقال : قال : يعفينى أمير المؤمنين من إنشاده . فقال : لا بحياتى أنشدنى . فقال : والله لو خيرتنى بين إنشادى إياه وضرب عنقى لاخترت ضرب عنقى . فحلف عليه المهدئ بالأيمان التى لا فسحة فيها أن يخبره. فقال : أما لفظا فلا ، ولكنى أ كتب بذلك . فكتب ودفعه إليه. فكاد ينشق غيظا .
وقد قيل إن ذلك كان قبل أن ينحدر المهدئ إلى البصرة . فعزم على الانحدار (1) إليها والنظر فى أمرها . وما وݣده (1) غير بشار . فلما بلغ إلى البطيحة سمع ذاتا فى وقت ضحى النهار ، فقال : انظروا ما هذا الآذان ! فإذا بشار يؤذن سكران .
فقال له: يا زنديق! يا عاض بظر آمه ! عجبت أن يكون هذا لغيرك . أتلهو بالآذان في غيروقت الصلاة وأنت سكران. ثم دعا بأ بن نهيك فأمره بضر به بالستوط : فضرب بين يديه على صدر الحراقة(2) سبعين سوطا أتلفه فيها . وكان إذا أصابه يقول : حس - وهى كلمة تقولها العرب للشىء إذا أوجع - فقال له بعضهم : انظر إلى زندقته يا أمير المؤمنين ، يقول : حس، ولا يقول : باسم الله . فقال : ويلك ! أطعام هو فأسمى الله عليه . فقال له آخر : أفلا قلت : الحمد لله . فقال : أونعمة هى حتى أحمد الله عليها ! فلما ضر به سبعين سوطا بان الموت فيه ، فألقى فى سفينة حتى مات ثم رمى فى البطيحة . فجاء أهله فحملوه إلى البصرة فذفن بها.
وقيل: لما ضرب بالسياط وطرح فى السفينة قال : ليت عين أبى الشمقمق رآتنف حيث يقول: ان بشار بن براد تيس اعى فى سفينه (3 (1) وكده: قصده.(2) الحراقة: سفينة فيها مرامى نيران يرى بها العدو.
(3) قال الجاحظ فى الحيوان : كان العرب إذا هجوا إنسانا بالغباوة أو بالنتن قالوا : إنما هو تيس . فاذا أرادوا الغاية فى الغباوة قالوا : ما هو إلا تيس فى سفينة
Page 411