188

Ta'jil al-Nada bi Sharh Qatr al-Nada

تعجيل الندى بشرح قطر الندى

Genres

قوله: (وَالمَفْعُولُ لَهُ، وَهُوَ المَصْدَرُ المُعَلِّلُ لِحَدَثٍ شَارَكَهُ وَقْتًا وَفَاعِلًا كـ (قُمْتُ إجْلاَلًا لَكَ) فَإِنْ فَقَدَ المُعَلِّلُ شَرْطًا جُرَّ بِحَرْفِ التَّعْلِيلِ نَحْوُ: ﴿خَلَقَ لَكُمْ﴾) (١) . وَإِنِّي لَتَعْرُونِي لِذِكْرَاكِ هِزَّةٌ ...... ... ......... ... ......... ... وفَجئْتُ وَقَدْ نَضَّتْ لِنَوْمٍ ثِيَابَهَا ...... ... ......... ... ......... ... هذا النوع الثالث من المفاعيل: وهو المفعول له، ويسمى المفعول لأجله، ومن أجله. وقول المصنف (والمفعول له) معطوف على قوله في باب المفعول (المفعول منصوب، وهو خمسة: المفعول به، والمفعول المطلق، والمفعول له) . وقد عرفه بقوله: (المصدر المعلِّل لحدث شاركه وقتًا وفاعلًا) ومثاله: قمت إجلالًا لك. فـ (إجلالًا) مصدر: أجلَّه وأجلله إجلالًا أي: عَظَّمَهُ، وهو معلِّل للحدث، وهو: القيام، وزمن الإجلال والقيام واحد. وفاعل القيام وفاعل الإجلال واحد أيضًا، فيكون مفعولًا له. أي فُعِل له الفعل. وحكمه جواز النصب إذا وجدت فيه هذه الشروط الثلاثة: ١-أن يكون مصدرًا؛ لقوله: (وهو المصدر) . ٢-أن يفيد التعليل؛ لقوله: (المعلِّل لحدث) بكسر اللام مشددةً، أي: الواقع علة. ٣-أن يتحد المصدر مع عامله في الوقت والفاعل؛ لقوله: (شاركه وقتًا وفاعلًا) أي: شارك المعلِّلُ الحدثَ فيهما. كما مضى بيانه. فإن فُقِدَ منها شرط (٢) وجب جره بحرف دال على التعليل (كاللام) أو (من) أو غيرهما.

(١) سورة البقرة، آية: ٢٩. (٢) أي غير التعليل. فالتعليل لابد منه. إذا لو فقد التعليل لم يجز الجر أصلًا وإنما يجب النصب على المفعولية المطلقة نحو: قتلته صبرًا. فـ (صبرًا) مصدر لكنه لا يفيد التعليل.

1 / 188