مسرورا.
وكان لفراسياب أخ يقال له: كي شواسف [١]، صار إلى بلاد الترك بعد أخيه، وكان له ابن يقال له: خرزاسف [٢]، فملك البلاد بعد أبيه كي شواسف، وهو ابن أخى فراسياب الذي حارب منوشهر.
ولما فرغ كيخسرو [٤٦] من المطالبة بوتره [٣]، واستقرّ في ملكه، زهد في الملك، وتنسّك وأعلم الوجوه من أهل بيته ومملكته، أنّه على التخلّى. فاشتدّ جزعهم، وتضرّعوا إليه، وراودوه [٤] على المقام على تدبير ملكهم. فأبى عليهم، ولما يئسوا، قالوا:
- «فإذا قمت [٥] على ما أنت عليه، فسمّ من يقوم به.» وكان لهراسف حاضرا، فأشار بيده إليه، وأعلمهم أنّه خاصّته ووصيّه. فقبل لهراسف الوصية، وأقبل الناس عليه، وفقد كيخسرو. فبعض الناس يقول: إنّه غاب للتنسك، ولا يدرى أين مات. وبعضهم يقول غير ذلك. وكان ملكه ستين سنة. ثم ملك بعده لهراسب [٦] .
لهراسب وما كان من أمر بختنصّر
ويقال: إنّه ابن أخى كيقابوس. واتّخذ سريرا من ذهب مكلّلا بالجوهر، للجلوس عليه. وبنيت له بأرض خراسان مدينة بلخ [٧] وسمّاها: الحسناء. وهو أوّل من دوّن الدواوين، وقوّى ملكه بانتخاب الجنود لنفسه [٤٧] وعمر الأرض.