249

============================================================

تجريد الأغانى 242 اذا سئل أن يغنى أبى وغضب، فإذا تحدث القوم بحديث ومضى فيه شعر قد غنى فيه آبتدأ هو ففتاه ، فكان من فطن له يفعل ذلك به . فقال رجل منهم : حدثنى رجل من الأعراب ممن كان يصحب جميلا بحديث عجيب . فقال القوم : وماهو؟

قال : حدثنى أن جميلا بينا هو يحدثه ، كا كان يفعل، إذ أنكره ورأى منه غير (9) ما كان يرى . فثار نافرا، مقشعر الشسعر متغير اللون ، إلى ناقة له تجتمعة (1 قريبة من الأرض موئقة اللق ، فشد عليها رحله ، ثم أتاها بميحلب فيه لبن فشر بته، ثم ثنى بآخر فشر بت حتى رويت ثم قال : أشدد أداة رخلك وأشرب واسق جملك، فإنى ذاهب بك إلى بعض مذاهبى . ففعلت، فجال فى ظهر ناقته وركبت معه جملى. فسرنا بياض يومنا وسواد ليلتنا، ثم أصبحنا فسر نا يومنا، لا والله ما نزلنا إلا لصلاة . فلما كان اليوم الثالث دفعنا إلى نسوة ، فمال إليهن فوجدنا الرجال خلوفا(2)، وإذا قدر لبا، (3) وقد جهدت جوعا وعطشا، فلمارأيت القدر اقتحمت(4) عن بعيرى وتركتهم جانبا، ثم أدخلت رأسى فى القدر ما يتنينى

حرها حتى رويت ، فذهبت أخرج رأسى من القدر فضاقت على، فإذا هى على رأسى قلنسوة . فضحكن منى وغسلن ما أصابنى . وأتى جميل بقرى ، فوالله ما التفت إليه . فينا هو يحدثهن إذا رواعى الإبل ، وقد كان السلطان أحل لهم دمه إن وجدوه فى بلادهم . وجاء الناس فقلن(5) : ويحك ! أنج وتقدم ، فوالله ما أكبرهم ذلك الإكبار ، فإذا بهم يرمونه ويطردونه ، فإذا غشوه قاتلهم ورتى فيهم . وقام بى جملى ،فقال لى: يسر لنفسك مركبا خلفى فأردفنى خلفه، لا والله (1) مجتممة : شديدة قوية (2) خلوفا: غائبين عن الحى (3) الليأ : أول اللبن فى التتاج (4) اقتحمت : بادرت بالزول (5) فى الأسل : "فقالوا" . وهى رواية اكثر اصول الأغانى.

Page 249